وقال أحد أعضاء لجنة التفاوض لأورينت نت (فضّل عدم الكشف عن اسمه) اليوم الخميس، إن قصفاً صاروخياً ومدفعياً يستهدف جميع أحياء درعا البلد بشكل عنيف ومكثف منذ ساعات الصباح، مع محاولات ميليشيا أسد خاصة "الفرقة الرابعة" اقتحام المنطقة من محاور عدة.
وأضاف عضو اللجنة، أن "هناك شهداء وجرحى في صفوف المدنيين"، مشيراً إلى نقض نظام أسد للاتفاق حول درعا البلد الموقع بين الطرفين خلال اليومين الماضيين، وأن النظام حاول بث الفتنة بين اللجنة والأهالي للتهرب من التزاماته وتنفيذ مخطط الهجوم العسكري على المنطقة.
في حين ذكرت مصادر ميدانية لأورينت نت، أن ميليشيا الفرقة الرابعة تحاول منذ ساعات التقدم من ثلاثة محاور نحو درعا البلد، وخاصة محاور النخلة وقصاد والقبة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المنطقة وميليشيا أسد التي تكبدت خسائر كبيرة في العناصر والعتاد بعد التصدي لمحاولات التقدم.
وأشارت المصادر إلى قصف مكثف بقذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ يستهدف المنازل والأحياء السكنية في معظم مناطق درعا البلد، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين بينهم "أحمد فرحان القطيفان"، وسط نداءات استغاثة يوجهها الأهالي لإنقاذ المدنيين لعدم توفر نقاط طبية لإسعاف الجرحى بعد إغلاق ميليشيا أسد النقطة الطبية الوحيدة في الأحياء.
من جهة أخرى، أعلنت معظم المناطق في ريف درعا "الفزعة" نصرة لدرعا البلد في بيانات مصورة، ومن خلال عمليات عسكرية بدأتها على مواقع ميليشيا أسد في مدينة نوى وتل شهاب وجاسم وغيرها من المناطق، حيث استهدف مقاتلو تلك المناطق الحاجز الشرقي التابع لميليشيا الفرقة (15) في بلدة الجيزة، ومقرا لأمن الدولة في مدينة إنخل غرب درعا، ونقطة أخرى لميليشيا أمن الدولة في مدينة جاسم، إضافة لقطع طرقات في مدينة نوى والتهديد بعمليات عسكرية هناك.
يأتي ذلك عقب نقض نظام أسد اتفاقه الأخير مع أهالي درعا البلد حول إنهاء الحصار المفروض عليها منذ أسابيع، وذلك بمحاولة اقتحامها وتطويقها بميليشياته الطائفية التي أجرت استعراضاً عسكرياً داخل الأحياء لنشر الذعر في صفوف السكان، ما دفع الأهالي للمطالبة بترحيل جميع السكان إلى مناطق أخرى أكثر أماناً كردٍّ على الضغوط العسكرية من قبل ميليشيا أسد والاحتلال الروسي.
وكان الاحتلال الروسي وميليشيات أسد بدؤوا حصار درعا البلد أواخر الشهر الماضي، بإغلاق المنافذ والطرق الرئيسية وزيادة التفتيش والمضايقات على سكانها، لإجبارها على تسليم سلاح أبنائها وإقامة بعض النقاط العسكرية داخل الأحياء، كما هددت قبل أيام بالخيار العسكري وتدمير الجامع العمري (الأثري) الذي يعدّ رمز المدينة ومهد انطلاقة الثورة السورية.
ومنذ أيام توصل الطرفان لاتفاق يقضي بإنهاء الحصار الخانق المفروض على المنطقة، ونص الاتفاق على تسوية أوضاع نحو 130 شخصاً ورفض تهجير أو تسليم أيّ من المطلوبين، إضافة للاتفاق على نشر ثلاثة حواجز أمنية (حواجز ومفارز) لميليشيا أسد داخل الأحياء.
لكن نظام أسد انقلب على الاتفاق بعد ساعات على توقيعه بجلب مزيد من التعزيزات العسكرية وتطويق المنطقة ومحاولة اقتحامها وخاصة من ميليشيا الفرقة الرابعة التي أجرت استعراضاً عسكرياً مستفزاً داخل الأحياء، حيث هتف العناصر لبشار أسد والميليشيا بهدف نشر الذعر في صفوف الأهالي، إضافة لقصف بالمدفعية والرشاشات على الأحياء خلال الساعات الماضية، ما أسفر عن مقتل شخصين من المدنيين على الأقل وإصابة آخرين.
التعليقات (15)