تتحدى همجية الروس والأسد: أريحا تعيد تأهيل سوق المدينة.. وتحلم بمستقبل آمن!

تتحدى همجية الروس والأسد: أريحا تعيد تأهيل سوق المدينة.. وتحلم بمستقبل آمن!
كغيرها من المدن السورية العريقة،تعرضت مدينة أريحا في محافظة إدلب،ولا تزال لقصف همجي انتقامي من محترفي القتل والإجرام المتمثل بميليشيا أسد الطائفية وحلفائه. 

سنوات وأريحا الصابرة على الدم والأذى والاستهداف الطائفي من طياري البراميل تضمد جراح تدمير البشر والحجر والشجر، تقاوم محاولة طمس معالم الحضارة والعراقة التي يشهده عمران المدينة القديم والبديع.. وكغيرها لاتزال تقاوم رائحة البارود وآلة القتل فما زال في الحياة فسحة أمل متجددة يتطلع الشعب السوري لاغتنامها والعيش بسعادة بعيداً عن كل من يقف بطريقهم.. وآخر ما تبدعه أريحا إعادة تأهيل سوق المدينة الذي طالما تعمد بدماء الأبرياء في طلعات قصف عدة. 

رئيس المجلس المحلي: القصف أذهب بهجة المدينة

على بعد 13 كم جنوب مدينة إدلب و71 كم غرب مدينة حلب تتربع مدينة أريحا في حضن جبل الأربعين، تنبض بالسحر والحياة، كمقصد سياحي يعرفه القاصي والداني.. وتقدم لنا حاراتها وأزقتها صورة عن العراقة والثراء والذوق المعماري الرفيع.

هكذا كانت صورة المدينة قبل أن تطمس ميليشيا أسد روح الحياة فيها وتخرب بنيتها التحتية وتهجر سكانها في كل أصقاع الأرض وبحسب (أحمد فاتح سعدو) رئيس المجلس المحلي في مدينة أريحا:

 "فإن المدينة تقع على الطريق الدولي الواصل بين حلب واللاذقية، وتشتهر بأشجارها المثمرة وجوها المعتدل، تعرضت لقصف عنيف من ميليشيا أسد وحلفائه، الأمر الذي أذهب بهجة المدينة وهجر أهلها ليبلغ عددهم حالياً 50 ألف نسمة مابين مهجر ومقيم بعد أن كان عددهم أضعاف ذلك العدد سابقاً، يعملون حالياً في صناعات بسيطة وأنشطة تجارية صغيرة" وأضاف  (سعدو) في حديثه لأورينت نت: 

"تعد حركة الأهالي فيها ضعيفة حالياً بشكل نسبي بسبب قربها من أماكن سيطرة مليشيات أسد، وتعرضها للقصف المتقطع بين الحين والآخر، الأمر الذي سبب ضعفا في حركة العمران والتطور والصناعة والتجارة".

منسق مشروع إعادة تأهيل سوق المدينة: محاولة لبعث الأمل في النفوس!

على الرغم من القصف المتقطع التي تتعرض له مدينة أريحا إلا أنها تشهد عودة خجولة لسكانها وحركة واسعة للمهجرين إليها من كافة المحافظات السورية كدلالة واضحة للتشبث بالحياة ومتابعة تفاصيلها، وتشهد المدينة مشاريع مختلفة لإضافة صبغة تحسين وضع الخدمات لقاطنيها ولعل أبرزها تلك المشاريع هو مشروع إعادة تأهيل السوق الرئيسة في المدينة عن طريق منظمة (مرام) والذي تحدث عنه المهندس (إبراهيم اعزازي) منسق المشروع بقوله "تعتبر أريحا منطقة خارجة من قصف عنيف حديثاً، مدمره البنية التحتية ويعيش أهلها حالة هلع مستمر، فكان من الضروري القيام بنشاط يعيد للمدينة شيئاً من الحياة، ويبعث في النفوس الأمل من جديد، فجاء قرار إعادة تأهيل السوق بعد الاتفاق مع مجلس المدينة" 

وأضاف ( اعزازي ) "تم إصلاح أبواب المحلات المخربة وطلائها جميعاً ورصف سوق الذهب بالكامل بالانترلوك وإقامة مظلات على جانبي الطريق وتزويده بمنظومة طاقة كهربائية كاملة لإنارته، وفي سوق الهال تم تجهيز الأرصفة وتجهيز ساحتين فيه مخصصتين لأصحاب البسطات،وإقامة مظلة معدنية في سوق اللبن".

انتعاش وحركة وأثر إيجابي 

"التمس الرزق حيث تتزاحم الأقدام" بهذه الكلمات بدأ الحاج ( أبو مازن ) صاحب أحد المحلات التجارية في أريحا حديثه معنا "بعد تأهيل سوق المدينة انتعشت حركة الناس في السوق وازدادت نسبة التسوق وحركة البيع الشراء على مستوى جميع المنتجات، نتيجة إقبال الناس سواء من مدينة أريحا وحتى القرى المجاوره لها".

الأمر الذي أكده (أحمد فاتح سعدو) رئيس المجلس المحلي لمدينة أريحا بقوله:

 "تأتي أهمية إعادة تأهيل سوق المدينة من نقطتين أساسيتين الأولى: تحسين الوضع الخدمي من حيث البيع الشراء وسهولة حصول الأهالي على حاجاتهم المختلفة وبأسعار مناسبة وبعرض متميز والتمتع بجمال السوق وأناقة محلاته وترتيبها، والثانية: هو الأثر  النفسي الإيجابي المتمثل بإعادة الثقة والتفاؤل والرغبة بالحياة بشكل أفضل في المدينة" من جهته قال (إبراهيم اعزازي) منسق مشروع أريحا "نحن منظمة إنسانية هدفنا مساعدة أهلنا وأرواحنا ليست أغلى من أرواحهم، ونحن أبناء المنطقة اعتدنا على هذا الوضع وواجبنا إنجاز ما بدأنا به و إحساسنا بأننا جزء من هذا الشعب يحتم علينا أن نكون معهم و نتم عملنا مهما كانت الظروف" وأضاف ( اعزازي) "نقوم بتنفيذ مشروع التعافي المبكر والذي تم فيه تنفيذ مشروع السوق و تزفيت العديد من الطرقات و إعادة تأهيل و تشغيل الفرن الآلي كما تم إنشاء مطابخ مجتمعية و بيوت مونة تزامن تنفيذ هذه النشاطات مع تأمين أكثر من 200 فرصة عمل مؤقتة لعمال و عاملات من ذوي الحالة المادية الضعيفة"

الجدير بالذكر أن مدينة أريحا تشهد عدة مشاريع تنموية، يقول المهتمون إن من شأنها النهوض بالواقع الخدمي والمعيشي نحو الأفضل على كافة الصعد والمجالات، الأمر الذي كان له الدور الأبرز من إعادة الحياة للمدينة من جديد وتشجيع الناس على العودة إليها دون الاكتراث للقصف عليها بين الحين والآخر. 

التعليقات (1)

    أحمد

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    حما الله أريحا وأهلها الطيبين ولعنة الله على روسيا والأسد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات