مذكرات خدام3: حافظ الأسد اختبر الحريري وبشار اتهمه بالتآمر و"توحيد السنية" فجّر الموقف

مذكرات خدام3: حافظ الأسد اختبر الحريري وبشار اتهمه بالتآمر و"توحيد السنية" فجّر الموقف
ركز النائب الأسبق لرأس نظام أسد "عبد الحليم خدام" في مذكراته التي تنشرها صحيفة "الشرق الأوسط" لليوم الثالث على علاقته برئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري والأحاديث التي كانت تجري بينهما، مرورا بموافقة حافظ الأسد على أن يشكل الحكومة اللبنانية عام 1992، وصولاً إلى التوتر بين بشار والحريري ثم اغتياله في 2005.

وتحدث خدام عن لقاءاته المتكررة مع الحريري من بداية تعرفه عليه عام 1982، والتي حاول خلالها خدام التعرف على تطلعاته وعلاقاته بالمسألة اللبنانية وأسبابها وظروفها، وخلال لقاءات تطرق الحريري إلى نشأته والظروف التي مر بها، وانتمائه لـ"حركة القوميين العرب"، وسفره للعمل في السعودية. 

وكان الحريري يتردد أسبوعياً إلى دمشق، مرات من أجل النقاش حول القضية الوطنية اللبنانية، ومرات يحمل رسائل من الراحل الملك فهد بن عبد العزيز إلى حافظ الأسد.

روى خدام كيف قام حافظ بـ"امتحان" الحريري قبل الموافقة على تشكيله الحكومة في 1992، عندما سأله فجأة "إذا كنت رئيساً للحكومة اللبنانية واختلفنا مع السعودية، كيف ستتصرف؟ فأجابه رفيق سيادة الرئيس، أنا لبناني أحب وطني، وأنا سعودي، ولحم أكتافي من المملكة العربية السعودية بالتالي، لا أستطيع أن أتخلى عن السعودية لأني لست من ناكري الجميل، وأنا قومي عربي أعتبر سوريا حاضنة العرب، ولا أستطيع إلا أن أكون مع سوريا، بالتالي: إذا حصل خلاف سأعمل على إزالته وعلى عودة المياه إلى مجاريها، وإذا فشلت سأعتزل وأعيش في منزلي". 

حملات ضد الحريري

وأكد خدام أنه بناء على جوابه طلب حافظ منه إبلاغ الرئيس اللبناني بأنه يؤيد ترشيح رفيق الحريري لتشكيل الحكومة، ليصبح بعدها الحريري رئيساً لوزراء لبنان، مضيفا أن الحريري التزم بكل كلمة قالها أمامي وأمام حافظ، وقدم خدمات كبيرة لسوريا عبر علاقاته الخارجية وقدم هدية لسوريا وهي بناء "قصر المؤتمرات" والفندق المرتبط به، كما أكمل بناء قصر الرئاسة الجديد.

وتطرق بعدها خدام في مذكراته عن تعرض الرئيس الحريري لحملات من بعض أجهزة الأمن السوري، حيث تعززت هذه الحملات بعد وفاة حافظ الأسد في عام 2000، وتسلم بشار السلطة، الذي بدأ حملة على الحريري، وكان يحرضه على ذلك مجموعة من اللبنانيين الذين كانوا سابقاً مرتبطين بشقيقه باسل، ولهم مصالح في الدولة اللبنانية. 

وأوضح خدام أن الحملات على الحريري أدت إلى زيادة عزلة بشار العربية والدولية، ما دفعه إلى الارتماء في أحضان إيران.

وانتقل خدام بعدها للحديث عن تمسك بشار بالتمديد للرئيس اللبناني إميل لحود وإجبار بشار للحريري على الموافقة على التمديد، ولكنه أعلن بعدها استقالته من الحكومة ما دفع بشار إلى استدعائه، وعندما سأله عن شروطه للعودة عن الاستقالة، أجابه الحريري: "اجتماع مصالحة وطنية، وحكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع دون استثناء، وحرية في القرار، وعدم تدخل الرئيس لحود في شؤون الحكم" فواقف بشار على مطالبه على أن يكون سليمان فرنجية في تشكيلة الوزارة القادمة ولم يعترض الحريري.

طلب خدام للحريري بمغادرة لبنان

وتحدث خدام بعدها عن محاولة اغتيال مروان حمادة، واعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة بعد مضي أكثر من شهر على تكليفه بسبب الحملات التي شنها أنصار بشار في لبنان بتكليف منه ضد الحريري دون أي مبرر.

وبحسب المذكرات عقدت القيادة القطرية لـ"حزب البعث" اجتماعاً في منتصف يناير /كانون الثاني 2005، قال فيه الأسد: "سأتحدث عن لبنان. هناك مؤامرة أميركية - فرنسية، يشارك بها الحريري الذي يتآمر علينا، وهو يوحد طائفته حوله، وهذا يشكل خطراً على سوريا".

وأكد خدام أنه في اليوم التالي، استقبل محسن دلول، وهو ذو صلة قوية مع الحريري، وطلب منه إبلاغ الحريري أن عليه أن يغادر لبنان فوراً، لأن الحقد عليه كبير.

في مطلع شهر فبراير /شباط 2005، سرد خدام الحديث الذي دار بينه وبين الحريري عندما زار بيروت قبل الاغتيال قائلا: سألني الحريري ما هو الموضوع الذي أبلغني إياه محسن؟ فأجبته: "كان حديث بشار واضحاً، والاتهام بالتآمر عقوبته الموت، لذلك عليك أن تغادر بيروت اليوم قبل الغد". سألني: "كيف هي العلاقة بين بشار وشقيقه ماهر؟ هل هناك خلافات بينهما؟ فأجبته: "ليست هناك خلافات". قال لي: "ماهر بعث لي رسالة، يقول فيها: إننا نحبك وسنساعدك، وعندما تأتي إلى دمشق أنتظر زيارتك، نحن نريد دعمك"، وسألني: "لماذا يبعث هذا الكلام إذا كان لديهم النية في قتلي؟".

 فأجبته: "هذه الرسالة التي بعثها ماهر تهدف إلى إبقائك في لبنان حتى ينفذوا جريمتهم". بعدما تناولنا الغذاء، ودعته وتمنيت عليه أن يسرع في السفر، فأجابني: "لكن لدي التصويت على قانون الانتخابات" قلت له: "يا أبا بهاء، ما الأهم: حياتك أم الانتخابات؟ إذا خرجت تستطيع أن تعمل لمصلحة لبنان، وإذا بقيت سينفذون الجريمة".

وأشار إلى أنه في 14 فبراير/شباط، كان لديه اجتماع في القيادة القطرية وفوجئ عندما سمع في التلفاز بنبأ انفجار قنبلة كبيرة أمام موكب الحريري الذي فارق الحياة منوهاً إلى أنه كان بجانبه أحد أعضاء القيادة، فقال له: "نفذَ ما تحدثَ عنه في القيادة" في إشارة إلى تهديد بشار للحريري.

التعليقات (6)

    علي

    ·منذ 3 سنوات 3 أسابيع
    أسخف من السخف أنتم وكل اعلامكم الأصفر كوجوهكم الحاقدة

    Asyrian

    ·منذ 3 سنوات 3 أسابيع
    انها مسألة وقت فقط وتتخلص اسرائيل من جراءها وكلابها بشار الاسد, حسن نصر الله والنظام الخميني الطائفي في ايران

    الى علي

    ·منذ 3 سنوات 3 أسابيع
    تفووو عليك وعلى اسدك كلب اسرائيل.. الحاقد هو اسدك الذي حمى أمك اسرائيل لعقود واثبت انه بجدارة كلب اسرائيل الوفي

    ابن الوليد

    ·منذ 3 سنوات 3 أسابيع
    وين الغريب بالموضوع هم آل الاسد اجو ع سوريا من مدينة بهرز وهم طريقتهم هيي الاغتيالات والقتل للاستيلاء على السلطة فهم مجرمين واطيين انذال بالفطرة وبجيناتهم وليس فعلا مكتسب ، ألا لعنة الله على آل الاسد ومن والاهم

    من ابن الوليد الى علي

    ·منذ 3 سنوات 3 أسابيع
    شو عملوا آل الأسد بسوريا غير رجعوها مية سنة لورا وخربوها وضربوا اقتصادها وجابو الزعران سلموهم مناصب وكل هادا قبل الحرب واجا هالحمار الزغير اللي اسمو بشار دبح الناس وهجرها ، تفووووو عليك وعلى آل الأسد

    سالم

    ·منذ 3 سنوات 3 أسابيع
    هؤلاء قتله بالفطرة عليهم من الله مايستحقون كلاب المجوس قتلة شعبهم وهدم بلادهم لكن الله بصير وسوف يجي يوم يحاسبون حساب عسير.
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات