من بوابة الموساد.. كيف يروّج الملالي لمتشدد ومطلوب دولياً لانتخابات الرئاسة المقبلة؟

من بوابة الموساد.. كيف يروّج الملالي لمتشدد ومطلوب دولياً لانتخابات الرئاسة المقبلة؟
عجّت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإيرانية خلال الـ 24 ساعة الماضية بنبأ اغتيال العميد في الحرس الثوري الإيراني، رستم قاسمي، على يد وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) في لبنان، الأمر الذي أعادته تقارير صحفية لعملية ترويج تستبق الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، لا سيما أن قاسمي هو أحد خمسة عسكريين محتملين للترشح لمنصب الرئاسة.

قاسمي الذي يشغل منصب نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني للشؤون الاقتصادية والمحسوب على التيار المتشدد الموالي لولاية الفقيه ومرجع الملالي، علي خامنئي، شغل في عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد منصب وزير النفط ورئيس منظمة أوبك عام 2012 عندما كانت إيران ترأس المنظمة حينها.

ولد رستم قاسمي، في 5 مايو 1964 في قرية سارقه التابعة لمدينة شيراز  بمحافظة فارس، لأب قيل إنه رجل أعمال، وبدأ اسمه بالظهور بعد أن انخرط في صفوف ميليشيا "الحرس الثوري الإيراني" بعد تمكن "ثورة الخميني" من الإطاحة بالشاه  الإيراني بهلوي، وانخرط في الحرب الإيرانية العراقية، لينضم بعدها إلى ميليشيا "خاتم الأنبياء" في مدينة بوشهر، وعين قائداً لقاعدة نوح التابعة للحرس الثوري الإيراني، ليصبح بعدها نائب قائد الميليشيا عام 2001. 

وكان نظام الملالي نفى اغتيال قاسمي، عبر الإذاعة التابعة "للجمهورية الإسلامية"، والتي قالت نقلاً عن "مصدر مطلع": "الأنباء حول مؤامرة وكالة المخابرات الإسرائيلية <الموساد> لاغتيال رستم قاسمي في لبنان غير صحيحة". وأشار إلى أن القاسمي "بصحة جيدة"، دون أن يذكر تفاصيل موقعه الحالي، بحسب "ميديل إست مونيتور".

ترويج انتخابي!

وكالة "رويداد 24" الإيرانية فنّدت مزاعم وسائل الإعلام المحافظة الموالية للملالي، بأن مؤامرة اغتيال قاسمي أحبطت بالتعاون مع المخابرات التركية، بقولها "نقلاً عن البعض" إن "هذه الجملة كافية لجعل هذا الخبر مشبوهاً ، لأن تركيا مع إسرائيل في الأمور العسكرية والأمنية".

ووفقاً للوكالة ذاتها، فقد غرد نجل رستم قاسمي بعد ساعة من انتشار الخبر، بأن خبر الاغتيال كان صحيحاً وقال: "اتصلت بوالدي منذ ساعة وسألته عن خبر الاغتيال الفاشل في لبنان. وقالوا إنهم في صحة جيدة وسيعودون إلى إيران بعد انتهاء المهمة". وبعد ساعة من التغريدة، نفى "صدى آزادي" نبأ محاولة اغتيال رستم قاسمي، قائلا "اغتيال الموساد وزير النفط الأسبق في لبنان غير صحيح وهو بصحة جيدة".

وكان رد الفعل الأول على هذا الخبر أنه قد يتماشى مع الحملة الانتخابية - تقول الوكالة - وتضيف أنه لم يكن هناك سبب لنشر أخبار كاذبة واستخدام نجل رستم قاسمي للفضاء الرقمي لتأكيد الحادثة، علاوة عن كتابة مواقع أصولية "سردار قاسمي بطل في الالتفاف على العقوبات، والعدو أراد توجيه ضربة قاتلة للشرايين الاقتصادية للبلاد باغتياله".

ويبدو أن منظمي النبأ أرادوا إظهار أهمية رستم قاسمي، والقول إنه بدون أنشطته والالتفاف على العقوبات، ستكون الحكومة عاجزة، وأرادوا إعادة اسمه إلى قمة الأخبار في الفترة التي تسبق الانتخابات المقبلة في عام 1400 وفقاً للتقويم الفارسي.

وسبق لنظام الملالي أن حاول خلق أسطورة من قاسمي في حادثة لم يتحدث عنها سواه، عندما ادعى أن مقاتلة سعودية حاولت إجبار طائرة ركاب إيرانية كانت متجهة إلى اليمن على الهبوط في مطار عسكري سعودي تحت التهديد بإسقاطها إن لم تمتثل للأوامر! إلا أن تصدي قاسمي الذي كان على متنها أجهز المحاولة بترؤس التفاوض مع المقاتل السعودي ووقوفه إلى جانب الركاب! وهو ما علقت عليه الوكالة الإيرانية بالسخرية بقولها: "كان رستم قاسمي راكباً في هذه الرحلة، لكنه تحدث وكأنه مر بآلاف المرات من تجارب هبوط الطائرة على المدارج وظروف الحرب! وليس من الواضح كيف يمكن إخبار القصة إلا إذا كان سردار رستم قاسمي هو نفسه قائد الطائرة".

 

ويخضع قاسمي للعقوبات الأمريكية منذ العام 2011، وكانت واشنطن جمدت أصوله المالية، باتهامات أن الميليشيا التي كان يقودها "خاتم الأنبياء" حولت عائداتها من أعمال البناء لدعم البرنامج النووي الإيراني، عدا أن الاتحاد الأوروبي يحظر عليه السفر كونه أحد القادة البارزين في "الحرس الثوري" المصنف على قوائم الإرهاب العالمي.

التعليقات (1)

    الدمشقى

    ·منذ 3 سنوات شهر
    تفو عليهم وعلى أشكالهم البشعة الله يلعنهم ويلعن يلي ربطنا فيهم تفو
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات