رئيس تحرير (ديلي تيليغراف) يكتب عن بي بي سي : بذخ وإسراف وميول يسارية ودعم أقليات!

رئيس تحرير (ديلي تيليغراف) يكتب عن بي بي سي : بذخ وإسراف وميول يسارية ودعم أقليات!
قال ماكس هاستينغز رئيس تحرير صحيفة (الديلي تيليغراف) البريطانية السابق،  إن مؤسسة (بي بي سي) البريطانية الشهيرة " أذعنت أمام الثقافة السائدة التي تميل لصالح الأقليات".

وشرح هاستينغز في مقال له نشرته خدمة (بلومبيرغ) ونقلته صحيفة (الشرق الأوسط) شكوى جمهور البي بي سي التقليدي مما أسماه " تجاهل بي بي سي على نحو متهور" حساسيات ومصالح جمهورها فقال:  

" يشكو كثير من المشاهدين والمستمعين كبار السن الذين يهيمنون على جمهور «بي بي سي» من أن المؤسسة أذعنت أمام الثقافة السائدة التي تميل لصالح الأقليات، المؤكد أن قيادات «بي بي سي» تجاهلت بالفعل على نحو متهور حساسيات ومصالح جمهورها التقليدي، انطلاقاً من رغبتها القوية في اجتذاب الشباب والأقليات، وتجسد ذلك في إعلان «بي بي سي» عزمها إنفاق 124 مليون دولار على التنويع العرقي والجندري؛ لكن المتقاعدين من كبار السن يشكون من أن هذا ليس ما يدفعون من أجله أموال الاشتراك في خدمات «بي بي سي»، ولديهم وجهة نظر وجيهة في هذا الشأن".

اشتراكات إجبارية دعم حكومي

وروى ماكس هاستينغز قصة إنشاء بي بي سي وأهم التحولات التي مرت بها في مقاله، كاشفا أن تمويلها يجري عبر اشتراكات إجبارية للحصول على حق المشاهدة، بجانب دعم حكومي لمنتجاتها العالمية.. يقول:

" يعود تاريخ إنشاء «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) إلى عام 1922 كشركة خاصة؛ لكنها تحولت بعد خمس سنوات إلى مؤسسة عامة، تجري إدارتها تبعاً لميثاق ملكي، واليوم تعتبر «بي بي سي» واحدة من أكبر المؤسسات الإعلامية الدولية، وتضم 2000 صحافي، و50 مكتباً إخبارياً، وموازنة تقترب من نصف مليار دولار.

وفي مسح أجرته «إبسوس موري» عام 2019، جرى توجيه سؤال إلى البريطانيين لاختيار مصدر إعلامي واحد يلجؤون إليه للحصول على أخبار غير منحازة، اختار 44 بالمئة منهم «بي بي سي»، بينما فضل 3 بالمئة «الغارديان» ذات الميول اليسارية، و1 بالمئة اختاروا مصدرين آخرين: «ديلي ميل» و«صن»، وخلال أزمة وباء فيروس «كوفيد- 19»، شهدت «بي بي سي» ارتفاعاً هائلاً في أعداد جمهورها ". 

البي بي سي أمام حصارين

وتواجه بي بي سي منذ سنوات تحديات عديدة تطال جمهورها وعائداتها وطبيعة التحديات التي فرضها عليها عصر السوشال ميديا، وفي ذلك يتابع رئيس تحرير صحيفة (ديلي تيليغراف) السابق فيقول: 

" إن هذه المؤسسة الإعلامية الكبيرة ترتعد فرائصها اليوم في مواجهة حصار من قوى مختلفة: سياسيون يمينيون يحكمون بريطانيا اليوم، ومنافسة محمومة للاستحواذ على نصيب من الجماهير من جانب قنوات البث التدفقي، مثل «نتفليكس»، وانحسار العائدات من حيث القيمة الحقيقية، إذ انخفض دخل «بي بي سي» خلال العقد الماضي بمقدار الثلث".

وفي كتاب جديد أصدره الباحثان البريطانيان بمجال الإعلام، باتريك باروايز وبيتر يورك، بعنوان «الحرب ضد (بي بي سي)»، أكدا أن رئيس الوزراء بوريس جونسون يعتبر «رئيس الوزراء الأشد عداءً لـ(بي بي سي) على الإطلاق». وأشار الباحثان إلى أنه فيما وراء الاختلافات الآيديولوجية، يحمل جونسون بداخله غضباً دفيناً تجاه «بي بي سي» بسبب تغطياتها السابقة لحياته العاطفية الباذخة.

دخلها السنوي 5 مليارات دولار

ويتابع ماكس هاستينغز تأمل الوضع الراهن لبي بي سي.. التي تواجه انتقادا بسبب "ميولها اليسارية" ومنافسات شرسة تهدد بتقليص حجمها ونفوذها فيقول: 

" ربما تفترض أنه حين تتعرض مؤسسة وطنية للخطر، تسارع مختلف الجهات الوطنية لمحاولة إنقاذها؛ لكن هذا لا يحدث، في الواقع نجد أنه على النقيض تماماً تضغط مجموعة من المؤسسات المنافسة، بقيادة مؤسسات تسيطر عليها عائلة مردوخ المالكة لكل من «فوكس نيوز» و«سكاي نيوز»، من أجل تقليص حجم «بي بي سي» بدرجة بالغة، وتشير هذه المؤسسات إلى أن الوضع الراهن ينطوي على منافسة غير عادلة تتدخل فيها الدولة بتقديم دعم لأحد الأطراف، كما تتهم هذه الجهات «بي بي سي» بأنها تبدي ميولاً يسارية، وبأنها تمارس مستوى جائراً من البذخ والإسراف، في ظل وجود 22000 موظف يعملون لديها بدوام كامل، بينما يقدر دخلها السنوي بـ5 مليارات دولار".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات