أدهم الكراد.. القيادي الذي تمسك بـ"شعاراته الثورية" فذهب ضحيتها

أدهم الكراد.. القيادي الذي تمسك بـ"شعاراته الثورية" فذهب ضحيتها
"تسقط موسكو وما تسقط درعا" عبارة أطلقها القيادي السابق في الجيش الحر في درعا أدهم الكراد خلال تصعيد الجنوب السوري قبل 2018، لتضاف إليها جملة من العبارات والشعارات التي أطلقها لاحقاً سواء في تسجيلات ومظاهرات أم عبر حسابه في "فيسبوك" ضد نظام أسد تارة وضد التوغل الروسي في الجنوب تارة أخرى.

وقتل الكراد أمس الأربعاء في عملية استهداف مباشرة بالرشاشات والقنابل لسيارة كانت تقله برفقة القيادي السابق في فيلق "أحفاد الرسول" أبو طه المحاميد وثلاثة أشخاص آخرين، كانا متجهن من دمشق إلى درعا بعد مقابلة مسؤولين في نظام أسد للمطالبة بجثامين شهداء قضوا في معركة الكتيبة المهجورة في داعل سابقاً.

وخلال العامين الماضيين ساد جدل وانقسام حول شخصية الكراد ومواقفه من المصالحة مع نظام أسد، و وجهت له التهم بالخيانة والعمالة التي فندها وأكد التزامه بالثورة ومبادئها، مؤكداً في أحد تسجيلاته عقب "اتفاق التسوية" أنه ليس بخائن قائلاً “أنا قائد والقائد يمكن ينتصر ويمكن يستشهد أو يعتقل أو يستسلم لكن القائد لا يخون".

وكان الكراد من أبرز الشخصيات القيادية السابقة في "الجيش الحر" خلال السنوات الماضية، إذ شغل منصب قائد “كتيبة الهندسة والصواريخ”، وكان أحد قادة غرفة عمليات “البنيان المرصوص” في الجبهة الجنوبية، أثناء سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة.

وظهر في 2015 في أثناء سيطرة الفصائل على درعا يتحدث اللغة الروسية بطلاقة مخاطباً حكومة موسكو، مسمياً إياها بـ"أصدقاؤنا في روسيا" وعلى وجه التحديد الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال الكراد حينها "نعلمكم أننا سنقاتل حتى النهاية، إنها مسألة وقت، بشار أسد سيسقط في غضون ستة أشهر أو سنة، إنها فقط مسألة وقت، رسالتنا للساسة الروس وبوتين، ادعموا الثوار الحقيقيين أهل الأرض، لا نريد للمشهد السوري أن يكون أفغانستان ثانية".

لكن مع تطور المشهد العسكري في درعا، ورغم تصريحاته المكررة بعدم المصالحة والمهادنة مع نظام أسد، ووصف الأشخاص الذين لجؤوا إلى المصالحات بأنهم "رماديون تأثروا بتهديدات النظام"، وافق في النهاية على إبرام "اتفاق التسوية" في 2018، وآثر البقاء في درعا مع جملة مقاتلين من فصائل المعارضة السورية، مقابل وعود وشروط من قبل نظام أسد أهمها إخراج المعتقلين من السجون وعدم ملاحقة المطلوبين بعيد تسوية أوضاعهم، لكن ما لبثت البنود أن سقطت تباعاً.

وبدأت الاتهامات ضد الكراد بعيد مشاركته كأحد أعضاء المدينة في عملية التسوية المدعومة روسياً، إلا أنه فند كل الاتهامات بالقول “لست عرابًا للمصالحات ولو كنت كذلك لما استهدفوني، نحن ثوار من مدينة مهد الثورة، خضعنا للتسويات وفق ضغط دولي ولم نتخلَّ عن قضيتنا”.

أحداث سبقت الاغتيال

بعد "اتفاق التسوية" لم يتخل الكراد عن "شعاراته الثورية" التي كان يطلقها في أثناء سيطرة الفصائل، فهاجم وانتقد ميليشيا أسد مراراً كما هاجم ميليشيا "الفيلق الخامس" المدعوم من قبل روسيا جراء ممارساتهم بحق المدنيين من أهالي محافظة درعا وعدم تنفيذ بنود الاتفاق.

كما هاجم موسكو في أحد منشوراته في 6 من تشرين الأول 2018، روسيا بأنها تماطل بوعودها في محافظة درعا، خاصة في ملف المعتقلين، مضيفًا أن هذا الملف لا يزال معلقاً و”يدور في فلك تائه”، ولم تتعدَّ الوعود الروسية “كلمة سنحاول، وفيها تسويف”.

كل ذلك جعله هدفاً لمحاولات الاغتيال، إذ تعرضت سيارته لتفجير بعبوة ناسفة من قبل مجهولين في أيلول 2019، دون أن يتعرض للإصابة لعدم وجوده في السيارة.

ولم تتبن أي جهة عملية الاستهداف إلا أن أصابع الاتهام وجهت لميليشيا أسد بسبب تحريضه المستمر على الخروج بمظاهرات ضد النظام في درعا البلد.

وقبيل حادثة اغتياله بأسابيع ظهر الكراد في فيديو مصور يهدد نظام أسد بإحياء المواجهات العسكرية للفصائل المعارضة في المدينة ضد ميليشيا أسد، كرد فعل على انتهاكات ارتكبتها ميليشيات عشائرية بحق المدنيين في درعا، مطالباً بإخراج اللجان والشبيحة من درعا البلد.

وتوعد الكراد بعودة المظاهرات السلمية في المدينة كل يوم جمعة، في حال استمرار التضييق الاقتصادي، وعرقلة ملفات أمنية بحق شخوص بارزة، وإهانة النساء والأطفال، ومواصلة اعتقال شبان لسوقهم إلى التجنيد الإجباري، واصفاً الأسلوب بـ"الممل والمقرف والمقزز".

وأضاف في التسجيل برفقة عدد من وجهاء المدينة بجانب الجامع العمري " لدينا هناك كثر مستعدون للعودة إلى المربع الأول والمواجهات العسكرية، لا خوف بعد اليوم، بعد قتال استمر سبع سنوات، بالدبابات والطيران، لم يعد لديك شيء".

لم يوجه الكراد كلامه للنظام فحسب وإنما استهدف الروس في العديد من تصريحاته، سواء كانت عبر تسجيلات فيديو أو عبر حسابه في "فيسبوك"، كان آخرها الأسبوع الماضي عندما وجدت الحرائق التي ضربت الساحل السوري متسعاً لانتقادات أدهم الكراد الذي اتهم موسكو بالتخاذل عن إطفاء الحرائق على خلاف ما فعلته تجاه حرائق تل أبيب.

وقال الكراد عبر صفحته في "فيسبوك" إن "روسيا الكاذبة أرسلت طائراتها يوما لإطفاء حرائق إسرائيل وها هي اليوم تقف متفرجة متشمتة بالذين وصفوها أنها صديق أو حليف، الاحتلال الروسي ليس صديقاً لأحد يا سوري".

كما كتب في حزيران العام الماضي بأن "شباب درعا لن يكونوا حطباً لمشاريع روسيا ونظام الأسد، ولن يذهب أيّ شاب منها إلى جبهات إدلب بغية القتال إلى جانب الميليشيات الروسية، فمعركتنا اليوم هي معركة وعي ولم تكن البندقية إلا إحدى الوسائل وليس الغاية منها القتل".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات