باحث إيراني يحل اللغز: لهذه الأسباب انتشر كورونا من مدينة (قم) المقدسة ومعارضة خامنئي سببت الكارثة!

باحث إيراني يحل اللغز: لهذه الأسباب انتشر كورونا من مدينة (قم) المقدسة ومعارضة خامنئي سببت الكارثة!
لطالما تساءل الكثيرون عن سر التفشي السريع لفيروس كورونا في إيران قياسا بالوقت القصير لاكتشاف الفايروس في مدينة ووهان الصينية، وعن سر كون مدينة (قم) المقدسة لدى الشيعة مركزا لانطلاق الفيروس ولإصابة نخبة القيادة الإيرانية به.

الباحث الأمريكي من أصل إيراني في معهد واشنطن مهدي خلجي، والذي سبق له أن درس اللاهوت والفقه الشيعي في مدينة (قم) يقدم لنا إجابات وافية عن كل هذه التساؤلات.. في مقال له نشره أخيرا وتناول دور رجال الدين في نشر فيروس كورونا في إيران.

يقول مهدي خلجي: في 19 شباط/ فبراير، أي قبل يومين من إعلان الحكومة الإيرانية رسمياً عن وصول فيروس كورونا إلى البلاد، توفي رجل أعمال مصاب بالفيروس كان قد عاد مؤخراً من الصين إلى قم. ويبيّن مكان وفاته وتوقيتها كيف لعبت المدينة الشيعية المقدسة والزعماء الدينيون والمؤسسات الدينية الذين يعتبرونها موطنهم دوراً كبيراً في الانتشار السريع للمرض بشكل غير متكافئ داخل إيران مقارنة بالدول الأخرى.

المناعة الإلهية!

ويلاحظ الباحث في المقال الذي نشر في (عربي بوست)، أن انتشار كورونا لم يكن في العاصمة الكبيرة والمكتظة بالسكان (طهران) وإنما في مدينة (قم) التي تقع وسط الصحراء والتي يصفها بأنها "غير جذابة بسبب بيئتها المتشددة" لكن الكاتب يكشف أن الشيعة جعلوا لقم هالة أسطورية تفيد بأنها محصنة ضد الأوبئة بسبب "المناعة الإلهية" وأنها مثلها مثل مكة والمدينة المنورة، وهذا ما جعل حتى خامنئي يعارض إجراءات الحجر الصحي في المدينة، داعيا للصلاة في حرم فاطمة المعصومة للاستشفاء مما تسبب بالكارثة الصحية في النهاية، يقول مهدي خلجي: 

"كانت الصفة الدينية التي تتمتع بها المدينة – “عش آل محمد ومأوى شيعتهم” – تهدف إلى طمأنة المؤمنين في جميع أنحاء العالم بأنها محصنة ضد الأوبئة وغيرها من الكوارث. وبالفعل، يبدو أن اقتناع الشيعة بمناعة قم ضدّ الكارثة راسخاً بقدر إيمان المسلمين الأوسع بمكة المكرمة والمدينة المنورة. ويقيناً، تعرضت قم للدمار مراراً وتكراراً وتمّ إخلاؤها على مرّ القرون بسبب الصراعات البشرية والكوارث الطبيعية على حد سواء. على سبيل المثال، تسببت المجاعة الكبرى في الفترة 1870-1872  بتراجع عدد سكانها بنسبة 30 في المائة. غير أن قدرتها على الصمود والنهوض من جديد لم تسهم سوى في ترسيخ صورتها الأسطورية في أذهان المؤمنين – وهي قناعة لا تنبع أصولها من تفاني المصلّين الفرديين فحسب، بل من شبكة معقدة من الثيولوجيا والمؤسسات الاجتماعية والموارد المالية وكذلك علاقات القوة السياسية التي يعيشون فيها. وإن ثبتت صحة التقارير الأولية حول انتشار فيروس كورونا، فإن مكانة قم بصفتها العاصمة الإيديولوجية للثورة الإسلامية قد ساهمت في جعلها مركز انتقال العدوى إلى سائر المناطق الإيرانية وسبع دول أخرى على الأقل. إن القرارات غير المسؤولة بشكل خطير التي اتخذتها السلطات بشأن التدابير الوقائية في قم توفّر نافذة إلى توجه النظام نحو تصديق الأساطير من الناحية الدينية. وقد عارض كل من المرشد الأعلى علي خامنئي والمؤسسة الدينية التي يديرها التوصيات الطبية التي قدمتها لهما وزارة الصحة، بما فيها دعوات لإقامة محاجر صحية في قم. ويميلان إلى تبرير مقاومتهما بالإشادة بالمناعة الإلهية للمدينة، حتى أنهما ذهبا إلى حدّ تشجيع الناس على زيارة حرم فاطمة المعصومة المحلي والصلاة لشفاء المرضى بأعجوبة. وعندما أصرّ مسؤولو الصحة على فرض حجر صحي على الحرم نفسه، انضم محمد سعيدي – متولي عتبة السيدة فاطمة وأبرز ممثل ديني لخامنئي في قم – إلى السلطات الدينية الأخرى في رفض القرار، مما أدى إلى تأخير كبير في تطبيق التدابير الوقائية الضرورية للغاية". 

الصينيون في قم: تشييع وتبشير وتصدير ثورة! 

السبب الآخر الذي جعل (قم) بؤرة لانتشار فيروس (كورونا) هو الحملات التبشيرية التي تسعى السلطات الدينية الإيرانية من خلالها لاستغلال اضطهاد المسلمين الصينيين ودعوتهم للدراسة والتشيع في جامعات قم الدينية.. لدرجة أن بعض المراكز في قم بدأت منذ سنوات بتعليم اللغة الصينية، ويشرح الباحث الأمريكي مهدي خلجي ذلك بالقول: 

" تعتبر جامعة “المصطفى” إحدى أغنى المؤسسات في قم وأهمها، وقد بناها خامنئي ويتولى إدارتها، ولها عشرات الفروع داخل إيران وخارجها. وفي صفوف طلابها الذين يفوق عددهم الأربعين ألفاً، هناك العديد من الأجانب الذين لا يعتبرون طلاباً دينيين فحسب، بل مبشرين ضمن قوة الحملة الإيديولوجية للنظام. ووفقاً لرئيس “جامعة مشهد للعلوم الطبية”، محمد حسين بحريني، يُعزى معدل انتشار فيروس كورونا المرتفع في إيران جزئياً على الأقل إلى وجود 700 طالب ديني صيني في قم، مما يشير إلى أن بعضهم قد يكونوا حاملين الفيروس. وكما هو متوقع، نفى المسؤولون الدينيون ادعائه على الفور واستبعدوا احتمال وجود أي علاقة بين الفيروس والطلاب الدينيين الصينيين في المدينة.وتستضيف مدينة قم أيضاً عدداً كبيراً من العمال الصينيين، ربما يفوق بكثير مجتمع رجال الدين. ولا تنشر الحكومة إحصائيات موثوقة حول آلاف المواطنين الأجانب المقيمين في إيران، وخاصة في قم، إلا أن السكان الصينيين في المدينة هم بلا شك مسلمون، إن لم يكونوا من الشيعة". 

ويضيف الباحث الأمريكي من أصل إيراني مهدي خلجي: "تزعم مصادر إسلامية أن عدد المسلمين في الصين يناهز 40 مليون شخص، نحو أربعة ملايين منهم من الشيعة (معظمهم من الإسماعيليين أو الاثني عشر). ويتركز القسم الأكبر منهم في المنطقة الشرقية من سنجان (شينجيانغ) التي تضمّ شريحة سكانية كبيرة من الإيغور. ولطالما عانى الكثير من المسلمين الصينيين من القمع المنهجي والاضطهاد والتمييز وحتى الإقصاء من قبل الدولة الصينية. غير أن إيران ودول أخرى ذات أغلبية مسلمة ترفض عموماً انتقاد بكين علناً على ارتكاب مثل هذه المجازر أو تقديم دعمها السياسي للضحايا، وتمنح عوضاً عن ذلك الأولوية لعلاقتها مع الحكومة على المبادرات الإسلامية.  وفي الوقت نفسه، وجدت طهران سبلاً أخرى لممارسة النفوذ في أوساط المسلمين الصينيين. وتمشياً مع سياستها العامة لتصدير الثورة، تشمل هذه الآليات القيام باستثمارات دينية في المناطق الإسلامية من الصين، وبناء شبكات من النخب الموالية لإيران، ونشر نسختها من الإسلام الشيعي ضمن المجتمع الإسلامي الصيني الأكبر. 

وتشير تقارير غير رسمية إلى أن النظام الإيراني قد سهّل بدوره دخول المسلمين الصينيين غير المسجلين بهدف الخضوع لتدريب إيديولوجي في قم، حيث يعود بعضهم إلى وطنهم كمبشرين مموّلين من النظام".

ويؤكد الباحث أن  الوجود الصيني في قم يتخطى مستوى السكان بكثير. حيث يزور المدينة حوالي 2.5 مليون سائح أجنبي سنوياً، بمن فيهم الآلاف من الصينيين. وقبل ستة أعوام، بدأت المراكز الدينية في قم بتعليم اللغة الصينية، وقد توسّعت هذه البرامج منذ ذلك الحين لتشمل حوزات علمية في أصفهان ومدن أخرى. ومن بين الجهات الدينية التي تستقبل الآن طلاباً صينيين “معهد الإمام الخميني للبحوث العلمية” 

دعوات سابقة!

 

يذكر أخيرا عضو البرلمان الإيراني عبد الكريم حسين زادة، كان قد دعى في الخامس من آذار/ مارس الجاري، إلى فرض حجر صحي فوري على مدينة قم، بسبب تدهور الأوضاع وتكدس الجثث في شوارعها جراء فيروس كورونا المستجد محذرا  من أن عدم عزل قم وكذلك مدينة رشت، سيجعل من إيران الدولة الأولى من حيث عدد ضحايا كورونا، في العالم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات