الدواعش على مشارف بغداد!
وكان المالكي كما تذكر سوزان رايس في مذكراتها قد طلب النجدة من الولايات المتحدة العسكرية بعد هزيمة جيشه وسقوط الموصل بيد داعش عام 2014 زاعما أن قوات داعش تتجه إلى بغداد وأنها مهددة بالسقوط، لكن سوزان رايس وصفت حكومة الماكي صراحة بأنها حكومة هزائم ومعادية للسنة وقالت في مذكراتها: "كانت حكومة المالكي المعادية للسنة حكومة انقسامات وهزائم. لهذا، قال الرئيس إنه يجب على المالكي أن يستقيل قبل تقديم مساعدات له. وحتى يفعل ذلك، لن تُقدم له أي مساعدات عسكرية".
لكن رايس تكشف أن تردد أوباما في مساعدة المالكي لم يؤثر على تقديم مساعدات جوية بهدف حماية الأمريكيين في العراق، ولمساعدة الإيزيديين الذين فروا من هجمات داعش فقط.. وأوضحت رايس أن أوباما أمر السلاح الجوي الأميركي بالقيام بهجمات جوية محدودة لحماية الأميركيين في أربيل، ولضرب مقاتلي داعش، لمنعهم من السيطرة على سد الموصل (وربما تدميره، وإغراق جزء كبير من العراق). وأيضا، لمساعدة القوات الكردية التي تكفلت بحماية الأميركيين في أراضيها، حيث كانت توجد قنصلية أميركية، ومكتب تابع للأمم المتحدة.
كان ذلك في يوليو (تموز) عام 2014. وفي الشهر التالي، مع استمرار تردده في مساعدة حكومة المالكي، أمر أوباما السلاح الجوي الأميركي بإسقاط مواد غذائية في منطقة جبل سنجار، حيث كانت أعداد كبيرة من الإيزيديين قد تجمعوا هروبا من هجمات مقاتلي داعش. وأيضا، أمر أوباما السلاح الجوي الأميركي بضرب مواقع الدواعش الذين كانوا يهاجمون الإيزيديين.
تأسيس التحالف الدولي ضد داعش!
تحدثت رايس في كتابها أيضا، عن دورها في المراحل الأولية لتأسيس "القوات المشتركة السريعة لعملية الحل الجذري" لقيادة الحرب ضد داعش. وقالت إن أوباما اختار اثنين من كبار مستشارية لذلك، الأول عسكري، الجنرال جون الين، والثاني مدني، السفير بريت مكغيرك. وكان ذلك في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014.
حاولت رايس أن تضفي مسحة درامية على تأسيس "التحالف الدولي ضد داعش" خلاف قمة دول حلف الناتو في بريطانيا، فتحدثت عن أن القادة كانوا يشاهدون صور الإعدامات والقتل الجماعي الفظيعة التي كانت تقوم بها داعش.. لكن هذه المسحة الدرامية المفتعلة تسقط حين نتذكر أن هؤلاء أنفسهم وقبلهم أوباما التي تشيد به رايس، قد أشاحوا وجوههم ولم يفعلوا شيئا إزاء صور أكثر ومجازر فظاعة كانت تقوم بها قوات الأسد من مذابح جماعية وقتل للأطفال والنساء.. ولم يحركوا ساكنا!.
والواقع أن رايس لا تفضح فساد وطائفية المالكي فقط، بل تفضح أوباما نفسه، فحسب معلوماتها كان أوباما حريصا على أرواح الأمريكيين في العراق بالدرجة الأولى وعلى الأكراد والأيزيديين بالدرجة الثانية، أما سنة الموصل الذين قتلوا وشردوا على يد داعش ثم على يد ميلشيا الحشد الشعبي فلم يتم ذكرهم ولا المرور على مأساتهم لا فيما تنقله عن أوباما ولا فيما تقوله هي عن الضحايا!
التعليقات (0)