عن العاصمة الكازخية غاب دورُ الولايات المتحدة التي تراجعت عن الاهتمام بسوريا ولو حتى شكليا.. أما الأوربيون فقد تحولوا لمجرد كومبارس قد يُدعى وقد لايدعى إلى أستانا.. لتنفردَ موسكو بدورِ البطولة ومن بعدِها طهران .. كلُ ذلك سهّل الطريقَ لدولتين تدعمان نظاماً مداناً بارتكابِ جرائم ِحرب لتقودا وتديرا وتتحكما بمفاوضاتٍ الغاية ُمنها وضعُ نهايةٍ لصراع ٍدام ٍ وفقَ حساباتِهما ..
منذ يناير كانون الثاني لغايةِ اليوم ِاثنتا عشرةَ جولةً من أستانا ..وثمة دمٌ مازال يُسفكُ في إدلب ومدنيون يموتون .. والنظامُ يتقصّدُ أنْ يستبقَ كلَ جولةٍ من هذه المحادثات بهيستيريا من القصف .. وهكذا لم ينجح أستانا إلا بتسليم ِالنظام ِمزيداً من المناطق .. و ربما لن ينجحَ سوى بالإيحاءِ بأنَ هناك وقفاً لإطلاق ِالنار ِيستدعي من الفصائل ِالمقاتلة المُضي على الدربِ الذي يرسمهُ ببراعةٍ وزيرُ الخارجية سيرغي لافروف، مهندسُ تفليسِ المعارضةِ الناجحُ جدا ، ولاهدفَ له منذ أن نسفَ محتوى "جنيف ١" بإسقاطِ أي إشارةٍ إلى بشار الاسد في الإنتقال السياسي.. سوى إخضاع ِالفصائل المقاتلة والمعارضة وشقِ صفوفِهم وتدميرهم وهزيمتهم ..
- ماالذي قدمه مؤتمرُ أستانا ؟ وأين هي التزاماتُ موسكو وطهران؟ وما الذي بقي غير إدلب لم يتم الانقلاب على اتفاقها؟
- هل سيتم تجاوز معضلة إدلب في هذه الجولة من أستانا؟
- وهل من خلاف بين أطراف أستانا على إدلب كما يُشاع ؟
- لماذا تواصل الأمم المتحدة بمبعوثها الجديد غير بيدرسون والحاضر الآن في أستانا بالرهان على هذه المؤتمرات التي كانت دائما في مصلحة طرف واحد هو النظام ؟
- ونفس السؤال ينطبق على الأتراك .. أليست مصيبة أن يستمروا بالرهان على هذه المؤتمرات و هم يعلمون أن لاهدف لها إلا إخضاعَ الفصائل المقاتلة وشق صفوفها وتدميرها؟
أليست المصيبة أعظم إن كان الأتراك لايعلمون.. بعد كل ماشاهدوه من خروقات و قصف و بطائرات روسية و سفك للدماء في خان شيخون و جرجناز و جسر الشغور و غيرها من الريف الإدلبي ؟
- هل صحيح أن هذه المحادثات ستشهد انفراجة بشأن اللجنة الدستورية سيعلنه المبعوث الأممي الجديد؟ أم أن تعقيدات جديدة عرقلتها؟
تقديم: أحمد الريحاوي
إعداد: علاء فرحات
سليمان عبد المولى
ضيوف الحلقة:
د. سمير صالحة – الأكاديمي والباحث السياسي التركي – اسطنبول
العميد أحمد رحال – المحلل العسكري والاستراتيجي – اسطنبول
رائد جبر – الكاتب المختص بالشأن الروسي – موسكو
التعليقات (0)