ما هي أهداف نظام الأسد من افتتاح قنصلية في الحسكة؟

ما هي أهداف نظام الأسد من افتتاح قنصلية في الحسكة؟
أثار افتتاح وزارة خارجية نظام أسد مكتبا قنصلياً تابعا لها في محافظة الحسكة التي تسيطر على معظمها ميليشيات "الوحادت الكردية (الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي - ب ي د) استغارب السوريين وتساؤلات المختصين بالقانون الدولي، لا سيما أن الخطوة تعد سابقة والأولى من نوعها، إذ يسبق لـ"دولة" أن افتتحت قنصلية في محافظة أو مدينة هي جزء منها.

وزعم نظام أسد على لسان مدير قنصليته في الحسكة (عبد المولى النقري) إن "افتتاح المكتب يأتي بهدف الوصول إلى كل مواطن في أراضي الجمهورية العربية السورية، والسعي لتقديم أفضل الخدمات وتسهيل الإجراءات للتخفيف من معاناة المواطنين".

وأضاف (المولى) بتصريحات نقلتها وسائل إعلام الأسد، أن "الوثائق الصادرة عن المكتب ستكتسب الصفة القانونية والسيادية داخل وخارج أراضي الجمهورية العربية السورية".

 كيف يرى القانون "قنصلية الحسكة"؟

إن العلاقات القنصلية نظمتها اتفاقية فينا للعلاقات القنصلية، تعرف البعثة القنصلية بأنها أي قنصلية عامة أو وكالة قنصلية أو نيابة، وتعرف المنطقة القنصلية بالمساحة المحددة للبعثة القنصلية لممارسة أعمالها، وتشدد على أن العلاقات القنصلية تمارس بين دولتين بالرضا المتبادل، وذلك بحسب المختص في القانون الدولي الدكتور (عبد الحميد العواك)، والذي أكد أن التعريفات السابقة توضح أن القنصلية توجد على أرض دولة أخرى، وأن تصرف النظام قانونيا يبدو "غبيا جدا".

 محاولة لاستعادة (ب ي د)

بدوره شكك "نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد" (رديف مصطفى) بنوايا نظام أسد الحقيقة من وراء الخطوة التي وصفها بـ"الخبيثة" مشيرا إلى أنها حدث غير مسبوق على المستوى الدولي والقانوني، ومخالفة لكل تصريحاته السابقة التي تشدد على ضرورة استعادة كافة المناطق السورية إلى تبعيته.

واعتبر (المصطفى) في حديثه لأورينت نت، أن الهدف مخالفة هذا الموضوع لقرارات الحل السياسي المتعلقة بسوريا ووحدتها، إلا أنه لم يستبعد أن تكون لعبة سياسية كاذبة وخديعة جديدة للنظام في استعادة "ب ي د" بشكل كامل لحضن الوطن، بما يخالف الرؤية الأمريكية، أي أنها مرتبطة بالصراع بين النظام والأمريكان على المنطقة، خصوصا وأن العلاقة بين واشنطن مع "ب ي د" مصيرها مجهول بالنسبة للأخير في حال انتهت الحرب على آخر جيوب "داعش" في ديرالزور.

ذريعة لتسليم المنطقة

ويتذرع نظام الأسد من خلال افتتاح مكتب قنصلي في محافظة الحسكة بتقديم الخدمات المتعلقة بتصديق الوثائق بالنسبة للمدنيين، بقصد توفير الوقت والجهد والمال، في الوقت الذي ينخر بنية مؤسساته الفساد بشكل أفقي وعامودي، وباتت عملية الفساد ممنهجة يعتمد من خلالها على تمويل شبيحته، حيث باتت القنصليات تدر أموالا طائلة وبالقطع الأجنبي من خلال إصدار جوازات سفر وتصديق أوراق وغيرها، وفقاً للصحفي (عدنان حمكو).

ويضيف (حمكو) وهو أحد أبناء الحسكة بحديثة لأورينت، قائلاً: "تعتبر هذه الخطوة سابقة، إذ يلجأ نظام حكم إلى افتتاح مكتب قنصلي في محافظة تتبع له وهو يديرها، لكن يكشف هذا الأمر عن اتفاقات جرت في وقت سابق لعزل المنطقة الشرقية والإقرار بتسليمها لإدارة (ب ي د)".

ويعتبر  (حمكو ) أن "هذا يأتي في إطار التوافقات الدولية التي ترعاها كل من أمريكا وروسيا، وهو مؤشر بالغ الأهمية، حيث يتزامن مع التصعيد التركي بتنفيذ عمليات عسكرية على طول الشريط الحدودي مع سوريا في المنطقة الشمالية الشرقية".

يشار إلى أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" (ب ي د) يقيم ما يسميه "إدارة ذاتية" في الحسكة منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث تسيطر ميليشيات الحزب العسكرية على كامل المحافظة تقريبا، بينما تتقاسم السيطرة على مدينتي القامشلي والحسكة مع قوات "أسد" كما تحتفظ الأخيرة بقطع عسكرية في فوج كوكب قرب الحسكة وطرطب قرب القامشلي إضافة إلى المطار. 

والجدير بالذكر، أنه وخلال الأشهر القليلة الماضية زارت وفود كردية تمثل (ب ي د) دمشق والتقت مع قادة أمنيين في النظام للتفاوض على مصير المنطقة، حيث أعلن عن فشل المحادثات بين الطرفين، إلا أنه في شهر تشرين الأول الماضي، أعلن عن تشكيل هيئة تشبه الحكومة بأشراف (ب ي د) بدون وزارة للدفاع والخارجية، فكانت رسالة بترك الوزارتين لنظام أسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات