ما أسباب الاقتتال بين ميليشيات أسد في حلب؟

ما أسباب الاقتتال بين ميليشيات أسد في حلب؟
شهدت بعض أحياء مدينة حلب الشرقية اشتباكات عنيفة منذ مساء الثلاثاء الماضي، بين ميليشيات عشيرة "آل برّي" التي تسيطر على المنطقة، وميليشيات "الفوعة وكفريا" الشيعيّة التي سكنت بتلك الأحياء منذ ثلاثة شهور، بعد خروجها من شمال إدلب.

وأكّدت بعض المصادر المحلية لأورينت نت، وقوع أكثر من 12 قتيلاً خلال الاشتباكات بين الطرفين، كما أّكّدت المصادر سيطرة ميليشيات "آل برّي" على عدة أحياء شرق حلب، وتبادل عمليات الخطف بين الطرفين بالتزامن مع حشود إضافية للميليشيات الشيعيّة.

إخلاء المنازل

وعن سبب هذه الاشتباكات، يقول الناشط الحلبي (أحمد البرهو) لأورينت نت، "إن سبب الخلاف بين الطرفين، هو استيلاء الميليشيات الشيعية التي خرجت من ريف إدلب على بعض المنازل في الأحياء الشرقية لحلب".

وأكّد (البرهو) لأورينت نت، أن "الميلشيات الشيعية رفضت الخروج من المنازل التي سيطرت عليها وسكنت بها رغماً عن شبيحة آل برّي التي تسيطر على المنطقة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين منذ عدة أيام".

بدوره، أوضح الناشط (خالد الخطيب) لأورينت نت، أن "الميليشيات الشيعيّة احتلّت بيوت المهجّرين الحلبيين عنوةً وبدعم من ميليشيات شيعية عراقية وإيرانية في المنطقة، وبما أن شبيحة آل برّي هم المسيطرون على أغلب أحياء حلب الشرقية، طلبوا منهم إخلاء هذه المنازل لكنهم رفضوا فحدث ما حدث، علما أن الاحتقان عمره أكثر من شهرين".

نزاع على توزّع السيطرة

بعد سيطرة ميليشيات نظام الأسد على أحياء حلب الشرقية أواخر عام 2016، وضعت ميليشيات "آل برّي" يدها على أغلب هذه الأحياء بداعي أنها خرجت منها سابقاً، وهي موطنهم الأساسي.

ويرى الناشط (ابراهيم العجيلي) أن سبب هذه الاشتباكات هو تنازع السلطات فيما بين هذه الميليشيات. ويقول (العجيلي) لأورينت نت "كانت شبيحة آل برّي تُسيطر على أحياء حلب الشرقية بداية الثورة السورية، وعملت على قمع المظاهرات فيها، وبعد استعادة النظام لهذه الأحياء عادت هذه الميليشيات لتفرض سيطرتها على هذه الأحياء".

ويُضيف (العجيلي) قائلاً، "لكن هذه المرة لم تعد ميليشيات آل برّي وحدها إلى الأحياء الشرقية، وإنما عاد معها الميليشيات الشيعيّة العراقية والإيرانية كميليشيات "الباقر"، وعملت هذه الميليشيات على توطين عائلاتها بالإضافة لتوطين أهالي وعناصر بلدات كفريا والفوعة التي خرجت من ريف إدلب باتجاه حلب".

تابع (العجيلي) حديثه، "حسّت ميليشيات آل برّي بالخطر من هذه الميليشيات الشيعيّة وخاصة القادمة من كفريا والفوعة والتي معها السلاح الخفيف والمتوسط، وزاد خوفها بعد نصب الميليشيات الشيعيّة عدة حواجز لها داخل أحياء حلب الشرقية، وحصل عدة خلافات حول هذه الحواجز وأماكن توزّعها، وعندما حاولت شبيحة آل بري الحدّ من سيطرة ميليشيات الفوعة في أحياء الصالحين ومساكن هنانو وباب النيرب، جرت الاشتباكات الأخيرة التي أوقعت عدد من القتلى بينهم".

بيع بيوت النازحين

قام المصرف العقاري في حلب وبعض الجهات الرسمية بعرض بيوت النازحين من أحياء حلب الشرقية للبيع ضمن مزاد علنيّ، وأغلب هذه البيوت تُسيطر عليها حالياً الميليشيات المتقاتلة بهذه الأحياء.

ومن هذا الجانب، يقول المحامي (محمود كعيد) لأورينت نت، "عملت ميليشيات آل برّي والميليشيات الشيعيّة على تزوير سندات ملكية بيوت النازحين والمُهجّرين من الأحياء الشرقية في حلب، بالإضافة لرفع دعاوى باطلة من هذه الميليشيات على أصحاب البيوت الحقيقيين المُهجّرين للاستيلاء عليها بالتواطؤ مع قضاة ومسؤولي النظام ".

وأردف (كعيد) قائلاً: "بعد سيطرة هذه الميليشيات على بيوت النازحين، طرحت هذه البيوت للبيع محققةً بذلك ثروات مالية لا يُمكن احصاؤها، ولذلك تنازعت هذه الميليشيات فيما بينها كوْن كل طرف منها يُريد الاستيلاء أكثر والبيع أكثر، بالإضافة للمضاربة فيما بينهم، فحصل الخلاف بينهم والذي انتهى باشتباكات عنيفة منذ عدة أيام حتى اللحظة".

يُذكر أن الاشتباكات بين ميليشيات آل برّي وميليشيات الفوعة جرت بأحياء الصاخور وباب النيرب، ومساكن هنانو والصالحين والمرجة، بالإضافة لأحياء الحيدرية والمشهد والسكّري، واستولت فيها ميليشيات آل برّي على أحياء باب النيرب والصالحين والمرجة بشكل كامل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات