الأقمار الصناعية تظهر ما تبنيه روسيا "سراً" لمواجهة الناتو في كالينينغراد

الأقمار الصناعية تظهر ما تبنيه روسيا "سراً" لمواجهة الناتو في كالينينغراد
أشارت صحيفة "الغارديان" إلى قيام روسيا بتطوير مخبأ يصلح لتخزين الأسلحة النووية في كالينينغراد، في أحدث تصعيد يدل على زيادة تركيز موسكو على الأسلحة النووية لمواجهة "حلف شمال الأطلسي – الناتو". 

واطلعت الصحيفة على تقرير صادر من اتحاد العلماء الأمريكيين "FAS" والذي نشر صوراً قال إنها التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية تظهر فيها منشأة تخزين على ساحل بحر البلطيق، بين بولندا وليتوانيا، تم الحفر فيها بعمق ومن ثم تغطيتها بسقف خرساني خلال الأشهر الأخيرة.

مدير مشروع المعلومات النووية في "FAS" (هانز كريستنسن) أشار إلى أن المنشأة "تحتوي على جميع العلامات التي تشير على أنها موقع نموذجي لتخزين الأسلحة النووية الروسية" وقال (كريستنسن) إن المنشأة " تحتوي على سياج خارجي قوي متعدد الطبقات في محيطها. كما أن مستودعات الأسلحة هذه تحتوي على سياج ثلاثي يحيط بهم. وهذه هي مزايا كل مواقع تخزين الأسلحة النووية الأخرى التي نعلم عنها في روسيا".

وبحسب التقرير، فقد بدأ العمل في المخبأ النووي المحصن تحت الأرض، في عام 2016، وتم وضع سقف جديد له في وقت مبكر من هذا الصيف.

حدث غير مسبوق

وقال (كريستنسن) للصحيفة إن "الموقع كنا نراقبه منذ فترة طويلة، حيث شهد بعض التحديثات في الماضي، إلا أن هذه التحديثات لم تكن دراماتيكية كالتحديث الأخير" وأضاف موضحاً "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها مخبأ نوويا يتم حفره وتجديده كما هو واضح".

وأشار (كريستنسن) إلى أن "الصور لا تثبت وجود أسلحة نووية في كالينينغراد الآن، إلا أنها تظهر موقعاً نشطاً".

وقال إنه من غير الواضح، ما إذا كان الجيش الروسي يمتلك من الأساس رؤوس نووية في هذا الموقع أو أنه على وشك جلب هذه الرؤوس، أو حتى إذا ما كانت المنشأة يتم تطويرها بحيث يتم نقل الأسلحة النووية خلال فترة قصيرة جداً.

وتعتبر كالينينجراد قديماً، نقطة عسكرية لـ "كونيغسبرغ" عاصمة بروسيا الشرقية في أواخر العصور الوسطى، والتي تتوجه إليها الأنظار حاليا، على اعتبارها أحد الأماكن التي ستجري فيها مباريات كأس العالم لكرة القدم. 

وتصعد كالينينجراد، كمربع حرج في رقعة شطرنج أوربا الشرقية، حيث يبذل الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) جهوداً للرد بحزم على توسع "الناتو" في تلك المنطقة.  

تعويل على النووي

وكان الجيش الروسي قد أعلن في كانون الثاني من هذا العام، عن انتهائه من بناء البنى التحتية الضرورية لاستيعاب الوجود الدائم لصواريخ "إسكندر – إم" المتنقلة. وهي صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية يصل مداها إلى مسافة 500 كيلومتر. حيث كان من المقرر أن تصبح هذه الصواريخ جاهزة قتالياً، في وقت مبكر من هذا العام.

وتعتبر الولايات المتحدة، صواريخ "إسكندر" انتهاكاً لمعاهدة القوات النووية متوسطة المدى لعام 1987، بناء على المدى التي يمكنها الوصول إليه.

وتعد كالينينجراد أيضاً، قاعدة للأسطول الروسي في بحر البلطيق.

وخلافا لحلف "الناتو"، قام الجيش الروسي وتحديداً سلاح البحرية، بالإبقاء على العديد من أنظمة الأسلحة التكتيكية التي لها قدرات نووية. بما في ذلك، الصواريخ المضادة للسفن، والصواريخ الأرضية قصيرة المدى، وأبقى حتى صواريخ الدفاع الجوي التي تحمل قدرات نووية.

ومع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا وسوريا، يركز (بوتين) بشكل أكبر على الترسانة النووية الروسية. حيث كشف في شهر أذار من هذا العام، عن مجموعة من التصاميم الجديدة للأسلحة النووية، أدعى أنها قادرة على التغلب على الدفاعات الغربية.

وأشار (كريستنسن) إلى أنه من غير الواضح، نوع الرؤوس الحربية التي من المفترض أن تدخل الخدمة داخل المخبأ الذي تم تجديده في كالينينجراد، معتبراً أن المنشأة أقرب لكونها قاعدة بحرية على أن تكون قاعدة للصواريخ، والتي يجب أن تكون داخلية، بعمق أرضي، إلى حد كبير.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات