حزب الشعوب الديمقراطي التركي.. توجهه الفكري وأهدافه السياسية

حزب الشعوب الديمقراطي التركي.. توجهه الفكري وأهدافه السياسية
تأسس حزب الشعوب الديمقراطي في 15 تشرين الأول عام 2012، وذلك بزعامة كلّ من (فاطمة كوك) و(بافوز أونين)، إلا أنّ زعامتهما للحزب انتهت بعد عام من بدء مهامهما، لتنتقل الزعامة بعد الانتهاء من مرحلة التأسيس في 27 تشرين الأول 2013 إلى (أرطفرل كوركجو) و(صبحات تونجيل)، إلا أنّ الاسمين الجديدين اللذين تسلّما زعامة الحزب لم يحظيا بقبول من قبل مناصري الحزب، وخصوصا (صبحات تونجيل)، وعلى أساسه أجريت في 22 حزيران 2014 انتخابات جديدة، تمّ فيها اختيار (فيغين يوكسيك داغ) و(صلاح الدين ديمرطاش) كـ زعيمين جديدين للحزب.

حزب الشعوب الديمقراطية ودخوله البرلمان التركي

تمكّن حزب الشعوب الديمقراطي من تحقيق نجاح ملحوظ في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 1 تشرين الثاني من عام 2015، حيث نجح الحزب في استمالة فئة لا بأس بها من مؤيدي حزب الشعب الجمهوري، بالإضافة إلى استمالة المواطنين الأكراد ويحقق نسبة أصوات بلغت 10.75 بالمئة، ليتمكن بذلك من دخول البرلمان التركي بـ 59 نائبا.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الحزب عضو في الحزب الاشتراكي الأوروبي.

هويّة الحزب

حزب الشعوب الديمقراطي يعدّ حزبا ممثلا للمضهدين والاشتراكيين اليساريين، والقضايا التي تدافع عنها في خطّها العريض إن صحّ التعبير تتمحور حول الديمقراطية الاشتراكية، ومناهضة القومية، وتمثيل الأغلبية من فئات الشعب.

وينفي الحزب كونه حزبا كرديا فقط، بحيث يروّج لنفسه على أنّه حزب ممثل لكافة فئات الشعب التركي، مؤكدا على أنّه لا يمثل هوية أو عرقا بعينهما.

ما هي أهداف الحزب؟

يهدف الحزب بحسب قانونه الداخلي إلى تمثيل المضطهدين والمهمشين من الشعب، وكذلك يهدف إلى تمثيل كافة أطياف المجتمع التركي، وذلك بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية وتوجهاتهم السياسية.

ويدّعي الحزب أنّ من بين أهدافه السياسية التي يسعى إليها هي محاربة الاستغلال والتمييز العرقي والطائفي، والسعي لتوفير حياة كريمة للشعب والمساواة للجميع.

رأي الحزب بالحكومة الحالية

يُعدّ حزب الشعوب الديمقراطي من أشد المعارضين للسياسة التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث يعتبر حزبَ العدالة والتنمية على أنّه غير ديمقراطي ويمارس سياسة ديكتاتورية وقمعية بحق المواطنين.

ورفع الحزب في الانتخابات الرئاسية السابقة التي أجريت شعارا مناهضا لأردوغان، حيث كان الشعار الذي روّج له الحزب آنذاك مستهدفا أردوغان: "لن نجعلك رئيسا للجمهورية التركية".

وكذلك عارض حزب الشعوب الديمقراطي الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، حيث أعلن وقوفه في الاستفتاء الذي انتقلت تركيا بموجبه إلى النظام الرئاسي في 16 نيسان 2017 إلى جانب الحملة المضادة للحملة المؤيدة للاستفتاء.

تهنئة أوجلان لحزب الشعوب الديمقراطي

هنأ زعيم حزب العمال الكردستاني (عبد الله أوجلان) حزب الشعوب الديمقراطي، حيث أرسل برقية إلى مؤتمر الحزب في 27 تشرين الثاني من عام 2013، اعتبر فيها أنّ الحزب الجديد يشكل محطة تاريخية ومهمة في الكفاح من أجل الديمقراطية في تركيا".

اعتقال ديمرطاش بتهم متعلقة بالإرهاب

اعتقلت السلطات التركية في 4 تشرين الثاني من عام 2016 (صلاح الدين ديمرطاش) بالإضافة إلى 9 من نوّاب الحزب، وذلك بتهم متعلقة بالإرهاب، تتمحور حول السعي لتشكيل تنظيم يهدف إلى ارتكاب الجرائم، والانتساب إلى التنظيم الإرهابي، وتأمين السلاح للعناصر الإرهابية، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم باسم التنظيمات الإرهابية.

صلاح الدين ديمرطاش مرشّح الحزب من المعتقل

أعلن حزب الشعوب الديمقراطي مع قرار الحكومة بالذهاب إلى انتخابات مبكرة عن أنّ مرشحه في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 24 حزيران المقبل هو صلاح الدين ديمرطاش الذي ما زال معتقلا في سجن أدرنه، الأمر الذي انتقده الرئيس أردوغان قائلا: "هل يعقل أنّ الحزب يعاني من شح في إيجاد مرشح للانتخابات الرئاسية، الأمر الذي دفع به إلى تقديم مرشّح من المعتقل".".

وتجدر الإشارة إلى أنّ شائعات انتشرت في الآونة الأخيرة وتناقلتها وسائل الإعلام التركية أفادت بتقديم محرّم إنجه وعدا لحزب الشعوب الديمقراطي بجعل ديمرطاش نائبا له في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات