واشنطن بوست: هكذا سعت روسيا لاستغلال كأس العالم سياسياً

واشنطن بوست: هكذا سعت روسيا لاستغلال كأس العالم سياسياً
قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها إن روسيا سعت لاستغلال بطولة كأس العالم لكرة القدم قبل أيام من الانطلاقة الرسمية للبطولة.

وأشارت الصحيفة إلى دفع فريق المنتخب المصري للتدرب في غروزني، عاصمة جمهورية الشيشان الجنوبية، والتي قام حاكمها القاتل (رمضان قديروف) بطلب اللاعب النجم (محمد صلاح) من الفندق من أجل أن يتمكن (قديروف) من التقاط صور معه أمام كاميرات التلفزيون والحشود التي تجمعت لاستقباله.

(قديروف) الذي وصفته الصحيفة بالقاتل، اعتبرته الشخص المفضل لدى الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) ومن ضباط (بوتين) الأسوأ سمعة، كما أنه مرتبط بسلسلة من جرائم القتل السياسية وخاضع للعقوبات الأمريكية.

واعتبرت الصحيفة فوز روسيا باستضافة بطولة كاس العالم لهذا العام سببه هيئة التحكيم الدولية الفاسدة التي كافأت روسيا بتنظيم البطولة في عام 2010. ولذلك بتوقع القيام بحملات بروباغندا مثيرة خلال الشهر القادم، يقوم بها النظام الروسي الذي يسعى جاهداً لتخفيف عزلته الدولية بدون التراجع عن عدوانه الذي يمارسه في أوكرانيا وسوريا وبالفضاء الإلكتروني. 

بدء (بوتين) بالترويج لنظامه، قبل المباراة الافتتاحية في موسكو يوم الخميس، حيث دعا المشجعين إلى "امتصاص أجواء هذا العيد الرائع لكرة القدم، وطبعاً التمتع بإقامتهم في روسيا المفتوحة، والمضيافة، والمرحبة". 

عنصرية وفساد

واعتبرت الصحيفة أن المبالغ الكبيرة التي صرفها (بوتين) لتنظيم البطولة خير دليل على مدى اعتماده عليها للترويج لنظامه. مشيرة إلى مبلغ 11 مليار دولار أمريكي، تم تخصيصه للملاعب والبنى التحتية.  

ولإيضاح مدى فساد نظام (بوتين)، تشير الصحيفة إلى أن أصدقاء (بوتين) القدامى كان لهم حصة كبيرة من الإنفاق المالي، مثل (أراس أغالاروف)، الشريك السابق للرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)، والذي قامت شركته ببناء ملعب جديد في كالينينغراد في منطقة البلطيق، حيث وصلت تكلفته إلى 280 مليون دولار.

صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن الملعب الجديد الذي وصفته بـ "متلألئ" والذي يستوعب 35,000 متفرج، سيستضيف أربع مباريات فقط لكأس العالم، وسيسلم فيما بعد إلى فريق محلي لا يتجاوز عدد معجبيه 4,000 مشجع.

 وترى الصحيفة أن الهدر والفساد السياسي سيكون مصحوبا بفورة من العنصرية والقومية. مشيرة إلى المشجعين الروس المعروفين بتردييهم لشعارات النازيون الجدد، كما أنهم يصدرون أصوات تحاكي أصوات القرود لتحية اللاعبين أصحاب البشرية السوداء.

وعلى الرغم من محاولة السلطات الروسية كبتهم إلا أنها تجد صعوبة بإيقاف خطاب الكراهية هذا الذي يصدر من سياسيين في موسكو. خذوا، (تامارا بليتينوفا)، رئيسة اللجنة البرلمانية على سبيل المثال، والتي نصحت هذا الأسبوع النساء الروسيات بعدم ارتباطهن بالزائرين الأجانب، خصوصاً أولئك الذين ينتمون إلى عرق مختلف.

نظام خبيث

وتشير الصحيفة إلى أن (بوتين) قد يكون محبطاً، بسبب انعدام تمثيل الشخصيات الأجنبية البارزة التي حضرت الألعاب، والتي اقتصرت بمجملها على شخصيات ذات تأثير ضعيف.

واقتصر حضور رؤساء الدول على الجمهوريات السوفياتية السابقة وحفنة من الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية. ويعود سبب عدم حضور السياسيين من الديمقراطيات الغربية، بسبب محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق وابنته في بريطانيا، حيث ألقت السلطات البريطانية باللوم على الكرملين، بالإضافة إلى الجهود الروسية المستمرة للتدخل في الانتخابات الغربية.

ختاماً، تقول الصحيفة أن روسيا، ستستقبل اهتمام وسائل الإعلام العالمية بلا منازع، حتى إن (بوتين) قد يحظى ببريق بعض ألعاب البطولة. ومع ذلك علينا الاستمتاع جميعاً بكرة القدم. ولكن دعونا ألا ننسى أن النظام الذي يسعى إلى تلميع سمعته من خلال بطولة كأس العالم، هو نظام غارق بالفساد الهائل، ومتهم بقتل معارضيه الداخليين بالإضافة إلى كونه يشن حرباً ضد جيرانه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات