لماذا تماطل روسيا في تطبيق اتفاق "تل رفعت" مع تركيا؟

لماذا تماطل روسيا في تطبيق اتفاق "تل رفعت" مع تركيا؟
باتت المفاوضات التركية الروسية حول منطقة "تل رفعت" شمال حلب أكثر جدّية، وخاصة بعد عقد اتفاق "منبج" بين الحكومة التركية والإدارة الأمريكية، ولكن هذه المفاوضات يشوبها اختلاف المصالح وكثرة اللاعبين بالإضافة للروس والأتراك، هناك الإيرانيين وحزب الله وميليشيات أسد الطائفية والوحدات الكردية.

وأكّدت عدة مصادر مطلعة لأورينت نت أنّ المفاوضات التركية الروسية ما زالت مستمرة بشأن اتفاق مدينة "تل رفعت" والقرى المحيطة بها، وأنّ هذه المفاوضات من المُرجّح أن تتوصل لحلٍّ قبل الانتخابات التركية في 24 حزيران/ يونيو الجاري.

مماطلة روسية

وأكّد رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم العامل شمال حلب "مصطفى سيجري" لأورينت نت أنّ "المفاوضات بشأن تل رفعت مازالت مستمرة بين الروس والأتراك، وكان من المفروض أن تقوم روسيا برفع يدها عن الميليشيات الكردية المتواجدة في منطقة تل رفعت، والسماح للجيش الحر والقوات التركية الدخول للمنطقة بعد ضمانات تركية للروس وحلفائها".

وأوضح "سيجري" سبب تأخر اتفاق تل رفعت إلا أن الجانبين الروسي والايراني يحاولان التملّص من تعهداتهما للجانب التركي، بدعوى أنّ المنطقة خالية من تواجد الوحدات الكردية، ولكن الواقع يقول عكس ذلك حيث ما زالت الميليشيات الكردية تُشارك قوات النظام والميليشيات الإيرانية السيطرة على منطقة تل رفعت".

بينما أرجع المحلل والخبير العسكري، العميد "أحمد رحال" بحديثه لأورينت نت سبب تأخر اتفاق تل رفعت إلى أنّ، "الجانب الروسي استشعر بخطر اتفاق منبج والمفاوضات التي سبقته بين الجانبين التركي والأمريكي، وذلك بعد التقارب الكبير الذي حصل بين الجانبين الروسي والتركي، مما جعل روسيا تماطل لتراقب ما ستؤول إليه العلاقات التركية الأمريكية واتفاق منبج".

صعوبة تطبيق اتفاق "منبج" في "تل رفعت"

وأشار العميد "رحال" خلال حديثه مع أورينت نت إلى أنّ، "اتفاق تل رفعت سيختلف بعض الشيء عن اتفاق منبج، ولن يكون بنفس البنود بسبب وجود اللاعب الأساسي الآخر ألا وهو الجانب الإيراني الداعم لميليشيا حزب الله المُسيطرة على بلدتي نبّل والزهراء المحاذيتين لمنطقة تل رفعت، وبالتالي سيكون للجانب الإيراني ضمانات من خلال هذا الاتفاق".

وأضاف "رحال" قائلاً، "بعد عقد اتفاق منبج بين الجانبين التركي والأمريكي باتت فرصة نجاح اتفاق تل رفعت أقلّ، وذلك بسبب خوف روسيا من التقارب التركي الأمريكي، رغم أهمية تركيا للدولة الروسيّة ومحاولتها لسحب تركيا بجهة المحور الروسي".

بينما رأى "محمد أبو وحيد" عضو مكتب تل رفعت الاعلامي أن وجود الطرف الروسي داخل تل رفعت على غرار الوجود الأمريكي باتفاق منبج، سيكون من الصعب قبوله لدى الأهالي والثوار.

وقال "أبو وحيد" لأورينت نت، "إدارة تل رفعت يجب أن تكون تحت الوصاية التركية وليست الروسية، لأن الأهالي والثوار في تل رفعت يرفضون الوجود الروسي على أرضهم، ويعتبرونه عدواً لهم، فكيف سيقبلون مشاركته بالإدارة العسكرية والأمنية للمنطقة على غرار اتفاق منبج والوجود الأمريكي فيها، وهذا ما سيُصعّب استنساخ اتفاق منبج في تل رفعت".

وأما الناطق الرسمي لغرفة عمليات أهل الديار العسكرية في تل رفعت "عبد الغني شوبك" لم يستبعد خلال حديثه لأورينت نت أنْ يستلم الجانبان الروسي والتركي إدارة تل رفعت سويةً على غرار اتفاق منبج، وأنّ كل شيء وارد بالرغم من اعتبار الجانب الروسي كعدوّ من قبل أهالي وثوار تل رفعت، حسب كلام "شوبك".

تل رفعت مُقابل ماذا؟

في لعبة المفاوضات الجيوسياسية وتوزّع السيطرة في سوريا، يتخوّف الكثيرون من تبادل السيطرة بين هذه المنطقة وتلك حسب تغيّر المصالح وتدرّج الأولويات، لذلك دائما يسأل البعض، الاتفاق على هذه المنطقة مقابل ماذا سيكون؟

ورداً على هذا التساؤل، يقول الناشط الحقوقي "إبراهيم كعيد" لأروينت نت، "حسب ما يتم تناقله من مقرّبين لأصحاب القرار التركي، فإنّ المفاوضات التركية الروسية حول تل رفعت تشهد توتراً بسبب طلب الجانب الروسي والإيراني مقايضة تل رفعت بمنطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وهذا ما لم تقبله تركيا حتى اللحظة، ولكن من الممكن أن يتغيّر كل شيء حسب المصلحة العامة للمُفاوضين".

ويُضيف "كعيد" أنّ، "الخلاف الروسي الإيراني حول بعض القضايا ومنها اتفاق تل رفعت قد يؤخر توقيع الاتفاق ما لم تحصل ايران على ضمانات روسية وتركية بحماية بلدتي نبّل والزهراء الشيعيّتين، وأن تكون المنطقة منزوعة السلاح وتحت إشراف روسي تركي بإدارة مدنية غير مسلحة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات