"فورين أفيرز" تحذر واشنطن من التعاون بين كوريا الشمالية ونظام الأسد

"فورين أفيرز" تحذر واشنطن من التعاون بين كوريا الشمالية ونظام الأسد
حذر البروفسور (بروس بشتول) أستاذ العلوم السياسية في "جامعة ولاية انجيلو" والذي ألف ستة كتب عن الشأن الكوري، من انتقال برنامج الأسلحة النووية الكورية الشمالية إلى إيران وسوريا وذلك وفق لمقال له نشره في مجلة " فورين أفيرز" الأمريكية.

ويرى (بشتول) إلى أن العالم كان مشغولا بالتقدم التكنولوجي الذي حققته بيونغ يانغ في مجال الأسلحة النووية ومسألة ما إذا كان من الممكن إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن السلاح النووي، الأمر الذي أدى إلى حجب حقيقة مهمة وهي أن التطوير العسكري لكوريا الشمالية يخدم غرضين: تهديد وبث الذعر لدول الجوار بالإضافة إلى الولايات المتحدة والهدف الثاني الذي لم يتم تناوله هو نشر الأسلحة التقليدية وغير التقليدية إلى مناطق يائسة وغير مستقرة في جميع أنحاء العالم مقابل الحصول على العملة الصعبة. 

وعلى مدى عقود، قامت كوريا الشمالية بنشر أسلحة، منها التقليدية كالصواريخ البالستية، وأخرى تشمل العوامل الكيميائية، إلى دول مثل إيران وسوريا حيث ساعدتهم على تجنب العقوبات الدولية وتزويدهم بالتقنية اللازمة، وتقديم المساعدة العسكرية لتطوير برامج الأسلحة الخاصة بهم.

الصلات مع نظام الأسد

وبحسب (بشتول) فإن أكبر مثال على انتشار أسلحة كوريا الشمالية في العالم، يمكن رؤيته في سوريا حيث قام نظام (بشار الأسد) الممول من إيران، بشراء أسلحة من كوريا الشمالية واستخدامها لقتل شعبة في جميع أنحاء البلاد.

وتعود العلاقات العسكرية بين كوريا الشمالية وسورية إلى ستينات القرن الماضي، عندما كان كلا البلدين جزءا من مجال نفوذ الاتحاد السوفييتي حيث ساعد الطيارون القادمون من كوريا الشمالية على تدريب القوات الجوية السورية، كما دربت القوات الخاصة بكوريا الشمالية القوات السورية على حرب العصابات خلال حرب لبنان 1982. 

وكانت بيونغ يانغ طوال هذه الفترة المورد الرئيسي للأسلحة التقليدية للنظام في دمشق، بما في ذلك المدفعية والدبابات والأنظمة العسكرية مثل منصات إطلاق الصواريخ المتعددة التي استخدمت في نقل الأسلحة الكيميائية.

كما قامت كوريا الشمالية بنقل الصواريخ البالستية إلى سوريا منذ نهاية الحرب الباردة. فخلال الفترة ما بين منتصف وأواخر التسعينيات، قامت بيونج يانج ببيع عدة مئات من صواريخ "سكود – سي" بالإضافة إلى مجموعات تساهم في انتتاج الصواريخ إلى نظام (الأسد).

أنشطة خبيثة

وتعاقدت كوريا الشمالية على بناء منشآت لتصنيع الصواريخ للنظام، وهو الأمر المستمر إلى يوماً هذا.  وشاركت بعمق في برنامج الأسلحة الكيميائية الذي أنشأه النظام. حيث قتل العديد من التقنين الذي أرسلهم النظام في حادثة انفجار "محطة ريونجتشون" في 2004 أثناء محاولتهم لشحن صواريخ إلى ميناء نامبو في كوريا الشمالية.

ووفقاً للتقارير الصادرة عام 2013، فقد تعاونت كوريا الشمالية وسوريا وإيران في "التخطيط والتأسيس والإدارة" لما لا يقل عن خمسة منشآت سورية لتصنيع الأسلحة كيميائية. كما كشفت لجنة من الخبراء التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام، عن قيام وفد فني كوري شمالي بنقل موازين الحرارة والصمامات المقاومة للأسلحة الكيماوية إلى النظام في آب 2016.

وأشارت التقارير إلى أن فنيي الصواريخ البالستية التابعين لكوريا الشمالية سافروا إلى سوريا في نيسان وتشرين الثاني 2016 حيث يواصلون العمل في مرافق عدرا وبرزة وحماه.

كيف يجب على واشنطن أن تتصرف؟

تمكنت كوريا الشمالية لسنوات عديدة من استخدام الأموال التي حصلت عليها من المبيعات العسكرية لدفع ثمن برامجها النووية والصاروخية البالستية، ولدعم جيشها الضخم، بالإضافة إلى الإعانات المالية للنخبة التي تبقي (كيم) في السلطة. 

وعلى خلفية اجتماع (ترامب) بـ (كيم) يرى (بشتول) أنه من المهم لـ(ترامب) التعلم من أخطاء أسلافه. فلم ينجح أحد منهم في نزع سلاح كوريا الشمالية أو حتى احتوائه. 

على سبيل المثال، دفعت إدارة (جورج دبليو بوش) بيونج يانج إلى طاولة المفاوضات من خلال حملة ضغط اقتصادي أدت إلى خفض أرباح الشبكات المالية لكوريا الشمالية. ولكن عندما حان الوقت لتفكيك برنامجها النووي، انخرطت بيونج يانج في نموذج "خطوة تقابلها خطوة أخرى" وحصلت على تنازلات من الولايات المتحدة دون التخلي في النهاية عن أي برنامج من برامج أسلحتها النووية.

يحذر (بشتول) واشنطن من تكرار هذه الأخطاء، مؤكداً أنه يجب على واشنطن أن تواصل الضغط على الأنشطة الاقتصادية غير القانونية لبيونج يانج بما فيها تجارة الأسلحة والشبكات المالية التي تدعمها في سوريا وإيران، الخطوة الضرورية لإبقاء بيونغ يانغ تحت ضغط واشنطن.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات