صحيفة ألمانية: قسد تقوم بترحيل محتجزين لديها إلى مناطق سيطرة داعش

صحيفة ألمانية: قسد تقوم بترحيل محتجزين لديها إلى مناطق سيطرة داعش
قالت صحيفة "بيلد" الألمانية إن الآلاف من المحتجزين في سجون "قسد" في الشمال السوري قد تم ترحيلهم إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، بسبب الصعوبة في إبقائهم ضمن مراكز احتجازهم.

ويحمل عدد كبير من المحتجزين المرحلين، جنسيات أجنبية من روسيا وتركيا وتونس والمغرب بالإضافة إلى محتجزين سوريين وعراقيين، وذلك بحسب تقرير صادر عن الاستخبارات البلجيكية "VSSE" اطلعت عليه الصحيفة بالإضافة إلى لقاءات أجريت مع عدد من المواطنين الألمان المحتجزين هناك.

وخلافاً اللقاءات الإعلامية التي تجري عادة بشكل رسمي وتحت أعين سلطات مراكز الاعتقال، تشير الصحيفة أنها استطاعت الوصول للمواطنين الألمان والتحدث معهم بلا رقيب حيث تطابقت روايتهم عن عمليات ترحيل المحتجزين التابعين للتنظيم على الرغم من عدم معرفتهم ببعضهم البعض بشكل مباشر. كما تتطابق شهادات المحتجزين مع تقرير الاستخبارات البلجيكية "VSSE" مما يؤكد صحة أقوالهم. 

اعتبارات إنسانية 

وسلط تقرير الاستخبارات البلجيكية الضوء على النساء والأطفال المحتجزين الذين يتم ترحيلهم إلى مناطق سيطرة تنظيم "داعش" بالباصات وذلك بناء على معلومات موثقة تم الحصول عليها حيث تخشى السلطات البلجيكية أن تشمل عمليات الترحيل مواطنيها.

ورداً على سؤال وجهته لها الصحيفة، أكدت وزارة الخارجية الألمانية حصولها على تقرير الاستخبارات البلجيكية، مؤكدة ترحيل بعض الأشخاص إلى مناطق سيطرة "داعش" إلا أن الوازرة قالت إنها لا تمتلك معلومات إضافية عن التقرير كما أنه لا يمكنها تقديم المساعدة في سوريا.

أرجع تقرير الاستخبارات البلجيكية سبب ترحيل المعتقلين إلى مناطق "داعش" لأسباب مالية بعد أن ألقت "قسد" القبض على المئات من مقاتلي التنظيم القادمين من أوروبا وحدها مع رفض أوروبي للتعامل مع المحتجزين حيث يسعى دبلوماسيون أمريكيون ومسؤولون في البنتاغون، لإقناع الدول باستقبال مقاتليها المحتجزين الأمر الذي يترك مصيرهم إلى المجهول.

وتشير الصحيفة إلى الخطورة التي يواجهها المرحلين إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، نظراً للعمليات العسكرية التي يشنها التحالف التي تقوده الولايات المتحدة لدحر التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها، مما يعرض حياة الأبرياء من النساء والأطفال إلى الخطر. 

مواطن ألماني معتقل لدى "قسد" أكد للصحيفة مقتل عدد من الأطفال بعد ترحيلهم بسبب الأوضاع المتردية هناك.

ويشكل ترحيل المعتقلين بهذه الطريقة مشكلة قانونية، حيث ترى الصحيفة أنه من المفترض أن تتم محاكمة هؤلاء بدلاً من إعادتهم إلى مناطق حربية، حتى لو شكلوا عبئاً على "قسد" التي تتحمل مسؤولية المحتجزين في معتقلاتها. 

مشاكل متجذرة

تعاني مراكز الاعتقال التي تديرها "قسد" العديد من الانتقادات حيث يخشى النقاد من أن تتحول هذه المراكز إلى أراضي خصبة للتطرف مما يعيد تكرار الخطأ الأمني الجسيم الذي ارتكب في حرب العراق.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أكدت في تقرير سابق وجود مشكلة مالية تعاني منها "قسد" بالتعامل مع ملف المحتجزين، حيث أكدت الصحيفة أن الجيش الأمريكي ينفق حوالي مليون دولار للمساعدة في اعتقال الآلاف من مقاتلي تنظيم "داعش" وأفراد عائلاتهم في معسكرات بشمال سوريا، وكان مسؤولون عسكريون قد قالوا للصحيفة إن الجيش الأمريكي لا يقوم بحراسة المباني ولا حماية أمنها إلا أنهم يدفعون لقوات "قسد" للقيام بهذه المهمة.

وبدأت المشكلة بالظهور بعد إعلان الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) عن نيته من سحب 2,000 جندي أمريكي من سوريا، حيث يشارك العديد منهم بعمليات التحري واستجواب عناصر "داعش". كما شكل قرار (ترامب) بتجميد نحو 200 مليون دولار كانت مخصصة لمناطق شمال سوريا عقبة إضافية في تمويل عمليات "قسد" في المناطق التي تسيطر عليها.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى وجود ما يزيد عن 400 محتجز ينحدرون من أكثر من 30 بلد ناهيك عن المحتجزين السوريين والعراقيين المتواجدين في مراكز الاعتقال التي تديرها "قسد".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في "قسد" أن معسكرات الاعتقال تعمل بأقصى جهدها للإشراف على المقاتلين الخطرين الذي تحتجزهم، حيث تستزف هذه المعتقلات ميزانياتهم بسرعة لدفع تكاليف العمليات في مواقع عديدة في الرقة وحولها. وقال مسؤول أمريكي كبير للصحيفة، إنه يتم احتجاز من 50 إلى 60 مقاتلاً من التنظيم في غرفة واحدة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات