دايلي بيست: هكذا تحاول موسكو الترويج لأسلحتها الحديثة في سوريا

دايلي بيست: هكذا تحاول موسكو الترويج لأسلحتها الحديثة في سوريا
قدم الجيش الروسي توضيحاً موجزاً للغموض حول نشر طائرة الشبح "Su-57" في شهر شباط بسوريا. وقال وزير الدفاع الروسي (سيرغي شويغو) في كلمة ألقاها في 25 أيار بموسكو إن طائرات "Su-57" قامت بـ "إجراء" تجربة لإطلاق "صواريخ كروز تكتيكية متعددة الأهداف" إلا أن تقرير نشره موقع "دايلي بيست" سرد عدة أسباب قال فيها إن "شويغو" قد كذب بتصريحه بهدف إظهار الطائرة الشبح الروسية بأفضل حال على عكس الواقع الذي يفيد بتراجع إنتاج هذا النوع من الطائرات.

وأشار التقرير إلى أن وجود طائرتين تحملان نفس المحرك والذيل التي تحمله الطائرات الشبحية طراز "Su-57" في "قاعدة حميميم الجوية" غرب سوريا، حيث تتواجد القوات الروسية هناك لدعم نظام (بشار الأسد). 

شركة "سوخي" المصنعة قالت إنها أنتجت 7 طائرات شبح "Su-57" للاختبار بعد إطلاق رحلتها الأولى في 2010. حيث من المفترض أن الطائرة الروسية، التي تبعد سنوات عن خوض معركة عسكرية حقيقة، أن تكون مماثلة للطائرة التابعة للقوات الجوية الأمريكية "F-22" ولـ "J-20" الصينية.

وتفتقر طائرات "Su-57" بحسب التقرير إلى العديد من الأجهزة الإلكترونية، وأجهزة الاستشعار ولا تحمل إلا أنواعا معينة من الذخائر. 

القيادة المركزية الأمريكية، المشرفة على العمليات الجوية الأمريكية والحليفة في الشرق الأوسط والتي تراقب الرحلات الجوية الروسية في المنطقة عن كثب أبدت عدم اهتمام لوجود "Su-57" في شهر شباط بسوريا. المتحدث باسم القيادة قال لـ "دايلي بيست" إن "وجود أي طائرة روسية جديدة في المنطقة لا يؤثر على عمليات التحالف، كما أننا لا نعتبر ذلك خطرا على طائرات التحالف".

وهكذا بدا أن نشر الطائرات في سوريا غير منطقي إلى أن جاء إعلان (شويغو) بعد ثلاثة أشهر. الذي قال إن الطائرة "Su-57" نشرت في سوريا بهدف "تقييم القدرات القتالية.. للمعدات العسكرية التي يجري تطويرها". وقدم (شويغو) شريط فيديو يصور طائرة "Su-57" وهي تطلق صاروخ كروز. حيث اعتبر المحللون الذخيرة جديدة وقادرة على تجنب الرادار من طراز "Kh-59" والذي يرجع تاريخه إلى التسعينات. 

وألمح (شويغو) إلى أن إطلاق الصاروخ كان جزءاً من "عملية خاصة في أراضي الجمهورية العربية السورية" بدون أن يحدد بحسب التقرير فيما إذا كانت العملية المزعومة قد استهدفت الثوار، أو مسلحين أو حتى مدنيين. 

تجارب صاروخية في سوريا؟

ويشير التقرير إلى أنه لا شيء في الفيديو يثبت أن الإطلاق قد تم في سوريا هذا أن لم يكن أصلا قد جرى في أحد مواقع اختبار القوات الجوية الروسية في الداخل الروسي العميق. القيادة المركزية قال لـ "دايلي بيست" أنها لا تستطيع تأكيد أي إطلاق صاروخي من طائرات "Su-57" في سوريا. بينما لم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب قدمته "دايلي بيست" لإظهار أدلة دامغة على تجربة الصواريخ المزعومة.

المؤلف والخبير في الطائرات الحربية الروسية (توم كوبر) شكك في ادعاء (شويغو). "سيكون من الخطير جداً اختبار صاروخ جديد في سوريا" قال (كوبر) في تصريحه لـ "دايلي بيست" مضيفاً "ماذا لو خرج الصاروخ عن مساره؟ وضرب الأراضي التركية مثلا؟ أو لبنان؟ أو حتى إسرائيل؟".

علاوة على ذلك، أضاف (كوبر) أن أي اختبار جوي في سوريا من الممكن أن يكشف الأسلحة الجديدة الروسية للقوات الأمريكية والقوات الحليفة لها. وذهب (كوبر) ابعد من ذلك، معتبراً أن تجربة صاروخ فوق سوريا معادل لوضع الذخائر في صندوق وشحنها "مباشرة إلى البيت الأبيض" 

وأعتبر (بافل بوفيج) الخبير في الجيش الروسي، في تصريح له لـ "دايلي بيست" إن وصف (شويغو) للاختبار الصاروخي هو على الأغلب بروباغندا.

ليست المرة الأولى

ويشير القرير إلى وجود سوابق لدى الكرملين، قدم فيها مبالغات تتعلق بالأسلحة الجديدة. في آذار على سبيل المثال، كشف الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) عن عدة أنواع من الأسلحة قال إنها "لا تقهر" بما في ذلك صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية مع نطاق غير محدود. إلا أن الاختبارات التي أجريت في تشرين الثاني وشباط، أوضحت أن السلاح الذي يعمل بالطاقة النووية لم يستطع الوصول إلى أبعد من 22 ميلاً قبل تحطمه.

الخبير في الطائرات القتالية في "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" قال لـ " Business Insider- بزنس انسايدر" أن روسيا "في حاجة ماسة" إلى الاستثمار الأجنبي لمواصلة العمل على "Su-57" وفي هذه السياق فإن إجراء اختبار صاروخي، دراماتيكي ومعد مسبقاً، يبدو منطقياً.

عندما يكون الموضوع يتعلق ببرنامج طائرات الشبح المتعثر في موسكو يبدو "أن كل شيء معد بهدف العرض" قال (كوبر) وأضاف "من المؤكد تقريباً أنه يتم إعداده في روسيا"

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات