"واشنطن بوست" تتحدث عن مصير داعش بعد سحب القوات الأمريكية من سوريا

"واشنطن بوست" تتحدث عن مصير داعش بعد سحب القوات الأمريكية من سوريا
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن المهلة المعطاة للقوات الأمريكية للقضاء على تنظيم "داعش" والتي تزيد عن ستة أشهر بقليل ليست كافية للقضاء على خطر التنظيم الذي يتحرك بسرعة تحت الأرض حتى بعد نجاح التحالف المدعوم من الولايات المتحدة بالقضاء على آخر جيوبه المتبقية في شرق سوريا. 

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن مهمة القضاء على التنظيم قد انتعشت بعد وصول دفعة من القوات الخاصة الفرنسية والطائرات الحربية التابعة للبحرية الأمريكية المقاتلة بالإضافة إلى العمليات السرية التي قام بها الأمن العراقي. 

وتتعرض المعركة ضد التنظيم للخطر بسبب التهديد المتكرر للرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بسحب حوالي 2000 جندي أمريكي من سوريا، بما في ذلك المئات من المستشارين والقوات الخاصة الأمريكية. وقال مسؤولون في إدارة (ترامب) إن وزير الدفاع (جيم ماتيس) وكبار القادة الأمريكيين قد منحوا القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا ستة أشهر إضافية على الأقل للقضاء على تنظيم "داعش" في شرق سوريا.

ورأى (سيث جونز) مدير "مشروع التهديدات العابرة للحدود" في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" بواشنطن أن "الدولة الإسلامية تحولت إلى حرب العصابات، مما يزيد من احتمال استمرارها في العمل في شرق سوريا وغرب العراق لسنوات".

وتشير الصحيفة إلى أن مسؤولين غربيين في الاستخبارات ومكافحة الإرهاب يعتقدون أن هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق وحرب الظل المتنامية ضد فروع التنظيم في غرب إفريقيا وأفغانستان قد فشلت في خنق قدرة التنظيم في الحشد العالمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال المدير السابق لقسم مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي (جوشوا غيلتزر) الذي كان مسؤولاً خلال فترة إدارة (أوباما) في شهادته أمام الكونجرس الأسبوع الماضي "رسائل داعش عبر الإنترنت لديها سمات متعددة، وإذا ما خسر التنظيم في ساحة المعركة، فإن هذا سيجبره على تغير رسائله التي تؤكد على الاحتفاظ بالأرض إلى لعب دور الضحية".

وأكد النائب (دون بيكون)، الجنرال السابق في القوات الجوية والذي خدم بالعراق، خلال جلسة الاستماع الأخيرة للجنة الأمن القومي في الكونغرس، أنه حتى لو استطاعت الولايات المتحدة القضاء على أخير جيبين للتنظيم، إلا أن "التهديد ما يزال قائماً" معتبراً أن التنظيم يمكنه "إعادة نفسه باي لحظة".

زخم جديد للمعركة

بدأت العملية العسكرية التي استهدفت آخر معاقل التنظيم في 1 أيار، بدعم جوي من الولايات المتحدة بعد معارك للقضاء على عناصر التنظيم في الحدود السورية – العراقية. وقال مسؤولون أمريكيون إن الطائرات الحربية الأمريكية هاجمت مخابئ تابعة لـ "داعش" ومراكز للقيادة وقتلوا مسؤولين في التنظيم، إضافة إلى تدمير مباني ومعدات تابعة له وقطع طرق الإمداد.

وتشير الصحيفة إلى أن توقيت الحملة الجديدة أثر عليه عدة عوامل، بما في ذلك الشعور المتزايد بأن الحملة قد توقفت في وقت حرج من المعركة، بالإضافة على غضب (ترامب) من التشابكات العسكرية الأمريكية في الساحة السورية المعقدة. كما استفاد القادة الأمريكيون من المقاتلات الحربية بعد وصول حاملة الطائرات "هاري ترومان" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث وصلت عدد الأهداف ضد التنظيم إلى 44 هدفاً في الأسبوع بحلول 24 أيار بعد أن كانت 3 فقط في نهاية شهر نيسان.

في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في 26 نيسان قال (ماتيس) "سنرى مجهوداً أعيد تنشيطه.. سنرى زيادة في العمليات على الجانب العراقي من الحدود" وعن الدعم الفرنسي أضاف (ماتيس) "قام الفرنسيون بتعزيز قواتنا في سوريا بقوات خاصة، في الأسبوعين الأخيرين".

إخفاق روسي

وتأتي هذه التكتيكات المتغيرة بعد أن تمكن تنظيم "داعش" من استعادة بعض الأراضي، خاصة غرب نهر الفرات، في المنطقة التي تسيطر عليها القوات التابعة لـ (الأسد) ورعاته العسكريون الروس. وقال محللون أمريكيون وآخرون غربيون إن مقاتلي "داعش" شنوا مزيدا من الهجمات على الجانب الغربي من الفرات ضد القوات المتحالفة مع نظام (الأسد).

أدت الهجمات في نهاية الأسبوع الماضي، إلى مقتل 4 جنود روس بينما أصيب خمسة آخرون في هجوم ليلي شنه مقاتلو التنظيم شرق محافظة دير الزور.

بدوره، قال الجنرال (فيليكس غيدني)، نائب قائد قوات التحالف في العراق وسوريا لـ "بي بي سي" الأسبوع الماضي "ما زلنا نشعر بالقلق من أن النظام السوري غير راغب أو غير قادر على التعامل مع هذا التهديد".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات