لماذا تسعى الميليشيات الطائفية السيطرة على جسر الشغور.. وما أهميتها الاستراتيجية؟

لماذا تسعى الميليشيات الطائفية السيطرة على جسر الشغور.. وما أهميتها الاستراتيجية؟
تُعد مدينة جسر الشغور من المدن المشمولة بمناطق خفض التصعيد وفق مؤتمر أستانا؛ إلا أنها كانت نقطة خلاف ومساومات من قبل الدول الضامنة للاتفاق كتركيا وروسيا وإيران بمبادلة جسر الشغور بمدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، لاسيما المليشيات الطائفية التي لم تدخر جهداً ببث الإشاعات اليومية من خلال أذرعها الإعلامية الموالية وحرب نفسية بإلقاء مناشير التهديد والوعيد باسترجاع المدينة واقتحامها من خاصرتها الجنوبية عبر سهل الغاب.

حرب نفسية ضد المدنيين

وقال الإعلامي (دريد حج) حمود لأورينت نت: " شنّت مواقع النظام الالكترونية حربا نفسية ضد المدنيين في المناطق المحررة وخصوصاً جسرالشغور وريفها مفادها أن الميليشيات الطائفية تريد السيطرة على المدينة وريفها الغربي وسائر محافظة ادلب".

وتابع (حج حمود): "ويبدو أن الهدف منها كان إرضاء الحاضنة الشعبية له وخاصة من شبيحة محافظة ادلب ووعوده لهم بالسيطرة على المحافظة وتأتي أيضا لترهيب المدنيين وإبقائهم بحالة من الخوف والترقب".

وكانت جميع التهديدات ومخاوف المدنيين قلّت بعد تثبيت تركيا نقطة مراقبة في جبل اشتبرق جنوب غرب المدينة في السادس عشر من شهر أيار الماضي وهي النقطة الأخيرة للقوات التركية في محافظة إدلب.

أهميتها الاستراتيجية

هذا السباق للسيطرة على المدينة يأتي من أهمية الموقع الاستراتيجي التي تحظى به جغرافياً وعسكرياً كونها تشكل حلقة وصل بين مدن الساحل ومدن الشمال والوسط السوري.

من جانبه، قال (معاذ الكردي) المسؤول العسكري في "هيئة تحرير الشام" بريف اللاذقية لأورينت نت: "تعتبر مدينة جسر الشغور منطقة استراتيجية من حيث موقعها ومركزها، فهي الرابط بين ثلاث محافظات ببعضها إدلب-حماة-اللاذقية. ولها بعدها التاريخي".

وأضاف الكردي: "عسكريا تعتبر خط إمداد مهم لجبهات الساحل وجبهات سهل الغاب.. ودارت في جنباتها معارك شديدة انهزم النظام المجرم وحلفاؤه فيها وهذا ما يفسر ضراوة القصف عليها تحديدا".

وفي حال خسرت الفصائل المقاتلة المدينة ستخسر معها عدة مواقع في سهل الغاب الخاصرة الجنوبية للمدينة، لاسيما القرى المحاذية لسلسلة "جبال العلويين" كاشتبرق والعالية وغانيا والسرمانية والشيخ سنديان.

يذكر أن مدينة جسر الشغور  قد تحررت في الخامس والعشرين من شهر نيسان عام  2015 ضمن "معركة النصر" بعد معارك عنيفة مع المليشيات الطائفية وتحرير أجزاء واسعة جنوبها وصولاً لمشارف معسكر جورين الذي يبعد ما يقارب خمسة عشر كيلو مترا، ومنذ ذلك الحين وحتى تثبيت نقطة المراقبة التركية، استهدفت المدينة بمئات القذائف الصاروخية خلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات