كيف برر النظام استغلال التجار للسوريين في شهر رمضان؟

كيف برر النظام استغلال التجار للسوريين في شهر رمضان؟
يتكرر "المسلسل الرمضاني" في كل عام فيما يتعلق بارتفاع أسعار المواد الغذائية، خاصةً في مناطق سيطرة نظام الأسد، إذ يجد المواطن السوريّ نفسَه تائهاً بين غلاء الأسعار وقلّة دخله هناك؛ لكن ما هو جديد في هذا "المسلسل" هو تبرير "مؤسسة تموين" النظام لهذه الحالة بحجج واهية، والذي أثار غضب المواطن أكثر.

ارتفاع لأكثر من 30%

رصد موقع أورينت نت ارتفاع أسعار غالبية السلع خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، حيث زادت الأسعار عن سابق عهدها قبل الشهر الكريم بنسبة تزيد عن 30% لكافة المواد الغذائية والسلع الضرورية، ناهيك عن اقتراب موعد ارتفاع أسعار الحلويات والألبسة مع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد.

وتشير الأسعار إلى ارتفاع سعر كيلو لحم الخروف في أسواق دمشق من 4200 ليرة سورية إلى 5500 ليرة، ولحم العجل من 3500 ليرة سورية إلى 4500 ليرة، بينما سعر الفروج فقد ارتفع الكيلو غرام الواحد من 650 ليرة سورية إلى 850 ليرة للفروج الحيّ، وبالتالي تراوحت نسبة ارتفاع أسعار اللحوم لما يُقارب الـ 30% من سعرها السابق.

وأما الارتفاع الأكبر في الأسعار والذي وصل لحدّ 100% كان بقطع الفروج كالجوانح والسودة والشرحات، حيث وصل سعر كيلو سودة الفروج إلى 2800 ليرة سورية؛ بينما كان سعره قبل شهر رمضان أقل من 1400 ليرة سورية.

كذلك أسعار الحليب ومشتقاتها من أجبان وألبان، حيث ارتفعت لأكثر من 40% من سعرها السابق، ووصل سعر كيلو الحليب لـ 260 ليرة وسعر الجبن البلدي لأكثر من 1500 ليرة، بينما "جبنة الحلّوم" فقد تجاوز سعرها 2600 ليرة سورية.

وبالنسبة للخضار والفواكه، فقد كانت أقل السلع ارتفاعاً، فوصلت نسبة ارتفاع أسعارها لما يُقارب 25% من سعرها السابق قبل شهر رمضان.

"تموين" النظام تُبرّر الاستغلال!

وبرّرت "مؤسسة تموين" محافظة حماة على لسان (زياد كوسا) مدير "التجارة الداخلية وحماية المستهلك" بقوله: "ارتفاع أسعار الخضروات وخاصة الخيار ليصل سعره خلال الأيام الخمسة الأولى من رمضان إلى سعر 250 ليرة؛ بينما كان سعره قبل رمضان 150 ليرة، ويعود ذلك لارتفاع الطلب وقلّة العرض في السوق" رغم أن شهر رمضان أتى بذروة موسم الخيار وباقي الخضروات الصيفيّة مما يكثر العرض بعكس كلام (كوسا).

بينما "مؤسسة تموين" دمشق وعلى لسان أحد مسؤوليها، فقد وصفت ارتفاع أسعار السلع خلال هذا الشهر بأنه "هبة رمضان"، وذلك حسبما ذكر موقع "الاقتصاد السوري" نقلاً عن المسؤول بتصريح خاص له، والذي علّل ارتفاع سعر الفروج لعزوف المربّين عن تربية الدواجن، بسبب خسائرهم السابقة وليس بسبب حلول شهر رمضان.

وأضاف المسؤول، أن "مديرية تموين دمشق سيّرت دوريات التموين والمراقبة على أغلب المحلات، ولكن ليس من المعقول وضع مراقب تموينيّ لكل محل.

وأكد "مفتّش تموين" (رفض الكشف عن هويته) وأحد العاملين في "مديرية تموين" حماة لأورينت نت، أن "جشع أصحاب المحلات لا يمكننا مراقبته، فمن لم يراقبه ضميره لا يمكن أن تراقبه دورية ضابطة التموين والمراقبة، فهو يلتزم أمامنا بالأسعار ويتلاعب بها من وراء ظهورنا".

الإفطار يحتاج لضعف الراتب

يشار إلى أن معدّل دخل الفرد العادي في مناطق سيطرة النظام لا يتجاوز 100 دولار شهرياً (أيّ أقل من 50 ألف ليرة سورية) ويُعتبر هذا الدخل أقل من حاجة الفرد لقضاء حاجياته الأساسية بغير شهر رمضان، فكيف هو الحال خلال رمضان؟

وفي هذا السياق، يقول الموظّف (رضوان الابراهيم) أحد المُقيمين في مدينة حماة، إن "أقل وجبة يومية عند الإفطار في رمضان تحتاج لمبلغ مالي يزيد عن 3000 ليرة سورية في حال كانت الأسرة لا تتجاوز الخمسة أفراد، عدا عن وجبة السحور أو الفواكه، مما يعني أن وجبات الفطور وحدها خلال الشهر تحتاج لما يُقارب 100 ألف ليرة سورية، وهو ضعف الراتب الشهري الذي أتقاضاه".

التاجر والمُفتّش على المواطن

ويؤكّد (الابراهيم) في حديثه لأورينت نت، أنه "ما إن يأتي شهر رمضان حتى تجد لوائح الأسعار قد اختفت من المحلات، رغم أنّ القانون يستوجب على التاجر وضعها في المحل، ورغم كثرة دوريات التموين والمراقبة؛ إلّا أنّ هذه الدوريات تعتبر رمضان باباً للرزق الاضافي لعناصرها، حيث تزداد عمليات الرشوة والمحاباة على العلن؛ ومَن يرفض دفع الرشوة يُكتب به ضبط مخالفة تموينية، فيتغنّى بها المسؤولون أمام وسائل الاعلام وأمام الجهات الأعلى منهم " على حد قوله.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات