التعاون بين "قسد" والميليشيات العراقية.. ما أسباب التقارب وإمكانية استمراريته؟

التعاون بين "قسد" والميليشيات العراقية.. ما أسباب التقارب وإمكانية استمراريته؟
مع إعلان التحالف الدولي انطلاق معارك "عاصفة الجزيرة" واقتراب المعارك ضدّ تنظيم الدولة (داعش) من الشريط الحدودي (السوري - العراقي) مؤخراً برز التعاون العسكري والأمني بين قوّات سورية الديمقراطية (قسد) والقوّات العراقية.

لم ينته دور "داعش"

ويأتي انطلاق المعارك بعد فترة هدوء شهدتها الجبهات مع داعش تأثراً بعملية غصن الزيتون وفق تصريحات الأمريكان فيما أرجع السيد رئيس مجلس محافظة دير الزور الثوري الدكتور أنس الفتيح ذلك التوقف لأسباب أخرى فقال لأورينت: " داعش شماعة فقد كاد التنظيم يزول عقب انهياراته السريعة وخسارته الرقة ودير الزور، وتوقف العمليات فجأة يعني أن للتنظيم دوراً لم ينته بعد".

 وفيما يخص التعاون بين قسد والقوات العراقية يتحدث مدير شبكة فرات يوست أحمد رمضان لأورينت عن هذا التعاون: "ظهر بشكل واضح بعد محاصرة قوّات داعش بين مدينة هجين السورية منذ أربعة شهور تقريباً"، ويصف هذا التعاون بالاستخباراتي العسكري. فيما يؤكد ناشطون أن التعاون لا يقتصر على القوات العراقية إنما يمتد لميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، ولا تتوفر معلومات دقيقة عن وجود تنسيق مع النظام علماً أن سلاح الجوي العراقي أعلن أن ضرباته تمت بالتنسيق مع النظام.

أسباب التقارب بين قسد والقوات العراقية

وأثمر التعاون الأخير بين قسد والقوات العراقية السيطرة على قرية الباغوز شرق مدينة البوكمال الحدودية يقول الخبير العسكري العميد أحمد رحال: "اقتصر التعاون العسكري على الشريط الحدودي إذ تحاصر القوات العراقية داعش من قبلها وكذلك قسد، ولم يسمح للقوات العراقية دخول الأراضي السورية" ولا يتوقع مراقبون أن تدخل قوات برية عراقية للأراضي السورية فالمعركة لا تتطلب ذلك وبثّت قسد صوراً تظهر التقاء قواتها مع القوات العراقية على الشريط الحدودي.

وثمة عوامل تدعم التقارب بين قسد والقوات العراقية التابعة لحكومة بغداد المركزية منها الخلاف مع إقليم كردستان وفي هذا يقول الدكتور أنس الفتيح في حديثه لأورينت: " إسهام الخلاف بين القوات العراقية والقوات الكردية شمال العراق في حصول هذا التعاون واضح" لكنه يؤكد أنّ السبب الرئيس يتمثل بالحرب ضد داعش. وليس ثمة سبب آخر يجمعهما.

تعاون أمني

ولم يقتصر التعاون على الجانب العسكري الصّرف فهناك تعاون أمني استخباراتي لحفظ أمن الحدود والتضييق على عناصر داعش ومنع تسللهم عبر الحدود. يقول الدكتور أنس الفتيح: "من التعاون الأمني بينهما العمليّة التي دخلت بها القوات العراقية إلى سورية حيث ادّعت وقتها أنه كمين ليتبين لاحقاً خلاف ذلك" يتابع السيد أنس موضحاً التنسيق الأمني "فقسد هي من اعتقلتهم وسلمتهم للقوات العراقية ضمن اتفاقية لا نعرف تفاصيلها لتظهر بمظهر القوي وكأنها صاحبة خبرة مخابراتية عالية" ويتحدث النشطاء عن عمليات استخباراتية مشابهة تم فيها القبض على مطلوبين من داعش.

ويحقق التعاون فائدة كبيرة للطرفين على حساب داعش التي يضيق الخناق عليها في منطقة محدودة، وتشرف الولايات المتحدة على التعاون والتنسيق الأمني من بابه إلى محرابه وفق ما يؤكده كثيرون يقول الخبير العسكري العميد أحمد رحال: "الأمريكان هم من يحدد المسؤولية وينسّق التعاون بين الطرفين".

وفي السياق ذاته يرى السيد أنس أن الولايات المتحدة تدير الصراع في المنطقة الشرقية ولا يجب إعطاء الأدوات أكبر من حجمها فالولايات المتحدة تسمح للقوات العراقية عبور الحدود وهي من تعاقب إيران كذلك. وتشهد عمليات القصف قرب قاعدة التنف على ذلك ولا يتوقع أن يأخذ التعاون رغم سلاسته صفةً استراتيجية فالعلاقة بينهما وفق ما يقول السيد أنس "مرحلية يمليها الظرف الراهن".

ويستبعد السيد رحال دخول الميليشيات الشيعية للأراضي السورية لكنه يؤكد أن القرار في النهاية أمريكي. وعليه يتوقع أن ينتهي التعاون العسكري بانتهاء داعش مع بقاء التنسيق الأمني بين الطرفين لحفظ أمن الحدود.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات