بعد الأوامر الروسية.. كيف سيتعامل الأسد مع ميليشياته الطائفية؟

بعد الأوامر الروسية.. كيف سيتعامل الأسد مع ميليشياته الطائفية؟
أكدت مصادر مطلعة لأورينت نت، بأن  النظام يريد حل مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة له، إما من خلال دمجهم بقوات النظام أو سيتم طردهم بعد قطع الدعم عنهم والكفالات المالية حيث سيشمل هذا الأمر مليشيا مغاوير البحر وجميع ما يسمى "القوات الصديقة" وذلك بعد ضغط روسي يتطلب من النظام حل ميلشياته أو السيطرة عليها وإخراج القوات الأجنبية من سوريا.

وجاء هذا الطلب بعد زيارة بشار الأسد إلى سوتشي بعد استدعائه من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث صرح الرئيس الروسي بعد الزيارة بأنه طلب من الأسد ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من سوريا وذلك ضمن الاتفاق الذي يجري ضمن مسار مباحثات أستانا.

سياسة المرحلة المقبلة

ويقول المحلل السياسي قتيبة المحمد لأورينت نت، بأن المرحلة المقبلة في سوريا ستتركز على حل المليشيات المسلحة من كلا الطرفين، فتركيا سيكون على عاتقها حل الفصائل العسكرية من جانب المعارضة فيما سيكون على روسيا حل ميليشيات الموالية للنظام حيث سيكون على عاتق النظام إنهاء عشرات المليشيات التي تعتبر خارجة عن سيطرته.

ويضيف بأن مليشيات الدفاع الوطني وصقور الصحراء ومغاوير البحر هي من أقوى المليشيات التي تساند النظام في معاركه ضد الفصائل العسكرية وينحدر مقاتلوها من الطائفة العلوية خصوصاً مدن حمص وطرطوس واللاذقية وقد سقط منهم الآلاف في المعارك لذا سيجد الأسد من الصعوبة  التخلي عنهم في الوقت الحالي.

وأشار قتيبة محمد، إلى أنه بالرغم من ذلك فإن النظام يمكنه تلافي موضوع القضاء عليهم أو حلهم، وذلك من خلال دمجهم في مؤسساته العسكرية كما يحصل مع عناصر الحشد الشعبي في العراق حيث أن موضوع التخلص منهم بعد مقتل الآلاف منهم سيسبب نقمة أكبر من قبل الطائفة العلوية على النظام بعد تقصيره في تسليمهم مستحقاتهم.

وترى روسيا بحسب مراقبين أن ميليشيا "الدفاع الوطني" قوة تحولت إلى قوى متناحرة فيما بينها، واشتهرت بعمليات السرقة، والسطو، والخطف، كما شكلت لروسيا مصدر خوف من أن يفقد النظام سيطرته على عناصر الميليشيا المدعومة من إيران، ويعزز مخاوف موسكو الحال الذي وصلت إليه بعض مجموعات "الدفاع الوطني" من تمرد على قرارات النظام وعدم الانصياع له.

ويقول المحلل في الشؤون العسكرية خالد ياسين لأورينت نت بأنه مع تعاظم دور المليشيات في سوريا والعراق فإنه قد أتى الدور للتخلص منهم بتوافق دولي، حيث أعلن مقتدى الصدر الفائز مؤخراً بالانتخابات العراقية عن تكفله بإخراج المليشيات العراقية من سوريا أمام عدد من سفراء الدول المجاورة للعراق.

إخراج ميليشيات إيران

ويضيف بأن هناك رغبة روسية جامحة في إخراج المليشيات الموالية لإيران وهذا ما بينه تصريح الرئيس الروسي بضرورة خروج القوات الأجنبية بعد انتهاء مهمتها بكونها قوات برية تقاتل تحت غطاء جوي روسي، وجاء هذا الأمر  وذلك بعد ضغط إسرائيلي على روسيا بضرورة طرد إيران من سوريا.

ويشير إلى أنه منذ دخول الروس قاموا بتشكيل الفيلق الخامس وذلك للحد من دور وتأثير ميليشيا الدفاع الوطني التي تعتبر تحت حماية القوات الإيرانية، حيث إن هذا الأمر شكل تنافساً بين موسكو وطهران على من يمتلك نفوذاً أكبر في قوات النظام، لا سيما وأن ميليشيا "الدفاع الوطني" وجدت بأمر إيراني نفذه الضابط السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين همداني.

من جهة أخرى يقول الناشط الصحفي خالد الأحمد بأن عملية حل المليشيات قبل الوصول لحل سياسي لن يكون بالأمر السهل فجميع هذه المليشيات تمتلك السلاح والأموال والمقاتلين وربما يتمتع بعضها بدعم أحد من الدول حيث إن مسألة تفكيكها يحتاج لضغط دولي على الدول الداعمة لهم بالدرجة الأولى قبل القضاء عليها.

ميليشيات طائفية

ويضيف بأن المرحلة المقبلة ستشهد ضربات متواصلة ونوعية للنظام من أجل إبقائه في مرحلة ضعف وكذلك سيتم سحب السلاح من المليشيات، فيما سيتم وضع فصائل المعارضة في الشمال السوري تحت تصرف تركيا حيث أن الدول تريد أن يكون الطرفين ضعيفين ومنهكين من أجل فرض الحل السياسي دون رفض من أي طرف.

مشيراً بأن الخاسر الأكبر من الحل القادم الذي يقضي بحل المليشيات هم الطائفة العلوية التي دفعت ثمناً باهظاً للدفاع عن النظام حيث إن حل هذه الميليشيات يعني قطع كافة أشكال الدعم عنهم بالإضافة للكفالات المالية وعلاج المصابين وهذا الأمر سيشكل عبئاً أكبر على ذويهم في ظل حالة الفقر التي تعانيها المناطق الساحلية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات