"نيويورك تايمز" تكشف شروط واشنطن الجديدة للتفاوض مع إيران

"نيويورك تايمز" تكشف شروط واشنطن الجديدة للتفاوض مع إيران
من المقرر أن يضع وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو) استراتيجية لتقييد إيران في مفاوضات جديدة، تتركز حول منعها من تصنيع دائم للوقود النووي، ومن المتوقع أيضا أن يطالب (بومبيو) في استراتيجيته الجديدة تجاه إيران التي اطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز"، توسيع عدد الدول المشاركة في المحادثات، مثل اليابان ودول عربية لم تشارك في التفاوض في اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) منذ حوالي 10 أيام.

وبحسب تقديرات الصحيفة فمن غير المرجح أن تتبنى القوى الأوروبية الكبرى استراتيجية (بومبيو) الجديدة للتفاوض، خصوصاً أن هذه القوى عارضت تحرك (ترامب) منذ البداية وتبحث عن طرق لإلغاء آثار العقوبات الاقتصادية التي هددت الولايات المتحدة بفرضها على الشركات الأوربية التي تتعامل مع إيران.

ترأس الاتحاد الأوربي معارضة قرار (ترامب) بالانسحاب حيث غرد (دونالد تاسك) رئيس المجلس الأوروبي في تويتر ساخراً من (ترامب) قائلاً "مع هكذا أصدقاء، من يحتاج إلى أعداء" وأضاف قائلاً " نحن ندرك أنه إذا احتجت ليد المساعدة، لن تجد إلا واحدة في نهاية ذراعك".

مع ذلك، يدرك (بومبيو) أنه على الرغم من كل الامتعاض الأوروبي، إلا أن تهديد (ترامب) بالعقوبات، والتي من شأنها أن تحظر أي شركة تتعامل مع أيران من القيام باي عمل تجاري مع الولايات المتحدة، هو الذي سوف يطغى بالنهاية.

أعلنت شركة "توتال"، عملاق النفط الفرنسي، هذا الأسبوع إلغاء العقود المخطط تنفيذها في إيران، وقال كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات أخرى متعددة الجنسيات، أنه لا خيار أمامهم. إيران هي زبون صغير نسبياً بينما الولايات المتحدة هي الزبون الأكبر.

قيود إضافية تشمل سوريا

وبحسب الصحيفة فخطة (بومبيو) تدعو إلى مفاوضات جديدة من شأنها أن تشمل قيوداً نووية أقوى وأطول زمنياً بالإضافة إلى قيود أخرى تشمل الاختبارات التي تجري على الصواريخ وكذلك عمليات تصديرها، وحد الأنشطة الإيرانية التي تدعم الجماعات الإرهابية أو حتى الحكومية – في إشارة لنظام (الأسد) - في سوريا. 

ويقول المسؤولون الأمريكيون أنهم يحاولون فرض قيود جديدة أو حتى عقوبات تشمل النشاط الإيراني الالكتروني، وذلك تحسباً لأي رد انتقامي قد يصدر من إيران تجاه الولايات المتحدة يشمل البنوك والمؤسسات المالية.

قامت إيران في عامي 2012 و2013، بشن هجمات إلكترونية ضد الأنظمة الأمريكية، انتقاماً للهجمات الإلكترونية التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية بالإضافة إلى تصعيد العقوبات ضد إيران. حيث ترى شركات الأمن المختصة في الإنترنت تصاعدا في نشاط إيران الإلكتروني. 

ومن المتوقع أن يلقي (بومبيو) خطابه في يوم الاثنين، في "مؤسسة هيريتيج - Heritage Foundation" في محاولة منه لتقليل الانقسامات مع أوروبا.

قال (بريان هوك) مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي يجري مفاوضات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في محاولة لإقناعهم بالتعديلات الجوهرية التي تريد الولايات المتحدة فرصها على الاتفاق النووي الإيراني "أعتقد أنه من الأنصاف القول إننا نتفق مع الأوربيين بالكثير من الأمور، أكثر بكثير من تلك التي نختلف بشأنها".

البديل الروسي والصيني

وبحسب (فالي نصر)، الخبير في شؤون الشرق الأوسط وعميد كلية "جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة" في واشنطن فإن "هناك دولتان فقط تهمان إيران، إنهما روسيا والصين" وأضاف قائلاً في تصريح للصحيفة إن كلا البلدين "لم يمدا أيديهما لإيران"، لذا فموقفهم يبقى غير واضح فيما إذا كانوا سينضمون إلى إيران الساعية لإحباط محاولة (ترامب) الرامية إلى عزلها دولياً. 

وتشير الصحيفة إلى أن روسيا شريك إيران في الحرب السورية، بينما الصين يمكن أن ترى في الانسحاب الأمريكي فرصة لإبرام اتفاقات طاقة مع إيران على الرغم من العقوبات الأمريكية، الأمر الذي سيحرج الولايات المتحدة التي لا تستطيع تحمل تكلفة فرض عقوبات اقتصادية على الموردين الصينين.

وأضاف (نصر) الذي ولد في طهران وهاجر إلى الولايات المتحدة بعد ثورة 1979 أن إدارة (ترامب) "ربما تسعى لاستراتيجية تؤدي إلى تغيير النظام في إيران" إلا أنه علق قائلاً "إنهم سيكتشفون أن تغيير النظام ليس علماً دقيقاً" في إشارة منه لعدم صوابيه الفكرة.

وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة إنه من غير المرجح أن يتحدث (بومبيو) عن تغيير النظام في إيران خلال الخطاب الذي سيلقيه يوم الاثنين، إلا أنه سوف يناقش سياسة احتواء واسعة للنشطات الإيرانية. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات