هآرتس: هكذا حاول (نصر الله) تقليل خسائر إيران في سوريا

هآرتس: هكذا حاول (نصر الله) تقليل خسائر إيران في سوريا
قالت صحيفة "هآرتس" إن التهديد الذي وجهه (حسن نصر الله) إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، لا يمكن أخذه على محمل الجد، خصوصاً بعد أن نجح "حزب الله" في الانتخابات البرلمانية التي حصلت هذا الشهر. والسبب، بحسب الصحيفة، أنه من الصعب التصديق أن (نصر الله) ممكن أن يفتح مواجهة عسكرية مع إسرائيل ويخاطر بموسم السياحة الذي يعد حجر الزاوية في الاقتصاد اللبناني. 

وتشير الصحيفة، إلى أنه حتى مع الشكوى التي صدرت هذا الأسبوع من صحيفة "الأخبار" اللبنانية التابعة لـ "حزب الله" من أن الصحافة العربية تتبنى الرواية الإسرائيلية في الصدام الحاصل بين إسرائيل وإيران في سوريا إلا أن خطاب (نصر الله) جاء معاكس حتى لقول الصحيفة. حيث قدم لمستمعيه وصفاً لا أساس له من الصحة للأحداث الأخيرة، مدعياً أن أيران ألحقت ضرراً كبيراً بإسرائيل، بشكل لم تشهده إسرائيل من قبل، مضيفاً أن إسرائيل كذبت بشأن قائمة الأهداف وكثافة الهجمات التي شنتها في سوريا، ملمحة الصحيفة إلى أن (نصر الله) يريد التهرب من استحقاقات الرد التي قد تترتب على الحزب في حال اعترف بالضربات الموجعة التي تلقاها الإيرانيون في سوريا.

كرس رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي (غادي أيزنكوت) مشروع الماجستير الذي حصل عليه في قسم العلوم السياسية في جامعة حيفا قبل بضع سنوات، لتحليل خطابات (نصر الله).

حاول (أيزنكوت) معرفة السياسات المستقبلية لـ(حزب الله) بناء على خطابات (نصر الله). ولسنوات، قالت إسرائيل أن (نصر الله) يميل في حديثه إلى قول الحقيقة إلا أنه وبناء على تعليقاته هذا الأسبوع، تقول الصحيفة يبدو أنه قد "فطم عن تلك العادة".

إيران ليست أحسن حالاً

تلقت إيران ضربتين في الأسبوع الماضي: انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي والمواجهة التي حصلت مع إسرائيل في سوريا والتي يراها مسؤولو الدفاع في الجيش الإسرائيلي بعين الرضى، بعد أن استطاعت إسرائيل إظهار قوتها وإحباط الهجوم المضاد الإيراني بعد أن قصفت أهدافًا "للحرس الثوري" الإيراني.

لذا، ترى الصحيفة، أن كل خطوة جديدة مرتبطة بإيران سيتم ربطها مباشرة مع الأزمة التي سببها الانسحاب من الاتفاق النووي. خصوصاً أن إعلان (ترامب) جاء في وقت حساس بالنسبة لإيران، مع ارتفاع معدلات البطالة وتزايد التضخم واستمرار المظاهرات هناك. بالإضافة إلى الخوف من تأثير العقوبات الدولية الجديدة والتي ستؤدي إلى إلغاء صفقات ضخمة تم توقيعها بعد التوصل إلى الاتفاق النووي في عام 2015.

وعلى الرغم من الجدل الذي رافق الحشد العسكري الذي يقوده (قاسم سليماني) في طهران، إلا (سليماني) لا يزال يتمتع بمكانة عالية هناك، حيث أظهر استطلاع أخير أجري في إيران بأنه أن الشخص الأكثر شعبية في البلاد.

وتشير الصحيفة إلى أن تحركات (سليماني) في سوريا ليست مجرد نزوة، بل جزءاً من استراتيجية طويلة المدى يدعمها الزعيم الروحي لإيران، (علي خامنئي). حيث يحصل "الحرس الثوري" على 40% من ميزانية الدفاع الإيرانية وتستثمر إيران ما يقرب من مليار دولار سنويا في المساعدات العسكرية لشركائها في الشرق الأوسط: "حزب الله" في لبنان، ونظام (الأسد) في سوريا، والمتمردون (الحوثيون) في اليمن، وبشكل اقل حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزة.

تقييد سليماني

وتضيف الصحيفة إلى أنه على الرغم من الاضطرابات الحالية والمخاطر التي قد تؤدي إلى إشعال حرب في المنطقة إلا أن الجيش الإسرائيلي يرى في تخلي واشنطن عن الاتفاق النووي فرصة لإسرائيل قد تؤدي بإيران لأول مرة للتوصل إلى اتفاق جديد وتقديم تنازلات مهمة. 

في الوقت نفسه، يمكن للهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا أن تجعل دمشق وموسكو وحتى طهران تدرك أنه آن الأوان لتقييد (سليماني) قبل أن يشعل المنطقة ويعرض نظام (الأسد) للخطر. 

وختاماً، ترى الصحيفة، أن الترحيب الحار لـ(بنيامين نتنياهو) عشية الهجوم الأخير في سوريا، متبوعاً ببيان مفاجئ من نائب وزير الخارجية الروسي حول الحاجة إلى إعادة تقييم الاتفاق النووي، رسائل وجهتها موسكو مؤخراً لطهران ويبدو أن طهران فهمتها جيداً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات