ما أسباب المصالحة بين قادة جيش الإسلام وفيلق الرحمن شمال حلب؟

ما أسباب المصالحة بين قادة جيش الإسلام وفيلق الرحمن شمال حلب؟
بعد خلافٍ واقتتالٍ دام لعدة سنوات في الغوطة الشرقية، اجتمعت قيادة "جيش الاسلام" و "فيلق الرحمن" برعاية قيادة لواء المعتصم التابع لـ "الجيش الوطنيّ السوري" شمال حلب، حيث اتفقت القيادتان على تجاوز الخلافات فيما بينهما.

ونشر ناشطون صوراً لاجتماعٍ ضمّ كلاً من "عصام بويضاني" قائد جيش الاسلام و "عبد الناصر شمير" قائد فيلق الرحمن، بحضور قيادة لواء المعتصم والحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف السوري، مُتسائلين عن السبب الحقيقيّ لهذا الاجتماع بعد أن فشلت أرض الغوطة الشرقية عن جمعهما، لتجمعهما أرض التهجير شمال حلب.

عدم نقل الخلاف للشمال

ومن جانبه قال المتحدث الرسمي لفيلق الرحمن "وائل علوان" لأورينت نت، إن فيلق الرحمن كان قد تلقّى دعوة من قيادة لواء المعتصم العامل شمال حلب، وتمّ إعلامنا بدعوة قيادة جيش الاسلام لهذا الاجتماع، فاستجبنا للدعوة من باب المصلحة العامة وتجاوز الخلافات وإن كانت جوهرية، وبالتالي عدم نقل الخلاف للشمال السوريّ.

وكذلك قال المتحدث باسم جيش الاسلام "حمزة بيرقدار" عبر تسجيل صوتيّ، أن الاجتماع كان بين القيادتين وديّ دون التوصل لحل نهائي، ولكن تم الاتفاق على نبذ الخلافات السابقة وعدم نقلها للشمال السوري.

وأكّد على ذلك رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم "مصطفى سيجري" بأن الشمال السوري ظنّ البعض أنه سيكون محرقة لفصائل الغوطة وغيرها بسبب خلافاتهم واقتتالهم، ولكنه سيكون معسكراً للإعداد والتجهيز ومحطةً للإصلاح، حسب كلام "سيجري".

جيش موحّد برعاية تركية

يخضع ريف حلب الشمالي للجيش الوطنيّ السوري التابع للجيش الحر، والذي تمّ تشكيله أواخر العام الماضي بدعوة من القوات التركية، وأخيراً تم تهجير فصائل الغوطة الشرقية إلى تلك المنطقة، لذلك تلقّت دعوات التوحّد والعمل المشترك.

وبهذا السياق، قال الخبير والإعلامي العسكري "محمد شيخو أبو هادي" لأورينت نت، إن حقيقة الاجتماع بين قيادتي جيش الاسلام وفيلق الرحمن بوجود الجيش الوطني السوري والحكومة المؤقتة، هو للاندماج القريب لهذه الفصائل بطلبٍ تركيّ مُستعجل.

وأضاف "أبو هادي" مؤكداً للأورينت نت، أن تركيا تريد الجميع من فصائل الجيش الحر تحت راية واحدة، وخاصة أن الزمن يُسابقها للالتزام أكثر بتعهداتها للدول الأخرى، وكذلك لاستكمال سيطرتها على مناطق الميليشيات الكردية في الشمال، ولهذا طالبت تركيا جميع حلفائها في الشمال بدعوة الأطراف المختلفة لحل خلافاتهم والعمل بسرعة للبدء بتوحيد هذه الفصائل مع فصائل أخرى ضمن جيش موحّد وبرعايتها.

وهذا ما أكّده كذلك الاعلامي "أبو فيصل الطيب" لأورينت نت قائلاً، إن طلباً جاء من تركيا بحل الخلاف بين فصائل الغوطة مهما كانت الدواعي، والبدء بإجراءات الانضمام للجيش الوطني السوريّ العامل في ريف حلب الشمالي.

المشاركة بالعمليات العسكرية القادمة

يترقّب الكثيرون بدء القوات التركية بالتشارك مع قوات الجيش الوطني السوري لمعركة منبج وتل رفعت ومحيط نهر الفرات، بالإضافة للسيطرة على محافظة ادلب، ولهذا لن تكون فصائل الغوطة الشرقية بعيدةً عن المشاركة بهذه العمليات.

وهذا ما بيّنه "أبو هادي" لأورينت نت بقوله، سيتم توجيه فيلق الرحمن وجيش الإسلام بعد توحدهم مع الجيش الوطني السوري، للمشاركة بالعمليات العسكرية ضد الميليشيات الكردية شمال حلب، وخاصة أن عددهم تجاوز العشرة آلاف مقاتل ولديهم الخبرة العسكرية الكافية للمشاركة بمثل هذه العمليات.

ولكن استبعد "أبو هادي" أن تولّى القيادة العسكرية أو الادارية لاحقاً لفصائل الغوطة بدلاً من فصائل الشمال كوْنها كانت تختلف معها فكرياً، وقرارها الدولي كان مختلفاً عنها.

ومن جانبه، قال القائد الميداني في جيش الاسلام "عبدو العطري" لأورينت نت، خرج من الغوطة الشرقية ما يُقارب العشرة آلاف مقاتل، وهذا العدد من الممكن أن يؤثر سلباً أو إيجاباً بالشمال السوري، ولذلك تعمل جميع الأطراف للاستفادة منهم بالمعارك العسكرية القادمة والتي ترعاها القوات التركية، وذلك حسب تفاهمات دولية أكبر من كل هؤلاء العناصر وحتى القادة.

تذمّر وانشقاق لعناصر فصائل الغوطة

وأكمل "العطري" كلامه قائلاً، لقد راح ضحية اقتتال هؤلاء القادة المجتمعين بالشمال مئات القتلى وضعفهم من الجرحى والمعاقين، فيظهروا لنا بين ليلة وضحاها وكأن أمراً لم يكن.

ونوّه "العطري" بقوله، نحن كقادة ميدانيين أو عناصر مقاتلين نتحمل جزءاً من ذلك الاقتتال رغم تَركي له مرات عدّة، وكلنا نتمنى الصلح والصلاح بين هؤلاء القادة، ولكن خروجهم بهذا الشكل فجأة بسبب دعوة تلقوها من تركيا أو مُستضيفيهم، جعلنا نشعر بالندامة أكثر مما جعلنا نترك أنا والكثيرين العمل تحت قيادة الفصيلين (جيش الاسلام وفيلق الرحمن).

وبدوره، أكّد الخبير والاعلامي العسكري "أبو هادي" على أن انشقاقات عدة حصلت بين صفوف فصيلي جيش الاسلام وفيلق الرحمن بعد نشر الصورة التي جمعتهم، رغم عدم حلّ الخلاف بينهما بشكل نهائي، ولكن مع ذلك علينا التفاؤل أكثر بحل جميع الخلافات وتوحيد الجهود بين الجميع بدلاً من جلد ذاتنا، حسب كلام "أبو هادي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات