طرح ورقة 5 آلاف ليرة يثير استياء الموالين.. لماذا اتخذت حكومة الأسد هذا القرار؟

طرح ورقة 5 آلاف ليرة يثير استياء الموالين.. لماذا اتخذت حكومة الأسد هذا القرار؟
بعد أقل من عام على طرح مصرف سوريا المركزي ورقة نقدية جديدة من فئة ألفي ليرة سورية، وما تركت من آثار سلبية على العملة المحلية، يدور الحديث حاليًا حول طرح ورقة نقدية جديدة من فئة خمسة آلاف ليرة، وقد أعلن حاكم مصرف سورية المركزي دريد درغام عن نيتهم طرح ورقة الـ5000 ليرة ليتم ضخها بالسوق.

حيث أعلن أن الورقة  بحاجة لوقت من التصميم والطباعة واختيار الوقت المناسب؛ وقد انتشر هذا الخبر كالنار في الهشيم في المواقع الموالية للنظام قي ظل حالة استياء وتهجم من قبل الموالين على دوائر النظام واتهامها بالفساد الأمر الذي أدى إلى تدهور الليرة السورية.

انهيار للعملة السورية

ويقول ياسر الحلاق وهو صاحب أحد المحلات التجارية الذي يعيش في مناطق النظام لأورينت نت بأن الليرة عاشت حالة من التحسن خلال الأشهر الأخيرة بعد نزولها ما دون 450 ليرة سورية، بعد وصولها إلى أرقام قياسية فاقت 550 مما ضاعف معاناة الأهالي وخصوصاً طبقة الموظفين التي تقبض رواتبها بالليرة السورية.

ويضيف بأن رواتب الموظفين تتراوح ما بين 30 إلى 50 ألف ليرة سورية أي أنه لا تكاد تكفيهم لمنتصف الشهر ومع طرح ورقة 5000 ليرة سورية الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من الانهيار للعملة السورية أمام العملات الأجنبية وارتفاع أسعار البضائع، مع بقاء الرواتب والأجور في مناطق طرطوس واللاذقية على حالها الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الفقر.

ويشير إلى أن هناك حالة استياء واسعة في صفوف الناس وخصوصاً الطبقة الفقيرة التي لا تكاد تملك قوت يومها من مخاطر تدهور الواقع المعيشي، حيث كانت هناك تطمينات من قبل الحكومة بأن الواقع الاقتصادي يتحسن وسيكون هناك انخفاض أكبر لليرة، لنتفاجأ بطرح ورقة 5000 وهو ما يؤدي إلى مزيد من التدهور.

تمويل الميليشيات الطائفية

وجاء هذا الطرح بعد مشروع قانون في مجلس الشعب، في 9 من أيار الحالي، ينص على تعديل “المادة 16” من قانون المصرف المركزي، بحيث يسمح له إصدار الأوراق النقدية من فئة الليرة وحتى خمسة آلاف ليرة، حيث قوبل الأمر باستهجان من الموالين على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً فيسبوك.

حيث كتب أحد الموالين رداً على طرح القانون  "طرح ورقة 5000 ليرة في الأسواق كرمال يزيدوا من أعداد الفقراء ومن الناس اللي ما معها حق خبز" فيما كتب آخر "الدولة بدها  يصير فينا متل لبنان الواحد ينزل معه شنتاية مصاري كرمال يشتري شوية خضرة ومواد غذائية..لوين رايح البلد؟" فيما توالت مئات التعليقات لموالي النظام مستهجنة هذه القرار.

ويقول الخبير في الشؤون الاقتصادية سامر الجميل لأورينت نت إن الاقتصاد السوري في حالة سيئة للغاية خصوصاً بعد الخسائر التي عانى منها بسبب الحرب وخصوصاً التكاليف الباهظة التي صرفها النظام من أجل تمويل المقاتلين والمليشيات والآليات، بالإضافة إلى التمويل الخارجي الذي حصل عليه ودفع مقابله سندات سيادية لإيران وروسيا.

ويضيف بان تحسن الليرة هو عبارة عن لعبة من قبل التجار بهدف الحصول على الأموال من فرق التصريف حيث يتم ضخ كميات كبيرة من الدولار من أجل هبوط سعر الليرة وبعدها يتم سحبه من السوق، حيث يجني النظام كميات وافرة من الأموال وخصوصاً من المناطق المحررة.

هل سيتم تعويم الليرة السورية قريباً؟

ويشير إلى أن طرح فئة 5000 يدل على نزيف متواصل في الاقتصاد السوري حيث إنه سيصبح شبيهاً باقتصاد لبنان من حيث الهبوط المتواصل لليرة حتى يتم تعويمها بشكل كامل، وهذا ما سيضر الاقتصاد السوري بشكل كبير على الأعوام القادمة بالإضافة إلى الديون الكبيرة المترتبة على النظام دفعها لروسيا وإيران وفق اتفاقات دولية مقابل السلاح الذي اشتراه خلال الحرب.

من جهة أخرى خالد بكور وهو عامل في مجال الصرافة وتحويل الأموال بأن المناطق الموالية للنظام ستتأثر بشكل أكبر من المناطق المحررة لأن جميع تعاملهم بالعملة السورية وسط  بقاء رواتبهم على حالها، في حين فقدت الليرة من قيمتها 10 أضعاف مما تسبب في حالة من الفقر الشديد في مناطق الساحل على وجه الخصوص.

ويضيف بأنه على الرغم من حالة الفقر في المناطق المحررة والتعامل بالعملة السورية ولكن أغلب الموظفين يتقاضون رواتبهم بالعملة الأجنبية وخصوصاً الدولار، حتى أصبح قسم من العاملين في مواد البناء لا يتقاضون أجورهم بالعملة السورية ما يخفف من أضرار هبوط العملة السورية على الشمال السوري.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات