معارك قسد ضد داعش شرق سوريا.. ما أهمية المنطقة والأهداف من العملية؟

معارك قسد ضد داعش شرق سوريا.. ما أهمية المنطقة والأهداف من العملية؟
أعلنت قوّات سورية الديمقراطيّة "قسد" السّيطرة على عدة قرى واقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة "داعش" شرقي سوريا بإسناد جوي ودعم لوجستي من قوّات التّحالف الدّولي.

وأفاد مدير شبكة فرات بوست الإخبارية أحمد رمضان لأورينت أنّ قسد سيطرت حتى الآن على قرى الدحو والحسو وحسون الباشا الواقعة 15 كم شرق مدينة الشّدادي جنوب الحسكة. وقد بدأت قوات قسد بمحاولة اقتحام بلدة هجين في ريف دير الزور بعد قصفها بشكل مكثف، منذ الأسبوع الماضي، ولم تتمكن من السيطرة عليها إلى الآن، وشهدت البلدة هروب سبعة عناصر من تنظيم داعش من البلدة إلى جهة مجهولة خلال الأيام الأخيرة. 

وكانت عمليات "قسد" توقفت فترةً من الزّمن ولا سيما أثناء عمليّة "غصن الزيتون" التي انتهت بسيطرة الجيش الحر المدعوم من تركيا على المدينة، وأعلنت قوّات التحالف حينها تأثر المعارك ضد "داعش" سلباً بعمليّة "غصن الزّيتون" وقالت ليلوا عبد الله القيادية في قسد أنّ عملياتهم ضد داعش توقفت نسبياً حيث انسحبت قوّات من شرق الفرات للتصدي "للهجوم التركي" على عفرين.

أهمية المعركة

وتأتي أهميّة المعركة من عدة نقاط أولها القضاء على داعش من جهة الحدود العراقيّة، وقطع التّواصل بين عناصر "داعش" سورية والعراق، وضرب العمق الاستراتيجي لداعش .

فيما يرى آخرون أنّ الأهميّة تتجاوز تطهير الحدود والبادية من داعش، ويقول الخبير الأمني ورئيس وحدة الدراسات في مركز برق محمود إبراهيم: "لم يعد وجود قوّات قسد شرق الفرات مرتبطاً بوجود تنظيم الدولة بل أعمق من ذلك، فهناك تأسيس حقيقي وفعلي بإرادات دوليّة وليس أمريكيّة فقط لإقامة إقليم يحقق الطموحات الكرديّة" فأهميّة المعارك لقسد التي يشكل الكرد عمودها الفقري ذات طبيعة استراتيجيّة تتعلق بالمستقبل الوجودي الجديد الذي يتم ترتيبه شرق سورية وفق محمود إبراهيم الذي أكد لأورينت أنّ الإقليم المزمع تكوينه لن يكون كردياً صرفاً فهناك ترتيبات حقيقية لإدخال العشائر حيث تسعى الولايات المتحدة عن طريق وسطاء خليجيين عرب لإقامة "متصرفيات" تقع تحت سيطرة عشائر عربيّة.

فيما يرى الخبير العسكري العقيد عبد الله الأسعد أنّ قسد مسؤولة عن حماية القواعد العسكرية الأمريكية. 

ولا تلعب المعارك الأخيرة دوراً في إنهاء الطموح الإيراني نتيجة بعدها عن طريق بغداد دمشق الذي تحرص إيران على السّيطرة عليه وتأمينه، ويقول محمود إبراهيم:"ما يزال الطريق الذي تريده إيران (بغداد - دمشق) بعيداً عن مسرح العمليات القتاليّة سواء تلك التي تحدث بين قسد وداعش، أو النظام والقوات المعارضة لها" فالطريق الذي يمر من مثلث الرطبة، طرابيل وصولاً للحدود السّورية شبه خالٍ من أية مقاومة تذكر وفق ما صرّح محمود إبراهيم لأورينت. ويؤكد العقيد عبد الله الأسعد لأورينت كذلك أنّ المعارك لن تؤثر على طريق سورية العراق.

معركة مصيرية لداعش

وتعد المعركة مصيريّة لداعش خلافاً لقسد وربما هذا ما دفع أحد شرعيي داعش - وفق ما أفاد ناشطون- لإلقاء خطبة الجمعة في مناطق سيطرة التنظيم بريف دير الزور الشرقي باللباس الميداني الكامل، والقول: إنّ المعركة المرتقبة مع قسد هي بداية الفتوحات الكبرى و أن التنظيم اعد المفخخات و مئات الانتحاريين و يجب على الجميع التحلي بالصبر مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

ويتوقع أن تكون المعركة سهلة بالنسبة لقسد نظراً للدعم الكبير الذي تحظى به من طرف التحالف من جهة يقول العقيد الأسعد: "قدرة قسد في السيطرة على مناطق داعش كبيرة جداً لأن قسد مسلحة تسليحاً قوياً وأمريكا تدعمها بأسلحة نوعية" وتلعب طبيعة المنطقة المكشوفة من جهة ثانية دوراً فالقرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة داعش باتت محدودة "هجين، الباغور، السوسة، الشعفة" ويؤكد أحمد رمضان لأورينت أنّ المعركة ستكون قصيرة جداً.

يذكر أنّ بضعة آلاف من المدنيين ما زالوا يعيشون في مناطق سيطرة داعش، ويحدق بهم الخطر من كل جانب نظراً للقصف المدفعي والجوي وعدم وجود مخرج آمن لهم.

ولن تلعب المعركة وفق مراقبين دوراً في تغيير المعادلة المستقبليّة التي تنتظر اتفاقاً شاملاً بين القوى صاحبة النفوذ على الجغرافية السورية لكنّها -بلا شك- ستكون ورقة في جيب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ولصالح قسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات