"هآرتس" تكشف تفاصيل المواجهة الأولى بين إسرائيل وإيران في سوريا

"هآرتس" تكشف تفاصيل المواجهة الأولى بين إسرائيل وإيران في سوريا
بعد أشهر من الأجواء المتوترة بين الطرفين، حدثت المواجهة الأولى من نوعها بين إيران وإسرائيل في الأراضي السورية. صحيفة "هآرتس" أوردت أهم الأحداث التي رافقت ليلة الأربعاء، والتداعيات المترتبة عليها.

من بدأت المواجهة؟

أطلقت القوات الإيرانية 20 صاروخاً على مواقع الجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان، مساء يوم الأربعاء. حيث تم اعتراض 4 صواريخ كانت متجهة لإسرائيل بواسطة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المسمى بـ "القبة الحديدية" بينما انفجرت باقي الصواريخ فوق الأراضي السورية حسب البيانات الرسمية الصادرة عن الجيش الإسرائيلي.

مجلس الجولان الإقليمي قال في بيان له إن عدة بلدات في الجولان استهدفت بصواريخ إيرانية، لذلك تم الطلب من سكان هذه البلدات البقاء في الملاجئ إلى أن يتم إبلاغهم بخلاف ذلك. وقالت إسرائيل أنها لم تسجل أي إصابات بشرية وعلى الرغم من بقاء الملاجئ مفتوحة في يوم الخميس، تقول الصحيفة إنه سمح للسكان بالعودة إلى منازلهم.

أدى الهجوم الإيراني هذا إلى رد إسرائيلي وصف على أنه الهجوم الأوسع من نوعه الذي يستهدف دولة مجاورة منذ عقود، حيث هاجمت إسرائيل عشرات الأهداف والمواقع التابعة للجيش الإيراني في سوريا. 

كيف ردت إسرائيل؟

اتهم الجيش الإسرائيلي "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني والذي يترأسه (قاسم سليماني) بشن الهجوم على مرتفعات الجولان. ويأتي الهجوم الإيراني، رداً على الهجمات السابقة التي شنتها إسرائيل على القواعد والمواقع الإيرانية في سوريا.

وأدى الرد الإسرائيلي بحسب الصحيفة إلى تدمير مخازن للأسلحة ومواقع لوجستية ومراكز استخباراتية تستخدمها القوات الإيرانية في سوريا. وبينما قتل من الجانب الإيراني، 23 مسلحاً قالت إسرائيل أن طائراتها الحربية التي أغارت على الإيرانيين لم تصب باي أذى. 

ما هي التداعيات على سوريا؟

أدى الهجوم بحسب الرواية الرسمية الإسرائيلية، إلى تدمير 5 بطاريات سورية مضادة للطائرات، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه دمرها بشكل كامل بعد أن تعرضت لنيران كثيفة.

المحلل العسكري للصحيفة، اعتبر الهجوم ضربة قاسية وجهت ضد قوات الدفاع الجوي التابعة لنظام (الأسد) كما حددت القوات الجوية الإسرائيلية طراز بطاريات الدفاع الجوي المستهدفة، والتي قالت إنها روسية الصنع من نوع: "SA-22, SA-2, SA-5, SA-17".

الإعلام الحليف لنظام (الأسد) قال إن طائرات إسرائيلية من طراز "f15" و"f16" شاركت في الضربة، مطلقة أكثر من 60 صاروخ. بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن النظام أسقط نصف الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت أثناء الضربة.

لماذا الآن؟

ترى الصحيفة أن إيران تحاول تثيبت وجودها العسكري في سوريا بعد أن أزالت المخاطر التي كانت تحيط بالنظام، وضمنت وجود (الأسد)، لذلك تستخدم سوريا كقاعدة متقدمة إيرانيا لمواجهة إسرائيل.

كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في إسرائيل عازمون على اتخاذ خطوات استباقية من شأنها إحباط الجهود الإيرانية، حتى لو أدت هذه الخطوات إلى تصعيد عسكري مع الإيرانيين. 

الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن إيران كانت ترغب بتنفيذ رد محدود، لتوضح لإسرائيل بأن هجماتها المتكررة في سوريا لن تمر دون ثمن، إلا أنه بالوقت نفسه، لا توجد رغبة إيرانية بجر المنطقة إلى حرب مع إسرائيل.

مسار المواجهة

تشير الصحيفة إلى احتمال استهداف إيران لأصول إسرائيلية في الخارج. كاستهداف موجه ضد أحد السفارات الإسرائيلية أو مجموعة من السياح الإسرائيليين. على غرار تلك التي استهدفت مصالح إسرائيلية في الأرجنتين في التسعينات، وحادثة بلغاريا في عام 2012، إلا أن هجمات من هذا النوع، تتطلب تخطيطا على المدى الطويل. ومن المحتمل أيضاً أن يخطط "حزب الله" لشن هجوم بالنيابة عن إيران، إلا أنه يبدو أن المواجهة مع إسرائيل ليست من أولوياته في هذه المرحلة.

كما أنه من غير الواضح، تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وبسبب غياب الآلية التي ستنسحب منها الولايات المتحدة ومدى صرامة العقوبات الاقتصادية التي ستفرض علي إيران ومدى سرعة تنفيذها، ترى الصحيفة أنه من الصعب الجزم بأن يؤدي قرار (ترامب) إلى تصعيد المواجهة العسكرية بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات