نتائج الانتخابات اللبنانية تغيِّر خريطة التوازنات في البرلمان

نتائج الانتخابات اللبنانية تغيِّر خريطة التوازنات في البرلمان
أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية اللبنانية التي أعلنت في وقت متأخر من مساء (الإثنين) حصول ميليشيا حزب الله والشخصيات المتحالفة معها، ما لا يقل عن 65 مقعدا، بينما لم تعلن بعد النتائج النهائية في دائرة عكار.

كما أظهرت النتائج حصول "تيار المستقبل" الذي يتزعمه سعد الحريري على 21 مقعدا، بينما خرج حزب "القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع والمناهض لميليشيا حزب الله، بفوز كبير زاد تمثيله إلى المثلين تقريبا بحصوله على 15 مقعدا على الأقل مقارنة مع ثمانية من قبل حسبما أظهرت النتائج الأولية. وفازت مرشحة مستقلة خاضت الانتخابات ضد المؤسسة السياسية الحاكمة بمقعد في بيروت.

وأشارت النتائج إلى فوز "التيار الوطني الحر" الذي أسسه رئيس لبنان ميشال عون ويرأسه حاليا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بـ 29 مقعدا.

وبهذه النتيجة يكون "حزب الله" المدعوم من إيران فاز بما يزيد قليلا عن نصف مقاعد البرلمان، في جميع الدوائر الانتخابية الخمس عشرة باستثناء واحدة. بينما فقد سعد الحريري نحو ثلث مقاعده فقد حصل على 33 مقعدا في الانتخابات السابقة، ورغم ذلك بقي الحريري كزعيم للسنة بقيادته أكبر كتلة في البرلمان المؤلف من 128 مقعدا مما يجعله المرشح الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة.

وبحسب وكالة "رويترز" مني "حزب الله" بخسائر في أحد معاقله وهي دائرة بعلبك-الهرمل الانتخابية، وحصل معارضوه على مقعدين من أصل 10 هناك أحدهما ذهب لحزب "القوات اللبنانية"، بينما نال تيار المستقبل المقعد الآخر. وفشل "حزب الله" في إيصال مرشحه في مدينة جبيل الساحلية القديمة إلى البرلمان.

ومن بين الفائزين الذين يدعمهم "حزب الله" جميل السيد وهو لواء متقاعد والمدير السابق للأمن العام وصديق شخصي لبشار الأسد. وكان السيد واحدا من أقوى الرجال في لبنان خلال 15 عاما من الهيمنة السورية أعقبت الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990.

وعادت 5 شخصيات على الأقل ممن كانوا قد تولوا مناصب رسمية إبان الحقبة السورية إلى مجلس النواب لأول مرة منذ انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري.

وفاز فيصل كرامي ابن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق عمر كرامي المؤيد لنظام الأسد بمقعد للمرة الأولى.

وفي تعليقه على نتائج الانتخابات، قال الحريري خلال مؤتمر صحافي في بيروت إن نتائج الانتخابات تعطي تياره "كتلة كبيرة من 21 نائباً في البرلمان"، مضيفاً: "انتصرنا على كل الجبهات بإرادة الشعب. كنا نراهن على نتيجة أفضل وعلى كتلة أوسع".

واعتبر إجراء الانتخابات النيابية "إنجازا كبيرا" لمنع الفراغ السياسي، مردفا "اللبنانيون اقترعوا لمشروع الأمل بالمستقبل، ونمد يدنا لكل من يسعى لتثبيت الاستقرار".

وأضاف رئيس الوزراء اللبناني "المهم للبنان التوافق السياسي للنهوض بالبلد، ولن نقبل من البعض أن يضع أعرافاً جديدة في شأن الرئاسات الثلاث".

بدوره، وصف (حسن نصر الله) زعيم ميليشيا حزب الله هذه النتائج بأنها تعد "انتصارا سياسيا ومعنويا كبيرا لخيار المقاومة".

في حين أوردت وكالة "تسنيم" الإيرانية تقريرا بعنوان "الانتخابات اللبنانية تضع نهاية لهيمنة الحريري بين السنة".

ووفقا لنظام تقاسم السلطة في لبنان فإن رئيس الوزراء ينبغي أن يكون مسلما سنيا. ومن غير الوارد حصول "حزب الله" وحلفائه على أغلبية الثلثين التي تخولهم إصدار قرارات كبرى مثل تغيير الدستور. 

يشار إلى أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 49.2 في المئة بالمقارنة مع 54 في المئة خلال الانتخابات التشريعية الماضية التي أجريت قبل 9 أعوام.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات