من وراء استهداف مهجّري الغوطة في عفرين.. ولماذا؟

من وراء استهداف مهجّري الغوطة في عفرين.. ولماذا؟
تبنّت "الوحدات الكردية" عملية اغتيال قائد الشرطة الحرة سابقاً في الغوطة الشرقية "جمال زغلول"، وذلك باستهدافه هو وزوجته بعبوة ناسفة بمنطقة عفرين، أودت بحياتهما على الفور.

حيث جاء في بيان الوحدات الكردية، أن وحدات خاصة تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية كانت تُراقب قائد الشرطة الحرة للغوطة الشرقية لعدة أيام، ثم استهدفته على الطريق الواصل بين قريتيّ باسوطة وكورزيلة بعبوة ناسفة، واتّهمته الوحدات بتوطينه لمهجّري الغوطة الشرقية في منطقة عفرين بالتعاون مع بعض الفصائل من الجيش الحر.

لماذا أبناء الغوطة مستهدفون بعفرين؟

واتهمت وحدات حماية الشعب الكردية أبناء الغوطة الشرقية المهجّرين بأنهم محتلّون لبيوتهم في منطقة عفرين، وأن القائمين على توطينهم يسعون للتغيير الديموغرافي في المنطقة، لذلك ستستهدفهم بكل ما تستطيع، حسب ما قالت الوحدات الكردية في بيانها.

وبهذا السياق قال "محمد دحلا" من مهجّري الغوطة الشرقية والعامل بفيلق الرحمن سابقاً لأورينت نت، لقد خرجنا من ديارنا مرغمين وليس راغبين وكذلك أتينا إلى عفرين طالبين لبعض الأمان الذي فقدناه منذ سنين، ولكن تفاجأنا بعمليات الاغتيال والعبوات الناسفة لنا أو لغيرنا من ثوار الجيش الحر المتواجدين سابقاً.

وأضاف "دحلا"، نحن لم نأت لنحتل بيوت أحد أو نستبدل أصحابها بنا، وإنما نحن أتينا بسبب سوء الأوضاع في محافظة ادلب من قصف وازدحام والمصير المجهول لها، ولا صحة لما ذكرته الوحدات الكردية بأننا أتينا بتنظيم ممنهج من قِبل "جمال زغلول" لاحتلال عفرين واستلامها من بابها لمحرابها باسم فيلق الرحمن والشرطة الحرة التابعة له، كما يدّعون.

وأشار دحلا إلى أنّ بعض العائلات الغوطانية من القطاع الأوسط جاءت من محافظة ادلب للسكن بمنطقة عفرين، وبعضهم جاء لمخيمات مخصصة لهم بعد خروجهم من مدينة دوما باتجاه جرابلس، ولكنّ الرعب يخيّم على الكثيرين منهم بسبب كثرة الألغام المزروعة مسبقاً أو حديثاً، مما اضطر البعض للعودة إلى محافظة ادلب.

إيواءٌ للمهجّرين أم تغيير ديموغرافي؟

بينما المقدم "محمد حمادين" الناطق الرسمي للجيش الوطني وعملية غصن الزيتون، قال لأورينت نت، لقد تمّ تجهيز عدة مخيمات لأهلنا المهجّرين قسرياً من الغوطة الشرقية في مدن وبلدات الباب واعزاز وجنديرس شمال حلب، وهذه المخيمات هي للسكن المؤقت وليس الدائم.

وأكمل "حمادين" كلامه قائلاً، ولكن هناك بعض العائلات الغوطانية قررت أن تبحث على بعض البيوت لاستئجارها من أهلها أو من بعض الوكلاء الموجودين بالمنطقة، بالإضافة للسكن المجاني ببعض الأبنية العامة، ولذلك فالعملية هي إيواء لمهجّرين تركوا ديارهم غصباً عنهم وليست توطيناً أو تغييراً ديموغرافيّاً، ونحن طالبنا جميع أهالي منطقة عفرين النازحين بالعودة لديارهم ونضمن لهم ألا يتعرض لهم أحد طالما أنهم ليسوا متورطين بالعمل مع قوات PKK، حسب كلام "حمادين".

وأكّد القائد الميداني في عملية غصن الزيتون "محمد أبو علي" لأورينت نت بقوله، عملية الإيواء التي جرت بحقّ أهالي الغوطة الشرقية، كانت بشكل إفرادي غالباً لأقارب وأصحاب فيما بينهم، وليس لتوطين فصيل معيّن مع أهاليهم بدل أهالي عفرين الأصليين، وأما المخيمات المنشأة فهي للإقامة المؤقتة ريثما يعود أهالي الغوطة لديارهم.

بيان الوحدات الكردية "بروباغندا" لا أكثر

وقلّل الكثيرون من بيان وحدات حماية الشعب الكردية، وتبنّيها لاستهداف أهالي وقياديي الغوطة الشرقية، واعتبرها البعض "بروباغندا" هدفها التخويف وصنع الانتصارات الوهمية.

وبهذا الجانب قال المقدم "محمد حمادين" هناك العديد من الألغام المزروعة سابقاً من قبل الوحدات الكردية، وقد قبضنا على خلايا تابعة لهم، ولكن ليس لهم مثل هذا النشاط الذي ادّعوه في بيانهم، كالمتابعة والمراقبة والاستهداف المباشر، كوْن تأمين المنطقة لا يسمح لهم بحرية العمل هذا.

وكذلك أفاد القيادي "محمد ابو علي" لأورينت نت قائلاً، من الممكن أن توجد بعض الخلايا التابعة للميليشيات الكردية، وتستهدف بعض الأشخاص من الغوطة الشرقية أو من الثوار المتواجدين بالمنطقة، ولكن ليس بمثل الزخم والنصر الوهمي الذي ادّعوه في بيانهم وعلى مواقعهم الرسمية، والهدف منه حرف بوصلة انتقادات الأهالي الكورد لهذه الميليشيات التي جرّت لهم الخيبات، حسب كلام "أبو علي".

ويُشار إلى أن الوحدات الكردية كانت قد استغلت حادثة اغتيال قائد الشرطة الحرة بالغوطة الشرقية "جمال زغلول"، بإخراج مظاهرات مناصرة لها بمناطق سيطرتها، وللتنديد بإيواء أهالي الغوطة المهجّرين في منطقة عفرين. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات