قرار للنظام يستهدف أسواق فقراء "سنة دمشق" ويستثني "أسواق العلويين"

قرار للنظام يستهدف أسواق فقراء "سنة دمشق" ويستثني "أسواق العلويين"
قالت صحيفة (الوطن) الموالية لنظام الأسد، إن محافظة دمشق أغلقت 17 محلاً لبيع الألبسة المستعملة (بالة) في منطقة (القنوات) وسط العاصمة دمشق، في حملة بدأت فيها قبل أيام من خلال توجيه إنذارات لأصحاب المحال و"البسطات" في المنطقة، لتأتي باكورتها بإغلاق المحال المذكورة في شارع (خالد بن الوليد) وسط (القنوات)، بحجة "مخالفتها وإشغالها للأرصفة في الشارع".

وتشتهر (القنوات) على وجه الخصوص بانتشار عشرات محال (البالة) وهي الألبسة المستعملة ذات الجودة العالية، التي يتم استيرادها في الغالب من دولٍ أوربية، لتكون بين يدي المستهلك الدمشقي أو سكان دمشق بالعموم من أصحاب الدخل المحدود بأسعار مخفضة وزهيدة، لكن الإقبال على هذه المحال زاد بعد حالة الحرب التي فرضها النظام على البلاد إثر اندلاع الثورة السورية، وتردي الوضع المعيشي نتيجة فقدان فرص العمل وانخفاض مستوى الدخل لدى الميسورين قبل أصحاب الدخل المحدود والفقراء. 

وبات الكثير من الدمشقيين وسكان المحافظات الأخرى من الذين نزحوا إلى دمشق، يقصدون هذه البضاعة كونها توفر لهم المنتج بجودة عالية مقارنة بالمنتج المحلي، الذي بات بمستوى أقل عن ذي قبل نتيجة هجرة المصنعين ونقل مشاريعهم إلى خارج سوريا، لاسيما من دمشق وريفها، وأيضاً لانخفاض أسعارها في ظل شح المورد وغلاء الأسعار، الذي بات جنونياً ليس في العاصمة وحسب، وإنما على كافة الجغرافية السورية. 

"تطفيش" ممنهج

ويرى (زاهر) وهو شاب دمشقي وصل إلى تركيا قبل أشهر، نتيجة ملاحقته للخدمة العسكرية وقلة فرص العمل، أن "هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية النظام لتطفيش أبناء العاصمة، بعد حالة الإفقار التي تعمدها النظام بخنق دمشق اقتصادياً واجتماعياً، خلال سنوات الثورة". 

ويضيف في حديث لأورينت نت "الوضع المعيشي داخل دمشق لم يعد يطاق، بسبب الغلاء الكبير في الأسعار، وذلك كله يعود لجشع التجار والمستوردين واحتكار السلع من قبل مستورديها المقربين من النظام، وعملياً اليوم اقتصاد دمشق كله ممسوك من قبل النظام بطرق مباشرة وغير مباشرة، من خلال أشخاص يتحكمون باستيراد وتصدير المواد للبلد، وهم من الدائرة الضيقة للنظام ومعروفون لدى جميع السوريين وليس الدمشقيين فحسب". 

ويتابع (زاهر) "في السنوات الأخيرة، ولاسيما العاميين الماضيين، قصد الكثير من المحسوبون على الطبقة الوسطى والفقيرة، كل ما هو مستعمل لتلبية حاجاتهم ليس الألبسة فقط، نظراً لعدم توفر السيولة الكافية لشراء ما هو جديد، وحصار الناس اقتصادياً بهذه الطريقة بعد الحالة المعيشية التي وصلوا إليه، سيضطرهم للفرار خارج البلد لتحسين واقعهم، وربما هي رسالة النظام لهم في هذا الإطار".

حرام علينا.. حلال على غيرنا

ويشير (حسن- اسم مستعار لشاب دمشقي)، أن "محال البالة تنتشر أيضاً بكثرة على أطراف دمشق، في الأحياء التي تعرف بولائها للنظام، ويقطنها الضباط وعناصر الأمن وعائلاتهم كأحياء (عش الورور – مزة 86) مثلاً، لكن دون أن يلاحقها أحد، وحتى لا تستطيع الدولة دخول هذه الأحياء لأي أمر أو مخالفة أو حتى جريمة، ما يعني أن خطوة محافظة دمشق بإغلاق محال البالة، هدفها استهداف أبناء دمشق ومن يقطن داخلها من أبناء المحافظات الأخرى دون غيرهم". 

وختم بالقول "إذا كانت الحجة أن الإغلاق بسبب إشغال البسطات للشارع أو المخالفة للمحال، فكل البلد مخالفة بكافة مرافقها، لم يقتصر الأمر على محال تبيع الألبسة بأسعار أرخص للفقراء وأصحاب الدخل المحدود". 

جدير بالذكر، أن النظام يحاول منذ اندلاع الثورة إفراغ دمشق ومحيطها من سكانها الأصليين بطرق مباشرة وغير مباشرة، سواء بالتهجير أو القرارات التي تدفع الأهالي والشبان تحديداً للهجرة، منها الملاحقة لسوق الشبان للخدمة الإلزامية، بالإضافة لفرض الخناق الاقتصادي، من خلال ملاحقة محال البالة الرخيصة، وغيرها من القرارات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات