بلجيكا تكشف عن شركات زوّدت نظام الأسد بمواد لتصنيع السارين

بلجيكا تكشف عن شركات زوّدت نظام الأسد بمواد لتصنيع السارين
كشفت وسائل إعلام غربية عن محاكمات تجريها بلجيكا بحق ثلاث شركات بلجيكية زوّدت نظام الأسد بمواد تسهم في إنتاج الأسلحة الكيماوية منها غاز السارين.

ونقلت وكالة رويترز عن "متحدث" قوله، إن محكمة بلجيكية حددت موعداً لمحاكمة ثلاث شركات بلجيكية بتهمة تصدير مواد كيماوية إلى نظام الأسد، منها مادة (الأيزوبروبانول) والتي يمكن استخدامها أيضا في إنتاج غاز الأعصاب السارين، موضحاً بأنه "لم يكن لدى الشركات تراخيص تصدير لهذه المنتجات".

وبحسب المصدر، فإن القضية ستبدأ في مدينة (أنتويرب) منتصف الشهر المقبل مايو/ أيار، حيث تتركز على تصدير عدة مواد كيماوية بين عامي 2014 و2016 إلى لبنان وسوريا بواسطة مجموعة (ايه.ايه.إي – تشيمي) الكيماوية البلجيكية واثنين من الوكلاء هما شركتا (دانمار لوجيستيكيس) و(أنيكس كاستمز).

بالمقابل، قال متحدث باسم شركة (دانمار لوجيستيكس): "كل من شركتي و(ايه.ايه.إي) ‭‭‬‬‬تشيمي تصرفت دائما بحسن نية. كنا دائما نمتثل لتفتيش ضباط الجمارك في مطار أنتويرب"، وبموجب القانون البلجيكي فإنه ليس مطلوبا من المدعى عليه الرد على التهم قبل المثول رسميا أمام المحاكمة، في حين قالت وزارة المالية البلجيكية التي تشرف على الجمارك، إنها تنتظر قرار المحكمة ولا يمكنها الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.

ويأتي الكشف عن محاكمة الشركات البلجيكية بعد أيام من ضربة جوية شنتها كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على مواقع لنظام الأسد، جراء ارتكابه مجزرة مروعة بغاز السارين منذ أسبوعين في مدينة دوما راح ضحيتها عشرات المدنيين.

ولا يعتبر الكشف عن تزويد نظام الأسد بمواد كيماوية من مصادر أوربية جديد من نوعه، حيث قالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية مطلع شهر شباط الماضي، إن صوراً تم نشرها لأجزاء صاروخ محمل بالغازات السامة تم استخدامه في سوريا دلت على أن الصاروخ احتوى على أجزاء مصنوعة في ألمانيا، وقالت الشركة المصنعة للصحيفة، إنها باعت مواد عازلة للإلكترونيات لشركتين إيرانيتين على الأقل.

وكشفت المجلة الألمانية عن وجود أدلة تشير إلى أن صاروخاً محملاً بالغازات السامة، واحداً على الأقل، تم استخدامه في سوريا، كان يحتوي على مادة ألمانية الصنع.

ونقلت عن شبكة "دوتشية فيلا" الألمانية، هذه المعلومات عن تحقيقات أجراها الموقع الإلكتروني البريطاني للصحافة الاستقصائية "bellingcat.com"، إضافة إلى شبكة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة".

وأكدت الشركة المصنعة حينها لصحيفة "بيلد" الألمانية أن مواد مصنعة من شركة "بريسشبان" بيعت كقطع عازلة للإلكترونيات لشركتين تجاريتين إيرانيتين، وتستعمل هذه المواد "خاصة في المحركات الصغيرة المستخدمة في المنازل وفي المركبات"، وذكرت الشركة التي مقرها (فايهينغن) في جنوب ألمانيا، أنها ستدقق في علاقاتها التجارية مع الشركة وأنها كانت "مصدومة" من هذه المعلومات.

كذلك، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً نهاية شباط الفائت، يقدم أدلة تثبت تورط كوريا الشمالية بمساعدة النظام من خلال تزويده بإمدادات يمكن استخدامها في إنتاج الأسلحة الكيماوية، وتشير الصحيفة إلى أن هذه الإمدادات تشمل قرميد (بلاط) مقاوم للأسيد، بالإضافة إلى صمامات وموازين الحرارة، وفقا لمعدي التقرير.

خبراء ومعدات

ورصد التقرير وجود تقنيين من كوريا الشمالية مختصين بالصواريخ يعملون داخل منشآت في سوريا، بحسب مجموعة من الخبراء كانت تعمل على مدى امتثال كوريا الشمالية للعقوبات المفروضة عليها من الأمم المتحدة. 

وتأتي هذه الأدلة التي تربط كوريا الشمالية بالنظام، بعد اتهامات وجهتها الولايات المتحدة ودول أخرى للنظام باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، بما في ذلك الهجمات الأخيرة في الغوطة الشرقية والتي يبدو أن النظام استخدام فيها غاز الكلور.

ويسلط التقرير الضوء على الخطر المحتمل الذي تشكله أي تجارة من هذا القبيل بين سوريا وكوريا الشمالية، مما قد يسمح للنظام بالحفاظ على أسلحته الكيماوية، مقابل تقديم نقود تحتاجها كوريا الشمالية لبرامجها النووية والصاروخية.

وتعد مكونات الأسلحة الكيماوية المحتملة، جزءا مما لا يقل عن 40 شحنة لم يبلغ عنها من قبل كوريا الشمالية إلى سوريا بين عامي 2012 و2017. تشمل أجزاء لصواريخ بالستية ومواد أخرى محظورة، يمكن استخدامها لأغراض عسكرية ومدنية على حد سواء، وفقا للتقرير الذي لم يصدر بشكل رسمي بعد ولكن أطلعت عليه صحيفة "نيويورك تايمز".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات