هكذا اقتنع أردوغان بالانتخابات المبكرة.. ما هي السيناريوهات المتوقعة؟

هكذا اقتنع أردوغان بالانتخابات المبكرة.. ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
لمّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوّل أمس خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، وفي معرض ردّه على تصريح زعيم حزب الحركة القومية (دولت بهتشلي) الذي دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة، إلى أنّ الانتخابات ستُجرى في موعدها المقرر في الشهر 11 عام 2019، موضحا أنّه سيلتقي ببهتشلي لبحث الأمر.

في تمام الساعة 13.30 أمس توجّهت الأنظار في عموم تركيا إلى القصر الرئاسي، بانتظار النتائج التي سيخرج بها الرئيس أردوغان عقب اجتماعه ببهتشلي.

ومع إعلان أردوغان ذهاب بلاده إلى انتخابات مبكرة ستُجرى في 24 حزيران، طُرحت إشارات استفهام عدّة حول الأسباب التي أدّت إلى اتخاذ قرار بإجراء انتخابات مبكرة -مبكرة أكثر من المتوقع ولا سيّما أنّ التوقعات كانت تدور حول 24 آب أغسطس- منها ما هي كواليس لقاء أردوغان ببهتشلي؟ ومن الذي اقترح موعد الانتخابات؟ وما هي الأحزاب الأكثر استعدادا؟ وغيرها من الأسئلة الأخرى.

( عبد القادر سيلفي) الإعلامي التركي المقرّب من الحكومة التركية، ذهب إلى أنّ الاجتماع الذي عُقد بين أردوغان وبهتشلي ينقسم إلى قسمين، في الأول عرض بهتشلي لأردوغان الأسباب التي لأجلها يجب الذهب إلى انتخابات مبكرة، والقسم الثاني تحديد الموعد.

الخوف من تضرّر القاعدة الشعبية للاتفاقية بين الحزبين

وبحسب سيلفي أعرب بهتشلي عن مخاوفه حيال وجود تهديدات حقيقية من شأنها أن تضر بالاتفاقية بين حزبه وحزب العدالة والتنمية، وعلى أساسه اقتنع أردوغان بحجّة بهتشلي، ليجتمع على الفور بمستشاريه بهدف تحديد الموعد.

ويقول الكاتب: "تمّ اقتراح عدة تواريخ، وكانت كما يلي 26 آب حيث استُبعد فيما بعد لكونه يصادف موسم الحج وعطلة العيد الطويلة، آخرون اقترحوا 16 أيلول، وغيرهم 24 تموز حيث كانت حجّتهم أنّه الموعد الأنسب قبل الذهاب إلى العطلة الصيفية، وعلى أساسه قرر الرئيس أردوغان بعدم إطالة المدة أكثر، قائلا (لطالما أنّ الانتخابات ستُجرى، فلتُجرَ على الفور)، ويرسم دائرة حول تاريخ 24 حزيران".

ما هو الاتفاق الذي خشي بهتشلي من لحاق الضرر به، وبالتالي تأثيره بالقاعدة الشعبية لكلا الحزبين؟

هو اتفاق تتمكن بموجبه الأحزاب المهددة بعدم تجاوز العتبة الانتخابية المحددة بـ 10 بالمئة، من دخول البرلمان بصرف النظر عن إمكانية تجاوزه العتبة. وبما أن الحركة القومية يواجه هذا الخطر فإن دخوله في تحالف أو اتفاق مع العدالة والتنمية سينقذه من عائق العتبة الانتخابية.

وبحسب محللين فقد استجاب الرئيس التركي لعرض بهتشلي، لعدم رغبته بتضرر الاتفاق بين الحزبين، وذلك لكون الفضل في الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي بحسب أردوغان يعود إلى دعم حزب الحركة القومية لحزب العدالة والتنمية في استفتاء التعديلات الدستورية في نيسان 2016.

ما الأحزبا الأكثر استعدادا؟

الكاتب والإعلامي "سيدات أرغين أوضح أنّ أكثر الأحزاب استعدادا للانتخابات الرئاسية هو حزب العدالة والتنمية، لافتا إلى أنّ الرئيس أردوغان قد استغل الفترة الماضية في تنظيم مؤتمرات لحزبه، وبالتالي الاجتماع إلى الشعب ومخاطبته.

ووفقا للكاتب فإنّ الأحزاب الأخرى أقل استعدادا من العدالة والتننمية، مشيرا إلى أنّ حزب الشعب الجمهوري لم يقم باختيار مرشحه بعد، ولا يوجد لديه أي برنامج انتخابي واضح، مضيفا: "حزب İYİ بزعامة ميرال أكشنير بدوره يواجه خطر عدم المشاركة،  لكونه تأسس في 25 تشرين الأول، أواخر العام الماضي، والقوانين والدساتير التركية تنص على أنّ الأحزاب السياسية لا تستطيع خوض الاستحقاقات الانتخابية إلّا بعد مرور 6 أشهر على المؤتمر العام الأول للحزب، ولهذا يتوجّب على أكشنير جمع 100 ألف توقيع لتخطّي هذه العقبة".

تطورات هي الأولى من نوعها

وأردف الكاتب: "سنشهد تطورات ستكون الأولى من نوعها في هذه الانتخابات، ومن أهمّها أنّ الشعب سيذهب إلى انتخابين في آن معا، الانتخابات الرئاسية وانتخابات النواب".

ومن جانبها سربيل تشفيك جان، أفادت بأنّه من أهم العوامل التي دفعت بالتوجّه نحو انتخابات مبكرة العامل الاقتصادي، وبعض العوامل السياسية ولا سيّما إذا أخذ بعين الاعتبار الموقع الجغرافي المجاور لتركيا مع كلّ من سوريا والعراق، منوّهة إلى أنّ انتظار سنة أخرى سيفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياسية أكثر.

وذكرت الكاتبة أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي تذهب فيها تركيا إلى انتخابات مبكرة، موضحة أنّ أنقرة ذهبت في وقت سابق إلى انتخابات أقصر من المدة التي حدّدت، حيث قالت: "هناك انتخابات مبكرة اتُخذ قرار إجرائها في وقت أقصر من القرار الأخير، وغالبا ما كان يتم الذهاب إلى هذا النوع من الانتخابات عندما تمرّ البلاد في أزمة سياسية أو اقتصادية، ولكن المفاجئ هو أنّ تركيا لا تعيش أزمة مشابهة للأزمات التي عاشتها في المراحل تلك، وعلى الرغم من ذلك نذهب إلى انتخابات مبكرة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات