وول ستريت جورنال: ثلاثة خيارات طرحت أمام ترامب لاستهداف الأسد وروسيا

وول ستريت جورنال: ثلاثة خيارات طرحت أمام ترامب لاستهداف الأسد وروسيا
تراجع (دونالد ترامب) عن رأيه بضرورة توجيه ضربات عسكرية قاسية للأسد، بعد أن حذره قادة البنتاغون وأقنعوه بالعدول عن ذلك، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" يتناول كواليس الضربة التي وجهت للنظام بمشاركة كل من فرنسا وبريطانيا.

وتشير الصحيفة، وفقاً لمصادر كانت على دراية بسير عملية اتخاذ القرار، إلى أن التطورات الأخيرة كانت بمثابة الاختبار الموضوعي الأول لفريق الأمن القومي الجديد، والذي يرأسه (جون بولتون)، مستشار (ترامب) للأمن القومي.

ووافق (ترامب) ومستشاروه، بعد أيام من الاجتماعات المكثفة في البيت الأبيض، على واحد من أكثر الخيارات العسكرية محدودية، صاغه البنتاغون وتمثل بهجوم صاروخي قوي استهدف ثلاثة مواقع بهدف عرقلة قدرة النظام على استخدام الأسلحة الكيميائية وردع (الأسد) من استخدامها مرة أخرى.

وإن دلت الضربة على شيء، فهو بحسب الصحيفة، مدى التأثير الكبير الذي ما زال وزير الدفاع (جيم ماتيس) يمتلكه على حساب فريق الأمن القومي المعاد تنظيمه حديثاً. فقد واجه (ماتيس) ضغط من (ترامب) للتحضير لرد قاسي على هجوم الأسلحة الكيماوية والذي أودى بحياة 43 شخصاً على الأقل، حيث حصر (ماتيس) الرد بثلاثة خيارات عسكرية، وذلك وفقاً لمصادر التي اطلعت عليها الصحيفة.

وكان الخيار الأكثر تحفظاً، هو ضرب مجموعة ضيقة من الأهداف المتعلقة بقدرات سوريا في مجال الأسلحة الكيماوية.

وضم الخيار الثاني مجموعة أوسع من الأهداف التابعة للنظام، بما في ذلك مرافق أبحاث الأسلحة الكيماوية المشتبه بها ومراكز القيادة العسكرية.

وشمل الخيار الثالث، والذي يعد الخيار الأكثر تكلفة، ضربات تستهدف الدفاعات الجوية الروسية في سوريا، حيث كان مصمماً لشل قدرات النظام العسكرية دون  إصابة الجهاز السياسي لنظام (الأسد).

وتشير الصحيفة إلى أن أكثر الخيارات طموحاً، كان أكبر بثلاث مرات من الضربة التي وجهتها القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية في نهاية المطاف.

وافق (ترامب) على خطة هجينة شهدت إطلاق أكثر من 100 صاروخ متقدم على ثلاثة أهداف، في وقت مبكر من يوم السبت. ويعكس هذا الإجراء، بحسب الصحيفة، خلط أول خيارين: هجمات صاروخية متواضعة، لكنها في نفس الوقت ضربة حاسمة لقدرات (الأسد) على استخدام الأسلحة الكيماوية، وفقاً لما أعلنته إدارة (ترامب).

أهداف روسية إيرانية

وبحسب الصحيفة، ضغط (ترامب) على فريقه للنظر أيضا في ضربات على أهداف روسية وإيرانية في سوريا إذا لزم الأمر لتعطيل المعدات العسكرية لنظام (الأسد)، إلا أن (ماتيس) عمد على التراجع بحسب المصادر التي اطلعت على صنع القرار.

وانضمت سفيرة الأمم المتحدة (نيكي هيلي) إلى (ترامب) في الدعوة إلى رد أكثر قوة، في حين حذر (ماتيس) من المخاطر التي قد تترتب على توجيه ضربة موسعة، والتي يمكن أن تعود برد خطير من قبل موسكو وطهران، وفقا لما ذكرته الصحيفة.

وكان (بولتن)، والذي شغل منصب سفير للأمم المتحدة بالإضافة إلى عمله كمعلق سياسي سابق في شبكة "فوكس نيوز"، كان قد جادل بتوجيه رد عسكري ضد إيران وكوريا الشمالية، من أجل الوصول إلى تسوية صعبة معهم.

وأضافت الصحيفة، أن (بولتن) وإدراكاً منه لصورته العامة كأحد الأشخاص الذين يسارعون إلى تفضيل العمل العسكري، ضغط باتجاه ما اعتبره ضربة "مدمرة" من شأنها أن تدمر أجزاء من نظام (الأسد)، إلا أنه مع ذلك، لم يكن خياره الأكثر عدوانية بحسب شخص على دراية بتفكيره. وتضيف الصحيفة، إلى أن (بولتون) كشف حجم الاحترام الذي يكنه (ترامب) لـ(ماتيس)، ولذا، رأى أنه من الحكمة أن يترك المهمة في البداية إلى رئيس البنتاغون بعد أن بدأ العمل. 

وتشير الصحيفة، إلى أنه عندما التقى الاثنان في البنتاغون قبل بضعة أسابيع قال (ماتيس) ممازحاً (بولتون) "لقد سمعت بأنك الشيطان بعينه" وهي سمعة فهمها رئيس الأمن القومي الجديد وعمل بها في الجناح الغربي في البيت الأبيض.

وأدرك (بولتون) أيضاً أن الخيار الأكثر قوة قد يدفع الولايات المتحدة إلى مزيد من التعمق في الصراع السوري ويجبرها على تحمل مسؤولية أكبر في سوريا، حيث شعر بحسب المصادر التي اطلعت عليها الصحيفة، أن مهمة كهذه أكثر من اللازم في الأسبوع الأول من عمله.

عقوبات جديدة والتزام أطول بسوريا

وكانت (هايلي) قد أعلنت بأن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على الشركات الروسية التي تبيع معدات لنظام (الأسد) والتي يمكن استخدامها لإعادة بناء قدراته في مجال الأسلحة الكيماوية.

وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) يوم الأحد إنه أقنع (ترامب) بمواصلة مشاركته في سوريا وحصر الغارات الجوية على أهداف تابعة لاستخدام الأسلحة الكيميائية. 

لم تعقب الناطقة باسم البيت الأبيض (سارة ساندرز) مباشرة على تصريحات (ماكرون)، إلا أنها قالت إن (ترامب) "يريد أن تعود القوات الأمريكية إلى الوطن بأسرع ما يمكن".

وأكدت (هايلي)، أن إدارة (ترامب) ستجعل موسكو تدفع ثمن وقوفها مع (الأسد)، مشيرة إلى أنها استخدمت حق النقض (الفيتو) لعرقلة قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بسوريا والأسلحة الكيميائية. قائلة "يعلم الأسد أن روسيا تقف ورائه" مضيفة في لقاء لها على شبكة "فوكس نيوز" أن "الأسد يعلم أن الروس يقومون بالتغطية عليه في الأمم المتحدة ولذلك تهور واستغل هذا الدعم بطريقة شديدة العدوانية".

ولم يتخذ فريق الأمن القومي شكلاً نهائياً إلى الأن، بعد أن تم ترشيح مدير وكالة الاستخبارات المركزية (مايك بومبيو) ليصبح وزير الخارجية الثاني في إدارة (ترامب)، وليحل محل (ريكس تيلرسون)، الذي يعد حليفا لـ (ماتيس)، والذي كان يشاركه نفس وجهات النظر حول الأمن القومي. وتستعد نائبة مدير وكالة المخابرات المركزية (جينا هسبل)، التي رشحت لتحل محل (بومبيو)، لمواجهة أسئلة صعبة من أعضاء مجلس الشيوخ حول دورها في الإشراف على عمليات أمنية، وصفتها الصحيفة، بالقاسية، خلال فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات