ما مصير ريف اللاذقية في ظل الاتفاقات التركية الروسية؟

ما مصير ريف اللاذقية في ظل الاتفاقات التركية الروسية؟
بعد دخول رتل تابع للقوات التركية والذي ضم أكثر من 100 آلية من أجل الانتشار في عدد من النقاط في ريف حماة وذلك بعد زيارة الوفود التركية لنقاط الاستطلاع في عدد من المناطق؛ انتشرت القوات التركية في النقطة الخامسة بالقرب من مدينة مورك بريف حماة الشمالي حيث من المتوقع أن يواصل الجيش التركي انتشاره لاحقاً في نقاط أخرى.

وبعد الانتشار التركي في أرياف حماة وحلب وإدلب وقرب الانتشار في منطقة سهل الغاب بعد زيارته من وفود الاستطلاع التركية، بقي مصير ريف اللاذقية المحرر الذي يضم قسم من جبلي الأكراد والتركمان مجهولاً في ظل المعطيات التي تتحدث عن قرب نشر نقاط تركية فيه، وأخرى تتحدث عن نية روسيا القيام بعملية عسكرية عليه.

نقاط مراقبة

ويقول الناشط الصحفي عبد الكريم الحلبي لأورينت نت بأن منطقة الساحل السوري سيكون فيهما نقاط مراقبة تركية في قادم الأيام، ومن المؤكد بأن قضية جبلي التركمان والأكراد باتت شبه محسومة وفق التفاهمات الروسية التركية.

ويضيف بأنه من المحتمل أن يكون هناك هجوم معاكس  لقوات الثوار على عدد من مناطق النظام التي سيطرت عليها قوات النظام والتي كان يقطنها التركمان ومن ثم تثبيت لنقاط المراقبة التركية، حيث إن أغلب سكان الجبلين مهجرين ويقطنون مخيمات على الحدود التركية- السورية سواء من العرب أو التركمان وحتى الأكراد بالرغم من أعدادهم القليلة في تلك المنطقة.

وأشار إلى أن ما يرجح نية الأتراك لاسترجاع بعض النقاط من قوات النظام والميليشيات الموالية له هو سعي تركيا لإعادة الأقلية التركمانية إلى منازلهم، بعد تهجيرهم لعدة سنوات بسبب قصف النظام على مناطقهم وسيطرته عليها  ومن ثم تثبيت نقاط المراقبة.

وفي الشهر الأول من عام 2016 سيطرت قوات النظام مدعومة بميليشيات مختلفة وطائرات حربيّة روسية، على مناطق واسعة في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، مما أدى إلى تهجير آلاف السكان أغلبهم من الأقلية التركمانية إلى مخيمات في ريف إدلب الغربي.

ويقول الخبير في الشؤون التركية عادل محمد لأورينت بأن مناطق جبل التركمان تعد مناطق ذات بعد جغرافي لتركيا لأن سكان المنطقة تربطهم صلة القرابة واللغة مع الأتراك في المناطق الأخرى من الحدود، لذا فإن من المستحيل أن تتخلى تركيا عن هذه المناطق وستعمل بجهد أكبر مع روسيا من أجل حماية هذه المناطق من القصف.

عمل عسكري

وأضاف أن تركيا ستعمل على استرداد القرى التي سيطر عليها النظام إما بدعم عسكري للفصائل المسلحة في المنطقة وأما بالتفاوض مع روسيا وخصوصاً في ظل العلاقات الودية القائمة، ومن ثم سيتم إقامة نقاط عسكرية تركية في منطقة الساحل وإعادة تأهيل المناطق التي يقطنها التركمان.

وأشار إلى أن تركيا ستسعى إلى أن تحصل على نفوذ لها على كامل الشريط الحدودي بالقرب من منطقة الساحل حيث من المتوقع أن تحاول أن تسيطر على منطقة كسب المحاذية للحدود التركية، لتأمين معبر بحري حيث إن هذا الأمر سيصطدم بمواجهة روسيا والنظام لأنه المنطقة تقطنها الأقلية الأرمنية.

من جهة أخرى يقول جميل العمر وهو ناشط سياسي من جبل التركمان لأورينت نت بأن تأخير تثبيت نقاط مراقبة تركية في الساحل السوري يشير إلى  احتمال رفض روسي لهذا الأمر، وذلك في نية روسية للسيطرة على كامل جبل الأكراد والتركمان من أجل تأمين مطار حميميم العسكري من أي احتمال لهجوم جديد بصواريخ الثوار.

مضيفاً بأن منطقة الساحل تعد ثقلاً عسكرياً للروس وفيها بوارج حربية وأكبر قاعدة عسكرية روسية ولن يتم السماح لفصائل عسكرية معارضة للنظام بالاقتراب في المنطقة، حتى لو كانوا تحت سلطة تركية خوفاً من تهديد مناطقهم خصوصاً بعد الهجوم بطائرات من دون على مطار حميميم العسكري.

ويرفد بأن تركيا أمام مهمة صعبة في الساحل السوري خصوصاً مع وجود حزام من الموالين للنظام يرفض الوجود التركي في المنطقة، مع إصرار روسي على محاولة قضم أكبر قسم من المناطق مقابل السماح للأتراك بإنهاء وجود وحدات حماية الشعب الكردية في مناطق ريف حلب الشمالي.  

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات