نيويورك تايمز: ثلاثة خيارات تمتلكها واشنطن لاستهداف نظام الأسد

نيويورك تايمز: ثلاثة خيارات تمتلكها واشنطن لاستهداف نظام الأسد
ناقشت صحيفة "نيويورك تايمز" ضمن تقرير لها الخيارات التي تمتلكها الولايات المتحدة بعد الهجوم الكيماوي الذي نفذ على الغوطة وتوعد الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بالرد.

وتشير الصحيفة إلى أن معظم النقاشات التي يطرحها المسؤولون الأمريكيون تكشف نفس السياسية التي تتبعها أمريكا في سوريا. حيث إن جميع الحلول تدور حول تنفيذ ضربات جوية محدودة بدون الكشف عن استراتيجية حقيقة لسوريا.

 

وأشارت إلى أن المحادثات الحالية التي يجريها المسؤولون في إدارة (ترامب)، لم تتغير كثيراً عن تلك التي جرت سابقاً في عهد (باراك أوباما)، وتضيف الصحيفة، أن شيئاً واحدا كان يمكن أن يغير المسارات الحالية، "فلو تابع الرئيس (أوباما) تهديده بعدم تجاوز الخطوط الحمراء، في 2013، ونفذ ردا رادعا كان ذلك من شأنه أن يمنع النظام في سوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل، بالإضافة إلى تغير مسار الحرب، وربما حتى الإطاحة (ببشار الأسد)".

وأضافت (نيويورك تايمز) أن ما يواجهه الأمريكيون الآن - سواء أرادوا ذلك أم لا - هو حقيقة مفادها أن بعض المشاكل لا يمكن حلها من خلال حلول منخفضة التكلفة والمخاطر، شبيهة بتلك التي اعتادوا عليها خلال الفترة القصيرة من الهيمنة الأمريكية العالمية، ولفهم ذلك، تقول الصحيفة "يجب تقسيم الردود الأمريكية المحتملة إلى ثلاث فئات، كل منها يأتي بمجموعة من المشاكل الصعبة التي تفرضها هيكلية الحرب السورية".

الخيار الأول

ويمكن تصنيفه بحسب الصحيفة على أنه محدود، بمعنى ضربات تأديبية كان من المفترض أن يقوم بها (أوباما)، وشبيهة بتلك التي نفذها (ترامب) السنة الماضية، وأوضحت أن إجراء كهذا  سيفرض تكلفة متواضعة على (الأسد)، ويرسل رسالة مفادها أنه لن يتم التسامح مع استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل. في نفس الوقت، تجنب الضربات التأديبية أي خطر لتغيير مسار الحرب، والذي قد يؤدي إلى اتجاهات غير متوقعة، مثل توريط الولايات المتحدة في صراع أكبر، أو انهيار نظام الأسد، والذي يمكن بدوره أن ينشر الفوضى ويخاطر بحياة الملايين من البشر.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الجهود السابقة من هذا النوع من الضربات فشلت لسببين: أولاً، لا تغير حسابات (الأسد)، والتي بالنسبة له فإن نتيجة هذه الحرب هي الحياة أو الموت وإذا كان يعتقد أن الأسلحة الكيميائية ضرورية لبقائه، فسوف يتخلى عنها فقط لمواجهة تهديد أكبر يهدد بقائه، وهذا يتطلب بالطبع تهديداً وجودياً لا ترغب الولايات المتحدة في فرضه بسبب المخاطر المترتبة عليه.

ثانياً، يمكن لحلفاء (الأسد)، الروس والإيرانيين، أن يساعدوه بسهولة على استيعاب النتائج المترتبة على مثل هذه الضربات. فإذا قصفت الولايات المتحدة مدرجاً سورياً جديداً، يمكن حينها للمقاولين الروس ببساطة أن يصلحوه (للأسد) من جديد. فـ "ضربة كهذه لن تغير قواعد اللعبة"، وتضيف الصحيفة، أن الادعاءات المضللة والتي عادة ما تلعب دورا في السياسة الأمريكية الداخلية، ضمن سياق أن عملية مثل هذه ستستمر مع الحلول والقوة الأمريكية، لن تحدث فرقاً كبيراً في حسابات الخصوم.

الخيار الثاني

ويمكن أن يصنف على أنه الخيار الذي كان يفضله (أوباما)، إجراءات تجعل الحرب أكثر كلفة بالنسبة (للأسد)، مثل تسليح الثوار السوريين، على سبيل المثال، الأمر الذي سيؤدي إلى الضغط على النظام للامتثال للمطالب الأمريكية.

وتشير الصحيفة، إلى صواريخ "TOW" المضادة للدبابات، والتي تم استخدامها بشكل كبير، والتي أدت بفعالية إلى دفع قوات النظام وأطلق عليها اسم "مروض الأسد"، إلا أن المشكلة في هذه الاستراتيجية، بحسب الصحيفة، في أن حلفاء (الأسد) من الروس والإيرانيين قادرون بدورهم على التصعيد بما يتلاءم أو حتى يتجاوز مع أي خطوة أمريكية. فإذا ما أرسل الأمريكيون البنادق سيرسل الإيرانيون لواءاً قتالياً.

وإذا ما أرسل الأمريكيون الصواريخ سيعمد الروس على تركيب وحدة مدفعية ويمكن لروسيا وإيران ببساطة أن تفعل المزيد، والسيطرة على ما يسميه المخططون العسكريون "سلم التصعيد".

وبحسب الصحيفة، يجادل بعض المحللين بأن "مروض الأسد" كان خطوة ناجحة لدرجة أنها أدت إلى تدخل روسيا في عام 2015 في سوريا. وإذا ما كان الأمر كذلك، هذا يعني أن نهج (أوباما) لم يخفق فقط، بل كانت له نتائج عكسية. وكانت النتيجة حرباً أكثر دموية مع معاناة أكثر من السوريين ولم تؤدِّ لأي تغيير يذكر في حسابات (الأسد). بالتالي تصعيد من هذا النوع، تراه الصحيفة من شأنه أن يعيد نفس النتائج.

الخيار الثالث

ويكون عبارة عن هجمات تتجاوز قدرة الروس والإيرانيين. وهو ما يعني ببساطة تدخلاً عسكرياً كاملاً أو ضربات عسكرية تهدد مباشرة نظام الأسد.

وبحسب الصحيفة، فإن ضربات كهذه لن تكون كافية إلا إذا عمدت على خلق واحد من اثنين من المخاطر التي عملت الولايات المتحدة على تجنبها. الأول، خطر انهيار النظام، والذي تراه الصحيفة من شأنه أن يزيد من معاناة سوريا من خلال إلقاء الملايين من الأرواح في الفوضى والذي من المرجح أن يطيل أمد الحرب. أما الخطر الثاني، هو مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، وهي قوة مسلحة نووياً لها القدرة على تصعيد الأعمال القتالية بسرعة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، ما يعرض الملايين من غير السوريين للخطر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات