القواعد البحرية والجوية للدول التي قد تشارك في ضرب الأسد

القواعد البحرية والجوية للدول التي قد تشارك في ضرب الأسد
انتهى اجتماع الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) مع كبار قادته العسكريين مساء الإثنين، حول السيناريوهات المحتملة لتوجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد، على خلفية الهجوم الكيماوي على دوما السبت الماضي، حيث كان تصريح (ترامب) واضحاً خلال الاجتماع وفي بدايته بأنه سيتخذ قراراً قوية "الليلة أو بعدها بقليل". 

فالإدارة الأميركية يبدو أنها لا تتجه للرد عسكرياً على الأسد منفردة، وتسعى لإشراك فرنسا وبريطانيا ودول أخرى في العملية العسكرية المرتقبة، فما هي القواعد العسكرية التي قد تستخدمها الدول الثلاثة في عمليتها القادمة، والإمكانيات العسكرية فيها، وأين انتشارها؟ سنوضح ذلك فيما يلي: 

الولايات المتحدة الأميركية

 

تتوزع للولايات المتحدة 130 قاعدة عسكرية (بحرية وجوية ومشاة) في كافة أنحاء العالم، للشرق الأوسط نصيب كبير منها، ومن أهم قواعدها تلك التي تنتشر في بلدان الخليج، فبعد انتقال مركز "قيادة القوات الجوية الإقليمية" من السعودية إلى قطر واقتصار الوجود الأميركي في السعودية على الرمزي، باتت أكبر قوة ضاربة للولايات المتحدة في الخليج تتمركز في قطر، حيث توجد هناك واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأميركية، وهي قاعدة "العُديد" الجوية أو مطار "أبو نخلة"، حيث يتمركز هناك حوالي 12 ألف جندي أميركي، وتضم القاعدة أيضاً، المركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية، والجناح 379 للبعثات الجوية، بالإضافة إلى قاعدة "العديد" يوجد هناك قاعدة "السيلية"، التي تعتبر أكبر مخزن لتخزين الأسلحة والمعدات الأمريكية في العالم. 

وفي الكويت يتمركز أفراد تابعون للفرقة الثالثة مشاة في "معسكر الدوحة" وعدد كبير من الجنود التابعين لسلاح الجو الأميركي، ويحتوي المعسكر الذي يعد قاعدة جوية، على أكثر من 80 مقاتلة ومروحيات هجومية ودبابات متطورة وعربات مدربة. وغير "معسكر الدوحة" فإن الوجود الأميركي في الكويت يتوزع أيضاً في "قاعدة السالم الجوية" و "معسكر عريفجان" و "معسكر فرجينيا" للتدريب. 

أما في الإمارات، فتوجد "قاعدة الظفرة الجوية" جنوب إمارة أبو ظبي، التي كانت تقتصر مهامها على تزويد المقاتلات بالوقود، اما مع بداية الحرب على تنظيم داعش فقد اكتسبت القاعدة أهمية بالغة، حيث تضم اليوم حولي 4000 جندي أميركي.  

وفي البحرين توجد واحدة من أكبر القواعد الأميركية البحرية خارج حدود الولايات المتحدة المتمثلة في القيادة المركزية للقوات البحرية والأسطول الأميركية الخامس، حيث يضم الأسطول قرابة 4500 جندي. بالإضافة لحاملة طائرات مع حوالي 70 مقاتلة.  

أما العراق، فتعتبر صاحبة الوجود الأكبر للأمريكان في الشرق الأوسط من حيث عدد القواعد، وذلك بعد غزو العراق، وتتخذ القوات الأميركية بكافة تشكيلاتها 80 قاعدة منتشرة في البلد المجاور لسوريا.  

إلى جانب ذلك، توجد في الأردن قاعدتان جويتان (وادي المربع، الرويش)، كذلك في جيبوتي (قاعدة ليمونيه) الضخمة، بالإضافة لشبه قواعد في سلطنة عمان ومصر.  

لكن الأهم، السفن الحربية وحاملات الطائرات والمدمرات الأميركية المتمركزة في شرق المتوسط، وتحديداً في قبرص (ميناء لارنكا)، واليونان (قاعدة سودا – بي) الجوية البحرية، "، وتتبع القوة البحرية والجوية الأميركية شرق المتوسط إلى الأسطول البحري السادس للولايات المتحدة، الذي يتخذ من نابولي الإيطالية مقر قيادة له. ويتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة من قواعدها ومدمراتها شرق المتوسط منطلقاً أساسياً للهجوم على النظام خلال أي ضربة محتملة. 

بالإضافة إلى كل ذلك تنتشر القواعد الأميركية بشكل كبير شرق سوريا، بما فيها قاعدة جوية بنتها الولايات المتحدة منتصف عام 2015، في مطار الرميلان شمال الحسكة على الحدود مع العراق، وتنتشر أيضاً معسكرات: (المبروكة غرب القامشلي، و (خراب العشق) غرب مدينة عين عيسى بريف الرقة، بالإضافة لقاعدة (عين عيسى) التي تعتبر من أكبر القواعد الأميركية في سوريا. 

المملكة البريطانية

 

لا تتمتع بريطانيا كحليفتها الولايات المتحدة بانتشارٍ واسع للقواعد العسكرية حول العالم ولاسيما في الشرق الأوسط، لكن ذلك لا يمنعها  من المشاركة في أي حرب قد تدخلها الولايات المتحدة كما فعلت في العراق. وأهم القواعد البريطانية في الشرق الأوسط هي:  في قبرص تحتفظ بريطانيا بقاعدتي "أكروتيري" و"ديكيليا"، وتحتوي القاعدتين على حولي 3600 جندي بريطاني، وآخرين تابعين لسلاح الجو الملكي، وفي آذار 2011 استخدمت قاعدة "أكروتيري" العسكرية لتكون مركزاً لتنسيق العمليات العسكرية لقوات التحالف ضد نظام القذافي.

وفي البحرين توجد قاعدة " إتش إم إس جفير" العسكرية البحرية التي افتتحت في 5 نيسان/ إبريل الجاري. 

بالإضافة إلى ذلك فقد أنشأت بريطانيا عام 2016 قاعدة عسكرية في منطقة "التنف" السورية، عند مثلث الالتقاء بين الحدود (السورية- الأردنية – العراقية). 

فرنسا

 

لا يختلف حال فرنسا عن بريطانيا في قلة قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط، لكن عموماً لا يخلو الأمر من ذلك. 

ففي جيبوتي وداخل أسوار كبيرة ومنيعة توجد قاعدة عسكرية فرنسية، ورغم كبر حجمها إلا أن نفوذها تقلص في الآونة الأخيرة من حيث عدد الجنود والعتاد.  

وفي الإمارات قاعدة عسكرية فرنسية دائمة، افتتحت عام 2009، هي عبارة عن قسمين، قاعدة بحرية في "ميناء أبو ظبي"، وأخرى جوية في "قاعدة الظفرة"، وهي قاعدة مشتركة للفرنسيين والأمريكان.  

ويتوقع أن تشارك حاملة الطائرات الفرنسية الشهيرة "شارل ديغول" في أي هجمة مرتقبة قد تشارك بها فرنسا انطلاقاً من المتوسط.  

وفي سوريا وعلى الرغم من أن الوجود الفرنسي في سوريا غير معلن، إلا أن تركيا قد أشارت أكثر من مرة إلى معلومات مؤكدة حول وجود قوات فرنسية في أماكن سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، بخمس مناطق تتوزع بين ريف حلب الشمالي وريف الرقة.  

الجدير بالذكر أن الدول الثلاث تقودها فرنسا اشتركت مع بعضها في التحالف ضد النظام الليبي، وقد شكلت تحالفاً في آذار/ مارس 2011، للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، حيث تكون التحالف من خمس دول هي (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، كندا) قادت العملية العسكرية التي أطلق عليها "فجر أوديسا". 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات