استهداف "الحيوان الأسد" يتصدر عناوين الصحف الأمريكية

استهداف "الحيوان الأسد" يتصدر عناوين الصحف الأمريكية
تصدر الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام على دوما معظم عناوين وسائل الإعلام الأمريكية بمختلف أنواعها، خصوصا بعد قيام الرئيس الأمريكي بنشر تغريدة توعد فيها ما أسماه (الحيوان الأسد) و(بوتين) بدفع "ثمن باهظ" نتيجة للهجوم الذي أدى إلى خنق عشرات السوريين حتى الموت، فيما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الإدارة لن تستبعد ضربات صاروخية رداً على الهجمات التي نفذها (الأسد).

ضربات من المتوسط

ونقلت صحيفة "النيويورك تايمز"، عن قيام مسؤولين أمريكيين، بالتأكد فيما إذا كان النظام هو من نفذ الهجمات، وفحص نوع السلاح الكيماوي المستخدم. وأضافت بقيام البنتاغون، بتحديث قوائم الأهداف العسكرية والحكومية التابعة للنظام، منذ الهجوم الماضي الذي استهدف مطار الشعيرات في نيسان الماضي، تحضيراً لأي ضربة عسكرية جديدة قد يأمر بها (ترامب).

وقال ضابط كبير بالبحرية الأمريكية، صباح يوم الأحد، إن السفن الحربية التابعة للبحرية والمتواجدة في المتوسط قادرة على إطلاق صواريخ كروز، إلا أنها لم تتلق أي أوامر للاقتراب من سوريا أو التحضير لتنفيذ أي هجمات.

وبحسب الصحيفة، فإنه لم يجر الإيعاز لعملية عسكرية وشيكة، في الاجتماع الذي عقد صباح الأحد في مركز القيادة الجوية الأمريكية، إلا أن المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، قال "إن الأمور من الممكن أن تتغير بسرعة كبيرة".

وأكدت الصحيفة، أن الوقت الذي فصل بين الهجمات الكيميائية وضرب مطار الشعيرات لم يتجاوز 36 ساعة، مما يوحي بقرب الرد العسكري فيما إذا كان مخططاً له. 

وتشرت "بولتيكو" تقريرها عن سوريا تحت عنوان "جميع الخيارات على الطاولة"، مشيرة إلى (توماس بوسيرت)، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي (ترامب)، والذي قال إنه أجرى محادثات مع (ترامب) بصحبة بقية فريق الأمن القومي، لدراسة كيفية الرد. وعندما سئل (بوسيرت) عن إمكانية توجيه ضربة صاروخية على وجه التحديد، لم يستبعد ذلك، معتبراً أن الخيارات كلها مطروحة بما فيها الخيار العسكري.

موقف أكثر تشدداً تجاه روسيا

وأشارت صحيفة "الواشنطن بوست" إلى تصاعد الأزمة في لحظة حاسمة تواجه فريق الأمن القومي، نتيجة لقدوم (جون بولتن) أحد أبرز الأشخاص أصحاب المواقف الصقورية ضد روسيا وإيران، حيث سيبدأ العمل كمستشار للأمن القومي في إدارة (ترامب) يوم الإثنين وسيواجه الملف السوري كأولى مهامه مباشرة بعد توليه منصبة.

وبحسب الصحيفة، من المرجح أن تؤدي الأزمة في سوريا إلى تسريع وتيرة تدهور العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، التي وصلت بالفعل إلى أدنى مستوياتها منذ عقود بعد أن فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات اقتصادية على شخصيات من أغنى أصدقاء (بوتين). 

وقال (كليف كوبشان)، رئيس مجموعة يوراسيا، وهي شركة تحليلية، للصحيفة "لقد انتهى الأمر بين بوتين وترامب" مضيفاً "خلال 48 ساعة، قام ترامب بفرض عقوبات على النظام الروسي، وأدان بوتين لدعمه الأسد الحيوان" على حد تعبيره.

وتشير الصحيفة أن (الأسد) لم يكن يوماً، من أولويات (ترامب). وعلى الرغم من أن ترامب وصفه مراراً وتكراراً بـ "الشخص السيئ" خلال حملته الانتخابية، إلا أنه أصر على أن (الأسد) ليس من أولويات الولايات المتحدة. وأنه مستعد للمشاركة في عمل عسكري في سوريا فقط ضمن إطار الحملة الموجهة لمكافحة تنظيم "داعش". ولكن ليس أكثر من ذلك بكثير. حيث شكل إعلانه بأن الدور العسكري الأمريكي في سوريا "وصل إلى نهايته قريبة" استمراراً لهذا الاعتقاد.

إدانات أمريكية وعالمية

ووصف وزير الخارجية البريطاني (بوريس جونسون)، الهجوم بأنه مثال على وحشية نظام (الأسد). كما أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً ناشد فيه حلفاء (الأسد) روسيا وإيران، "لاستخدام نفوذهم لمنع أي هجوم إضافي وضمان وقف الأعمال العدائية وتخفيف حدة العنف". من جهتها، دعت تركيا إلى اتخاذ إجراءات دولية لمنع ما وصفته بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وحث بعض النواب الجمهوريين، (ترامب) على التصرف، معتبرين أن إعلانه عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، أرسل رسالة (للأسد)، فهمها على أنه لن يدفع ثمن معاملته شعبه بهذه الوحشية. 

وقال (جون ماكين)، عضو مجلس الشيوخ ورئيس لجنة القوات المسلحة في بيان له: "أوضح الرئيس ترامب للعالم في الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة ستنسحب مبكرا من سوريا" مضيفاً "أن الإعلان هذا شجع الأسد.. على إطلاق هجوم دوما" وتابع (ماكين) بالقول "رد الرئيس بشكل حاسم عندما استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية في العام الماضي ويجب عليه أن يفعل ذلك مرة أخرى، وأن يثبت أن الأسد سيدفع ثمن جرائم الحرب التي ارتكبها".

واعتبر السيناتور الجمهوري البارز (ليندسي غراهام) أن "اللحظة حاسمة" مضيفا ً "إذا كان الرئيس لا ينوي تنفيذ ما قاله في تغريدته، فإنه سيبدو ضعيفاً في نظر إيران وروسيا" وأكمل (غراهام) موجها حديثه لـ(ترامب) "أظهر حسما لم يظهره أوباما أبداً".

الضربات وشيكة

وفي بيان صدر مساء السبت، وصفت الخارجية الأمريكية الوضع في دوما بأنه "هجوم أسلحة كيميائية مزعوم" وأضاف البيان إن التقارير الواردة من دوما "مروعة وتطلب استجابة فورية من المجتمع الدولي".

ودعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، (نيكي هالي)، إلى عقد اجتماع طارئ يوم الإثنين للمطالبة "بالوصول الفوري إلى عمال الإغاثة في دوما وللحث على إجراء تحقيق مستقل في المجزرة، ومحاسبة المسؤولين عن هذا العمل الفظيع"

وأشارت مجلة "الأتلانتيك" إلى أن التغريدات التي نشرها (ترامب) على تويتر، تعتبر أقوى أدانة للهجوم الذي شن على دوما. حيث وجه (ترامب) إدانة واضحة وصريحة لـ (بوتين). مشيرة إلى قرب حدوث هجمات تستهدف نظام (الأسد).

وأشارت المجلة أن ما نشهده الآن نتيجة للفشل الفظيع لسياسة (أوباما) في سوريا. حيث أعلن حينها وزير الخارجية (جون كيري) وقبل أربعة أعوام، أن الهجمات الكيميائية على المدنيين السوريين ستتوقف. مضيفاً "أننا توصلنا إلى اتفاق يمكننا من نزع الأسلحة الكيميائية 100%". 

وكان (ترامب) قد ألقى باللوم على إدارة (أوباما) بعد رفضها تطبيق "الخط الأحمر" المعلن عنه ضد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا عام 2013. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات