تفاصيل مفاوضات روسيا مع داعش في جنوب دمشق

تفاصيل مفاوضات روسيا مع داعش في جنوب دمشق
هدّدت روسيا تنظيم "داعش" المتواجد جنوب دمشق بوجوب الخروج من المنطقة، لا سيما عقب منع الأخير وفداً من الضباط الروس من الدخول إلى مناطقهم عبر معبر "القدم – العسالي" قبل أسبوع، في وقت تسعى فيه روسيا للتفاوض حول خروج ثلاثة أطراف رئيسية هي (تنظيم داعش ,هيئة تحرير الشام ,فصائل مقاتلة) من جنوب دمشق،  بالرغم من حشد نظام الأسد ميليشياته تمهيداً لعملية عسكرية تمكنه من بسط سيطرته على كامل العاصمة.

وقالت مصادر خاصة لشبكة (صوت العاصمة) إن الروس أرسلوا تهديداتهم عبر "عرّاب المصالحة" في حي العسالي والوسيط الدائم بين النظام وتنظيم داعش (إيهاب السلطي) بوجوب خروج التنظيم من جنوب دمشق؛ وإلا سيكون مصيره عملية عسكرية موسعة في حال لم تتم الاستجابة للمطالب عند  انتهاء المهلة الممنوحة (الخميس 5 نيسان).

وأضافت الشبكة، أن مناطق سيطرة التنظيم شهدت بعد التهديدات الروسية استنفاراً عسكرياً وأمنياً واجتماعات مكثفة ضمت قيادات الصف الأول وعناصر التنظيم، وانتهت بـ "مبايعة الأمير الحالي بيعة قتال حتى الموت".

كما رافق الاستنفار العسكري تدابير أمنية جديدة للتنظيم على خطوط التماس مع ميليشيات النظام والفصائل المقاتلة في البلدات المجاورة، وسط إخلاء لشارع الـ 15 وكتلة "كوسكومارك" من المدنيين، وحفر أنفاق تربط بين تلك المنطقتين لضمان التنقل السهل والآمن للعناصر بين المباني الرئيسية في حال شن هجوم برّي على المنطقة.

كان التنظيم قد أوقف عمل جهاز "الحسبة" (متخصص بمراقبة عامة الناس والأسواق والشوارع)، حيث اقتصر تواجد عناصره بالقرب من معبر القدم – العسالي لمنع عمليات التهريب وخروج المدنيين والعناصر إلى مناطق سيطرة النظام.

كما نقل التنظيم معظم عناصره إضافة لـ "مكتب الحسبة" إلى أبنية جديدة وافتتح مقرات تجمع لعناصره، بعضها وهمية وأخرى حقيقية بغية التمويه العسكري وإبعاد العناصر عن الأبنية التي قد تكون معروفة بالنسبة للنظام والروس. 

وشهدت خطوط التماس بين التنظيم والفصائل المقاتلة على محور (حي الزين) عمليات رفع سواتر ترابية بعلو 3 أمتار تقريباً، مع منع كامل للمدنيين من الاقتراب من نقاط وخطوط التماس.

وتأتي التهديدات الروسية وسط نيّة الروس إنهاء ملف الجنوب الدمشقي بالكامل، والذي تُسيطر عليه ثلاثة أطراف رئيسية هي (تنظيم داعش، هيئة تحرير الشام، فصائل مقاتلة).

وفي السياق، ذكرت شبكات محلية أن نظام الأسد بدأ يحشد قواته منذ أيام قرب الأحياء التي يوجد فيها تنظيم داعش في جنوب دمشق تمهيداً لعملية عسكرية تمكنه من بسط سيطرته على كامل العاصمة، ولا سيما بعد أن أرسلت ميليشيا "لواء القدس" الفلسطينية مجموعات من عناصرها العاملة في الغوطة إلى خطوط التماس مع "هيئة تحرير الشام" في محيط مخيم اليرموك.

يذكر أن وفوداً عسكرية روسية زارت مؤخراً نقاط التماس مع الفصائل المقاتلة، فضلاً عن زيارة "هيئة تحرير الشام" غرب مخيم اليرموك، لبحث آلية لخروج جميع عناصرها وغير الراغبين بالتسوية نحو الشمال السوري وتجنيب المنطقة مصيراً مشابهاً للغوطة الشرقية المجاورة، بينما ما يزال يسيطر تنظيم داعش على أجزاء واسعة من حي الحجر الأسود، ومخيم اليرموك التي تبعد أكثر من 7 كيلومترات عن قلب دمشق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات