أين وصلت المفاوضات بشأن تل رفعت وما موقف الجيش الحر؟

أين وصلت المفاوضات بشأن تل رفعت وما موقف الجيش الحر؟
بعد سيطرة الجيش السوري الحر بالاشتراك مع الجيش التركي على مدينة عفرين والنواحي القريبة منها بريف حلب الشمالي بقيت منطقة تل رفعت ومنطقة منغ وعدد من القرى التي يقطنها العرب تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، وسط تضارب الأنباء حول نية عمليات غصن الزيتون في السيطرة عليها.

وقد خرج المئات من المتظاهرين من أهالي مدينة تل رفعت المهجرين إلى منطقة إعزاز وباب السلامة بمظاهرات حاشدة طالبوا فيها فصائل غصن الزيتون بالسيطرة على مدينتهم وإعادة المهجرين إليها بعد نزوحهم منها لأكثر من عامين بسبب سيطرة وحدات حماية الشعب على المدينة.

مفاوضات مستمرة

ويقول المقدم محمد حمادين الناطق باسم الجيش الوطني السوري لأورينت نت بأن المفاوضات بين الجانبين التركي والروسي بشأن مدينة تل رفعت ما زالت مستمرة، لكن لحد الآن لم يتم إبلاغنا من الطرف التركي أي شيء يذكر بخصوص المستجدات في المفاوضات الجارية.

مضيفاً بأنه كانت هناك إشاعات من قبل وسائل الإعلام حول دخول الجيش التركي إلى تل رفعت ولكن في الحقيقة لم يحدث أي دخول من قبل الجيش الحر أو التركي، وإنما كان هناك انتشار لفصائل غصن الزيتون بالقرب من المنطقة.

ويشير إلى أنه حسب معلوماتهم بأن المفاوضات سوف تقضي بانسحاب القوات الروسية والميليشيات الانفصالية من مناطق تل رفعت وما حولها ليتسنى للجيش التركي والجيش الحر دخولها وسط نفي الأنباء التي تدعي بأنه سيتم مقايضة مدينة تل رفعت بأي مدينة أخرى لصالح القوات الروسية.

ويرفد بأنه بحسب المفاوضات سيتمكن الجيش الحر من السيطرة على مدينة تل رفعت ومعها 15 قرية وبلدة من قرى ريف حلب الشمالي التي تقبع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية وذلك بعد انسحاب القوات الروسية من المنطقة.

وبعد خروج مئات المتظاهرين من أهالي تل رفعت الذين طالبوا فصائل غصن الزيتون بالسيطرة على المدينة، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنهم سمعوا أصوات المتظاهرين في تل رفعت ومنبج والقامشلي في إشارة إلى نية القوات التركية بالسيطرة قريبا على هذه المناطق.

خطة روسية

ويقول الباحث في الشأن التركي محمد الشرتح لأورينت نت بأنه في عملية السيطرة على مدينة عفرين كانت الخطة الروسية تقضي بأن يتم إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة مقابل سيطرة النظام على منطقة تل رفعت والقرى المجاورة وتوسيع سيطرته لتأمين حماية لبلدتي نبل والزهراء، وهذا الأمر لم ترضَ عنه فصائل غصن الزيتون التي يتطلع مقاتلوها للعودة لمدنهم.

ويضيف بأنه بعد المظاهرات التي طالبت القوات التركية بالدخول إلى المدينة، تم اتخاذ القرار بالسيطرة عليها وهو ما أعلن عنه الرئيس التركي، وقد اتفقت روسيا وتركيا على انسحاب الروس من المدينة ولكن رغبة روسيا وإيران في مقايضة مناطق أخرى مقابل سيطرة الأتراك على تل رفعت حال دون انسحاب الروس من المدينة.

ويشير إلى أن روسيا تريد تأمين منطقة الساحل وإبعاد الثوار عن مطار حميميم من خلال نيتهم السيطرة على منطقة جسر الشغور حتى منطقة الساحل، مقابل سيطرة الأتراك على مدينة تل رفعت والمناطق القريبة منها، وهذا ما قوبل برفض الأتراك.

وقد طلب المجلس العسكري في مدينة تل رفعت التابع للجيش الحر من المهجرين من المدينة بعدم الانسياق وراء الإشاعات التي تفيد بدخول المدينة وذلك حفاظاً على أرواحهم وتجنباً للفوضى.

ويقول رامي أبو بهجت وهو قائد المدفعية والصواريخ التابع لمجلس تل رفعت العسكري لأورينت نت بأنهم قادرون على دخول المدينة، ولكن المفاوضات التركية الروسية التي وصلت لمرحلة متقدمة كانت سبباً في تأخير هذا الأمر بالإضافة إلى نية الجيش التركي والحر بعمليات أمنية في مدينة عفرين لمدة عشرين يوماً للقبض على خلايا وحدات حماية الشعب ومن ثم الانتقال لمدينة تل رفعت أما بعمل عسكري أو من خلال المفاوضات.

مضيفاً بأن الهدف من هذه العملية الأمنية هي عودة المواطنين الأكراد إلى المدنية لكي لا يستخدمهم النظام كخزان بشري في عملياته العسكرية خصوصاً في ظل الأعداد القليلة في المدينة، مما سيسهل من الانتقال للعمل على تل رفعت حيث إن كل شخص سيثبت عليه التعامل مع النظام أو الوحدات الكردية سيتم إحالته لمحكمة عادلة.

ويشير إلى أن المتفق عليه هو تواجد نقاط روسية في منطقة النظام خارج القرى العربية، فيما سيتم نشر نقاط تركية من جهة الجيش الحر من أجل ألا يكون هناك اعتداء من قبل الجيش الحر أو النظام، وهو ما أخذ على عاتقه المجلس العسكري في مدينة تل رفعت بمنع الاعتداء على أي مدني في حال السيطرة على المدينة.

ويرفد بأنه من المستحيل أن تقوم الدولة التركية بمقايضة منطقة ثائرة بأخرى، لأنها تنظر إلى هذه المناطق بعين واحدة ولذلك يجب على الجميع عدم الانجرار وراء الشائعات التي تفيد بنية الأتراك بمقايضة مناطق بأخرى.

تثبيت نقاط مراقبة

من جهته الناشط الصحفي من ريف حلب الشمالي نزار المحمد قال لأورينت نت بأن الروس يصرون على تثبيت نقاط مراقبة في مدينة تل رفعت وعدم إدخال الفصائل الثورية، لكن الموقف التركي من هذه الطلبات غير واضح حيث إن الأتراك لا ينظرون إلى تل رفعت كموقع استراتيجي على عكس الإصرار على دخول مدينة منبج.

وقامت الإدارة المدنية في مدينة تل رفعت من مجالس محلية وعسكرية بتنظيم أمور النازحين وهيئات الإغاثة ولجان إعادة الإعمار من أجل الدخول إلى مدينة تل رفعت بشكل منظم، من أجل عدم السماح بأي اعتداء ودخول المدنيين بشكل آمن بعد انتهاء العملية الأمنية في مدينة عفرين.

يذكر بأن وحدات حماية الشعب سيطرت على مدينة تل رفعت ومطار منغ في الشهر الثاني من عام 2016 بدعم جوي روسي مما أدى إلى تهجير مئات العوائل من المدينة باتجاه منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات