ما هو موقف مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد من سوريا وإيران؟

ما هو موقف مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد من سوريا وإيران؟
عين الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)، الدبلوماسي السابق (جون بولتن)، مستشاراً جديداً للأمن القومي عوضاً عن الجنرال (هربرت ماكماستر). ليصبح ثالث مستشار للأمن القومي خلال مدة لم تتجاوز 14 شهراً من عمر الإدارة الحالية. 

وأثأر القرار الجديد، العديد من الأسئلة بخصوص التوجهات القادمة للإدارة الأمريكية، لما يعرف عن (بولتن) والذي يعد واحداً من صقور الحرب الشرسين، من مواقف حادة وجذرية، كما أنه حد السياسيين القلائل الذين ما زالوا مستعدين للدفاع عن قرار غزو العراق عام 2003.

وعلى عكس تعيين وزير الخارجية (بومبيو) والذي يتطلب منصبة تأكيداً من مجلس الشيوخ، فإن مستشار الأمن القومي والذي يعد صلة الوصل بين وكالات الاستخبارات الأمريكية مع الرئيس الأمريكي، لا يحتاج إلى جلسة مواقفه لبدء عمله، ما يعني أنه سيباشر العمل بدون أي تأخير اعتبارا من التاريخ الذي نص عليه قرار التعيين.

(بولتن) والذي عمل كسفير سابق للأمم المتحدة في عهد (جورج دبليو بوش)، له آراء مثيرة للجدل، فيما يتعلق بأهم القضايا العالمية وموقف الولايات المتحدة منها.  في تشرين الثاني 2015، نشر مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز" بعنوان "لهزيمة داعش، أوجد دولة سنية" وجه من خلال الصحيفة انتقادات شديدة لسياسة (أوباما) في الشرق الأوسط والتي رأى أنها تفتقر للرؤية الاستراتيجية.

ركز (بولتن) على السؤال الملح حينها، ماذا سيأتي بعد هزيمة تنظيم "داعش"؟ وبحسب (بولتن) إذا كانت هزيمة "داعش"، تعني استعادة (الأسد) للسلطة في سوريا، وعملاء إيران في العراق، فإن هذه النتيجة غير ممكنة ولا مرغوبة. طارحاً حل جذرياً للمشكلة في حال لم تتمكن واشنطن من دعم الجهود للإطاحة بنظام (الأسد) فالأفضل الاعتراف بمعارضة الأمر الواقع والعمل لإيجاد دولة سنية، على حد تعبيره.

دولة سنية جديدة مستقلة

"بدلاً من السعي إلى إعادة صياغة خريطة ما بعد الحرب العالمية الأولى، يجب أن تعترف واشنطن بالجغرافيا السياسية الجديدة. أفضل بديل لتنظيم الدولة في شمال شرق سوريا وغرب العراق هي دولة سنية جديدة ومستقلة" كتب (بولتن) مضيفاً " قد لا تكون الدولة السنية الجديدة سويسرا. هذه ليست مبادرة للديمقراطية.. إنما تتماشى مع الهدف الاستراتيجي المتمثل في القضاء على داعش وهو أمر قابل للتحقيق".

رأي (بولتن) ولحل مشكلة "داعش" والتنظيمات المشابهة يجب التوجه في سوريا لتأسيس صحوات، شبيه بتلك التي عمل تأسيسها بـ 2006. يتم من خلالها تمكين القيادات السنية، بما فيها القيادات المنشقة عن النظام، وكذلك دعم قيادات المعارضة المعتدلة كبديل عن التنظيم والتي حسب (بولتن) تبقي في أسوأ أحوالها أفضل من المتطرفين الإسلاميين.

تغيير النظام في إيران

فيما يتعلق بإيران، يتفق كلاً من (بولتن) ووزير الخارجية القادم (مايك بومبيو) مع موقف (ترامب) الرافض للاتفاق. ومن خلال التعيين الجديد لـ(بولتن) بصبح معظم المسؤولين في الإدارة الحالية مع الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران باستثناء وزير الدفاع (جيمس ماتيس) والذي قال ضمن جلسة للكونغرس " إن البقاء في الاتفاق، رغم عيوبه، يخدم مصالح الأمن القومي الأمريكي".

جادل (بولتن) في مقال آخر في صحيفة "النيويورك تايمز" نشره في آذار 2015 بأنه وحده العمل العسكري يمكن أن يحل مشكلة المفاعل النووي الإيراني. مشيراً إلى هجوم إسرائيل عام 1981 على مفاعل (صدام حسين) في العراق أو تدمير إسرائيل عام 2007 لمفاعل سوري في دير الزور معتبراً أن العمل العسكري "يمكن أن ينجز ما هو مطلوب".

"إن أي قدرات جديدة في السلاح لإيران.. قد تؤدي إلى صراعات سياسية ودينية وعرقية في المنطقة" مضيفاً في المقال الذي كتبته تحت عنوان "لوقف القنبلة الإيرانية اقصفوا إيران "يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بعمل دمار شامل، لكن إسرائيل وحدها تستطيع أن تفعل ما هو ضروري. يجب أن تقترن الضربات بدعم أمريكي قوي للمعارضة الإيرانية، بهدف تغيير النظام في طهران",

الوقوف بوجه روسيا

يأتي (بولتن) إلى منصبه، وسط أزمة يتعرض لها البيت الأبيض بسبب تحقيق خاص حول علاقة محتملة بين حملة (ترامب) الانتخابية والحكومة الروسية، وانتقادات أخيره وجهت لـ(ترامب) بعد تهنئته لـ(فلاديمير بوتين) بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية. إلا أن موقف (بولتن) تجاه روسيا، ربما  يؤثر على موقف الإدارة الحالي من (بوتين). 

يلقي (بولتن) باللوم على إدارة (أوباما) والتي بسبب ضعفها وعدم الخوف منها أقدم (بوتين) على انتهاكات عديدة منها معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، بعد أن قامت روسيا بسرعة بتحديث وتوسيع قدرتها النووية الاستراتيجية. ووجه (بولتن) في "ذا هيل" اتهامات عديدة لموسكو منها شن حرباً إلكترونية ضد جمهوريات دول البلطيق، وما اسماه عدواناً تقليدياً على جورجيا وأوكرانيا، بما في ذلك ضم شبه جزيرة القرم. وفي الشرق الأوسط، اعتبر أنه "وخلال إدارة (أوباما)، عززت روسيا تحالفها مع إيران وبنت منشآت عسكرية لها في سوريا، وبيعها أسلحة لدول صديقة للولايات لمتحدة ودعمت دكتاتورية الأسد هناك"

"الوقت ليس متأخراً للرد، فطموحات بوتين العالمية ليست صديقة لأمريكا، وكلما تعجل في الوصول لهذا الاستنتاج فذلك أفضل لنا، ومع ذلك، لا يكفي رفع دعاوى جنائية ضد المواطنين الروس، ولا حتى العقوبات الاقتصادية كافية في أي مكان لإثبات استيائنا له" كما كتب (بولتن) في مقال رأي في "ذا هيل" الشهر الماضي، مضيقاً "نحن بحاجة لإنشاء قوة ردع في الفضاء الإلكتروني، كما فعلنا مع الأسلحة النووية، لمنع الهجمات الروسية المستقبلية من قبل الآخرين الذين يهددونا أو يهددون مصالحنا".

ولجذب انتباه (بوتين) لمصالح الولايات المتحدة، يعتبر (بولتن) أنه يجب على الولايات المتحدة إرسال رسالة بفهمها (بوتين) جيداً. 

"يجب التوقف عن القول إن موسكو تنتهك القانون الدولي، أن هذه الاتهامات بمثابة موسيقى لأذان موسكو. عوضا عن ذلك دعوا بوتين يستمع إلى قصف المدفعية ومسارات دبابات حلف شمال الأطلسي بإجراء المزيد من التدريبات الميدانية المشتركة مع الجيش الأوكراني. بل الابتعاد لأكثر من ذلك بكثير، لأن هذه الإجراءات هي التي سوف تلفت انتباه بوتين" كما دعا إلى استجابة مماثلة في الشرق الأوسط، لاستغلال ما اسمها لحظات نادرة في السياسة والتي تنتج أحداثها غير المتوقعة "فرصا يجب الاستيلاء عليها قبل أن تتلاشى".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات