وزير الخارجية الياباني: سنكرس خبراتنا لمساعدة سوريا في ملف إعادة الإعمار

وزير الخارجية الياباني: سنكرس خبراتنا لمساعدة سوريا في ملف إعادة الإعمار
دعا وزير الخارجية الياباني (تارو كونو) جميع الأطراف في سوريا إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس، وإلى وقف فوري وغير مشروط للنار، وأن تدعم العمليات السياسية في جنيف، وتبذل جهوداً لإيجاد حل شامل لتحقيق السلام والاستقرار.

وقال كونو في حوار مع الشرق الأوسط إن "الأزمة السورية لن تُحل بوسيلة عسكرية، بل يجب علينا أن نسعى إلى حل سياسي، ولا بد من وقف الإجراءات العسكرية"، لافتاً إلى أن "إعادة إعمار سوريا بشكل فعلي تحتاج إلى تقدم عملية جنيف والمصالحة الوطنية والاستقرار الأمني في كل أنحاء سوريا".

التعاون الروسي الأمريكي

وأكد وزير الخارجية الياباني أهمية "التعاون الأميركي - الروسي من أجل تحقيق وقف النار في سوريا وتحقيق تقدم في العملية السياسية في سوريا"، مضيفاً "باعتقادنا لا بد من التعاون الأميركي - الروسي من أجل تحقيق وقف اطلاق النار في سوريا، وتحقيق تقدم في العملية السياسية. وخلال زيارتي روسيا في تشرين الثاني الماضي، قمت بإبلاغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتطلعاتنا إلى حسن التعاون بين أميركا وروسيا من أجل تقدم عملية جنيف".

واعتبر أن العملية السياسية في سوريا يجب أن تتقدم من خلال عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة؛ مضيفاً "نحن نترقب كيف سيتم وضع نتائج المؤتمر في إطار عملية جنيف؛ ما قد يؤدي إلى تشكيل لجنة دستورية. وإن اليابان مصممة على الاستمرار في تأييد ودعم جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا".

وأضاف "تأمل اليابان بشدة أن تحترم الأطراف كافة أمان الشعب السوري، وسيادة ووحدة أراضيه، وأن تدعم العمليات السياسية في جنيف وتبذل جهوداً لإيجاد حل شامل من أجل إحلال السلام والاستقرار في سوريا برمتها بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 2254".

دور اليابان في الملف السوري

وحول دور اليابان في الملف السوري، قال تارو كونو إن اليابان قررت مؤخراً تقديم مساعدات جديدة إلى سوريا والعراق والدول المجاورة بقيمة 220 مليون دولار أميركي؛ إذ وصلت قيمة المساعدات اليابانية المقدمة إلى تلك البلدان منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 إلى 2.2 بليون دولار العام 2018. واليابان عازمة على تقديم مساعدة مناسبة، متمنية أن تبذل الأطراف كافة في سوريا قصارى جهدها من أجل تحقيق السلام والاستقرار في سوريا.

تجربة اليابان في إعادة إعمار سوريا

وفيما يخص الاستفادة من تجربة اليابان لإعادة إعمار سوريا، قال وزير الخارجية "إعادة إعمار سوريا في شكل فعلي تحتاج إلى تقدم عملية جنيف، والمصالحة الوطنية، والاستقرار الأمني في كل أنحاء سوريا. وستشجع اليابان الحوار بين السوريين أنفسهم."

وأضاف "لليابان خبرات في إعادة الإعمار؛ إذ بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، ورغم أن البنى التحتية كانت مدمرة تماماً، حققت إعادة إعمار نفسها بشكل سريع لتصبح ثالث أكبر القوى الاقتصادية العالمية حالياً. وساهمت اليابان في إعادة إعمار العراق وأفغانستان. وفي حال توجه سوريا إلى مرحلة إعادة الإعمار الفعلي، ستكون اليابان مستعدة لمساعدتها مستغلة المعارف والخبرات والدروس التي اكتسبتها في الماضي.

التغيرات السياسية والاقتصادية في السعودية

وحول التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي جرت في السعودية، قال وزير الخارجية الياباني "الشرق الأوسط منطقة تقع في مركز التطورات العالمية السياسية والاقتصادية، وإن السعودية مفتاح استقرار الشرق الأوسط وازدهاره. وبصفتي وزير الخارجية هذه المرة، سأستمر في بذل قصارى جهودي لتطوير العلاقات اليابانية - السعودية. والسعودية شريك مهم جداً تتعاون معه اليابان في مختلف المجالات، منها التجارة والاستثمار والسياحة، والتعليم، والبنى التحتية، والتكنولوجيا، والتبادل الثقافي.

مصير داعش

واعتبر أن مواجهة داعش في سوريا والعراق تصل إلى المرحلة النهائية. ومن الضروري أن يمنع إعادة انتشار التطرف العنيف من خلال معالجة آثاره وبناء مجتمعات متسامحة تحترم التعددية. 

وأضاف: "أعلنتُ في مؤتمر الحوار العربي - الياباني السياسي الذي عقد في القاهرة عن مبادئ كونو الأربعة، وهي المساهمة الفكرية والإنسانية أولاً، والاستثمار في الكوادر البشرية ثانياً، واستمرارية الأعمال ثالثاً، وتعزيز الجهود السياسية رابعاً. وتعتبر هذه المبادئ اتجاهاً أساسياً لسياسات اليابان تجاه الشرق الأوسط، وستقوم اليابان من خلاله باتخاذ إجراءات تدعم التعايش في مجتمعات الشرق الأوسط من أجل إحلال الاستقرار في المنطقة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات