أورينت تفتح ملف القواعد الإيرانية والروسية في سوريا

أورينت تفتح ملف القواعد الإيرانية والروسية في سوريا
تسعى إيران إلى تحويل سوريا لمركز عسكري لها ونقطة تتحكم من خلالها بالمنطقة بشكل عام، عبر زرع العديد من القواعد العسكرية في المدن السورية، فيما لا تزال ترسل بعناصر الميليشيات إلى سوريا لتثبيت قواعدها وتعزيز تحكمها بمفاصل البلاد.

وليست أهداف إيران بعيدة عما تبتغيه روسيا من خلال بناء الأخيرة قواعد عسكرية أيضاً، حيث ركزت بالسيطرة على الساحل السوري بعد بناء عدة قواعد عسكرية في الساحل والمنطقة الوسطى.

قواعد إيران

فقد نظام الأسد السيطرة فعلياً على المدن السورية التي باتت تنتشر فيها القواعد العسكرية الأجنبية، حيث تتحكم بمناطق حيوية مثل مطار دمشق الدولي.

مبنى مكون من خمسة طوابق قرب مطار دمشق الدولي، تتخذه إيران كقاعدة عسكرية تدير من خلالها المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب عناصر الأسد على عدة جبهات.

وحسب تقرير بريطاني، يتكون المبنى من 180 غرفة ويحرسه ألف عنصر ويضم العديد من الدوائر مثل مكافحة التجسس والخدمات اللوجستية والدعاية وقيادة المرتزقة وإدارة المخابرات الإيرانية إضافة لخزائن تحتوي على ملايين الدولارات، ويعرف هذا المقر بالبيت الزجاجي.

كما شيدت قاعدة عسكرية جديدة قرب مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق، وهو المركز المسؤول عن تطوير الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد، وتعرض لضربات جوية إسرائيلية عدة خلال السنوات الماضية.

وشيدت إيران قاعدة عسكرية لها في منطقة جبل عزان في ريف حلب الجنوبي، وتنتشر قرب القاعدة ثكنات عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية.

وتعتبر هذه القاعدة نقطة إيران لإدارة معارك شمال سوريا، حيث تحتوي على غرفة عمليات مركزية للحرس الثوري الإيراني ومخازن للأسلحة.

وفي القنيطرة، توجد أخطر قاعدة عسكرية إيرانية بناها الحرس الثوري الإيراني، حيث دعمت إيران هذه القاعدة عبر توطين عائلات شيعية وتمليكها عقارات في كل من غرين وتلول فاطمة وخان أرنبة ومدينة البعث.

ولا يقتصر التواجد الإيراني على هذه المقرات العسكرية، حيث تنتشر حشود كبيرة لميليشيات إيرانية في البادية السورية على الطريق الدولي دمشق – بغداد، وتنتمي إلى العديد من الميليشيات مثل سيد الشهداء وميليشيا محمد الباقر وحزب الله اللبناني وكتائب أبي الفضل العباس الشيعية العراقية ولواء فاطميون الأفغاني.

وفي مطار السين العسكري، شيدت إيران قاعدة عسكرية لها وعززتها باستقدام ميليشياتها مستغلة حركة المطار، حيث يستقبل المطار العديد من طائرات اليوشن 76 الإيرانية العسكرية، وهذه الطائرات خاصة بنقل الجنود والمعدات العسكرية.

لإيران قاعدة عسكرية أخرى في مطار الشعيرات العسكري في حمص، حيث يستقر فيها العديد من الضباط الإيرانيين الذين يشرفون على المعارك في سوريا، هذا بالإضافة لوجود قاعدة عسكرية روسية في ذات المطار.

قواعد روسية

ركزت روسيا على التحكم في الساحل السوري عن طريق عدة قواعد عسكرية دعمتها بالضباط والعناصر والأسلحة، وانتشرت في نقاط استراتيجية بالساحل.

ومن هذه القواعد، القاعدة البحرية الروسية في طرطوس التي تعتبر من أضخم المنشآت العسكرية وأقدمها حيث تعود إلى عهد الاتحاد السوفيتي، وكان بوتين في أواخر عام 2016، قد أمر بتوسيع القاعدة الدائمة التي جاءت باتفاق مع نظام الأسد لمدة 49 عاماً.

وتعتمد روسيا أيضاً على قاعدة حميميم التي تم بناؤها جنوبي شرقي اللاذقية قرب مطار باسل الأسد الدولي، حيث تتشارك القاعدة مع المطار ببعض مسارات الهبوط.

وتعتبر قاعدة حميميم مركزاً روسياً لانطلاق الطائرات الروسية الذي شن مئات الغارات الجوية على العديد من المدن السورية، وهي مركز لاستقرار الضباط والعناصر الروس.

ويتم دعم هذه القاعدة الروسية بشكل خاص من قبل روسيا، حيث يتوفر فيها الأماكن الترفيهية للعناصر والمقاهي، حتى الطعام يأتي من روسيا مخصصاً للقاعدة.

وفي أواخر عام 2015، بنت روسيا قاعدتها العسكرية الجديدة في مطار الشعيرات بهدف تعزيز تواجدها في المنطقة الوسطى ودعماً لقواعدها البحرية.

وتضم هذه القاعدة عدة طائرات من طراز سوخوي ومروحيات إضافة إلى انتشار مئات العناصر الروس، بينما تستخدم لقصف المناطق المحررة في أرياف حمص وحماة وإدلب.

وتوسع انتشار القواعد العسكرية الروسية ليصل إلى حماة، حيث تسلمت روسيا قاعدة عسكرية من نظام الأسد وهي مقر قيادة كتبية الدفاع الجوي في قرية الكافات بريف المدينة الشرقي، وتضم القاعدة صواريخ ومخازن أسلحة يديرها ضباط وفنيون روس.

وتنتشر القواعد الروسية والإيرانية في عدة مناطق أخرى بسوريا، بينما يبدو أن التنافس الإيراني الروسي حول السيطرة والتحكم بمنافذ سوريا لا يزال مستمراً، في الوقت الذي تستقدم الدولتان ميليشيات ومرتزقة وأسلحة فتاكة لدعم قواعدها العسكرية وتثبيت وجودها دون وجود أي نية فعلية لإخلاء هذه القواعد.

وتؤكد مصادر مطلعة لأورينت نت أن روسيا بدأت فعليا بتحجيم إيران وخاصة في العاصمة دمشق وريفها، من خلال إبعادها عن معارك الغوطة الشرقية، ودعم قوات النظام وميليشيات سهيل الحسن للتوسع والسيطرة على مناطق تعتبرها إيران خاصرة مهمة لحماية نفوذها في دمشق وريفها.

وأضافت المصادر أن إيران بدأت تستشعر الخطر الروسي على وجودها، وبدأت بحشد قواتها على الممر البري الذي يربط سوريا بالعراق، عبر المنطقة الممتدة من الضمير بريف دمشق إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، والذي تؤكد المصادر أنه سيقطع قريبا عبر عمل عسكري مدعوم من واشنطن بشكل مباشر وبضوء أخضر روسي، ضمن تفاهمات أمريكية روسية لقطع الهلال الشيعي وتحجيم دور إيران في سوريا بالتدريج.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات