أين ستتجه فصائل الجيش الحر بعد السيطرة على عفرين؟

أين ستتجه فصائل الجيش الحر بعد السيطرة على عفرين؟
بعد سيطرة فصائل معركة "غصن الزيتون" بدعم عسكري تركي على مدينة عفرين بريف حلب الشمالي بشكل كامل تمكنت من فتح الطريق  الواصل بين مناطق درع الفرات وريف إدلب.

وأصبح أمام قوات الجيش الحر والجيش التركي عدة وجهات مختلفة واحتمالات لفتح معارك قادمة وخصوصاً بعد إكمال السيطرة على منطقة معبطلي الاستراتيجية حيث أصبح أمامهم مناطق تل رفعت و منغ  التي انتزعتها الوحدات الكردية في وقت سابق، وتم تهجير أهلها في حين ينظر محللون بأن فتح معركة منبج هي الهدف الأول لتركيا.

جبهة تل رفعت

ويقول ضياء العمر وهو أحد المشاركين في معركة غصن الزيتون لأورينت نت بأنه في الساعة الثامنة صباحاً من يوم الأحد اقتحمت فصائل الجيش الحر بالاشتراك مع الجيش التركي مدينة عفرين بعد قصف مكثف لقوات وحدات حماية الشعب حيث قاموا بالانسحاب خلال ساعات من المدينة بعد التقدم السريع الذي أدى إلى الاستيلاء على المدينة.

وأضاف العمر أن قوات الجيش الحر ستتوجه باتجاه منطقة تل رفعت و منغ التي احتلتها وحدات حماية الشعب بدعم روسي منذ أكثر من عامين حيث أن قسم كبير من المقاتلين في غصن الزيتون يتلهفون للعودة إلى قراهم بالإضافة إلى استكمال القوات التركية انتشارها في النقاط الخمس المتبقية من أصل 12 في عدة مناطق من ريف إدلب.

مشيراً إلى أنه في حال استمرار القتال بين الفصائل المتواجدة في محافظة إدلب فإن هذا الأمر سيعجل من دخول قوات غصن الزيتون من أجل السيطرة على الوضع، أما إذا استمر وقف القتال فإن الوجهة الأولى لهذه القوات بعد السيطرة على منطقة تل رفعت الإستراتيجية ستكون مدينة منبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية.

وقد توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو القوات الكردية في مدينة عفرين بالهزيمة، حيث أكد الجانب التركي بأن معركة السيطرة على مدينة منبج قادمة مما سبب خلافات مع الجانب الأمريكي الذي يملك قوات تساند الوحدات الكردية في المدينة، حيث يقوم الطرفان باجتماعات مكثفة لحل الخلاف بينهما.

نقطة انطلاق لأهداف جديدة

من جهته يقول الدكتور في مدينة أنقرة والمتابع للشأن التركي قتيبة الفرحات لأورينت نت بأن السيطرة على عفرين مرحلة مهمة وحساسة في الثورة السورية خاصة أن المربع الأخضر للجغرافيا تقلص إلى ما تحت الثلاثين بالمائة من مساحة سوريا، وعلى أفضل تقدير عفرين وجوارها ربطت إدلب المحررة بها وأصبحت نقطة انطلاق لأهداف جديدة ومركز جديد لتجمع قوى الثورة التي تخلخلت في إدلب بعد هيمنة الفصائل الإسلامية المتشددة عليها.

وأضاف أن بقاء مدينة منبج تحت سيطرة الوحدات الكردية أمر يهدد الأمن القومي التركي بشكل مباشر وهو ما تم الإجماع عليه بين كافة الأحزاب التركية حتى المعارضة للحكومة، حيث أن هذه الأمر سبب توتراً بين الولايات المتحدة وتركيا وقد ظهر هذا الأمر من خلال تصريحات الرئيس التركي المنتقدة للسياسات الأمريكية في سوريا.

ويرفد بأن الجيش الحر لابد وأن يلتزم بتعهداته مع الحليف التركي في اتفاقياته مع روسيا بخصوص إدلب من حيث القضاء على الفصائل المتشددة بعد السيطرة على مدينة عفرين ولكن ربما يكون الهجوم على مدينة منبج خياراً أولوياً لتركيا.

من جهته يقول الصحفي نزار محمد بأنه في الحقيقة، نجحت تركيا في تحقيق هدفها بأقل الخسائر، والسيطرة على عفرين في هذا الوقت الذي وسيأتي ذلك بأثر إيجابي على ريف حلب الشمالي من جهة وإدلب من جهة أخرى حيث من المؤكد أن معركة عفرين انتهت لكن هناك الكثير من العمل ينتظر أبناء المدينة منها تشكيل مجلس محلي وتنظيم الأمور الخدمية وتشجيع الأهالي على العودة لمنازلهم.

معركة سياسية

ويضيف بأن المعركة القادمة، ستكون مختلفة من نوعها هذه المعركة قائمة حالياً لكنها "معركة سياسية" حول ملف مدينة منبج، وأرى أنها اقتربت لحظة الانتقال من التحضير للتنفيذ من أجل إبعاد "قوات سوريا الديمقراطية" إلى شرقي نهر الفرات، وفي حال لم يحصل تفاهم تركي أمريكي حول منبج فأرى أن المدينة مقبلة على معركة لا محالة، وهذا ما أكده وزير خارجية تركيا، جاويش أوغلو في تصريحاتها الأخيرة.

ويشير إلى أنه عندما قامت القوات التركية بوضع نقاط مراقبة في إدلب فإنه بشكل تلقائي ستعتبر هذه النقاط بمثابة قواعد عسكرية نظراً لحجم العتاد العسكري في كل نقطة، حيث أنه أصبح لها موطئ قدم في هذه المنطقة وبالتالي ستكون معركة منبج هي الأولى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات