هآرتس: هذه دوافع إسرائيل للتدخل عسكرياً في سوريا

هآرتس: هذه دوافع إسرائيل للتدخل عسكرياً في سوريا
دعا (موشيه آرنز) عضو الكنيست والسفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة والذي عمل كوزير للدفاع عدة مرات، إسرائيل لاستعراض قواها في سوريا رداً على التهديد الذي تواجهه على حدودها وذلك في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس" بعنوان "القوة هي التي ستسود".

وأشار (آرنز)، أن سوريا، والتي كان البعض يعتبرها شريكا محتملاً للسلام مع إسرائيل، تحولت إلى مسلخ خلال سنوات الحرب، بسبب مواصلة (بشار الأسد) قتل المدنيين في محاولة يائسة منه لضمان بقائه. يساعده في ذلك كل من القوات الروسية والإيرانية، والتي تستغل الفرصة لبسط نفوذها في سوريا المتفككة بغض النظر عن تكلفة حياة المدنيين. حيث أن الروس يستخدمون قواتهم الجوية وصواريخهم وكذلك المرتزقة على الأرض أما الإيرانيون فلديهم الحرس الثوري وحزب الله. فكلا الدولتين تساهم في ضمان بقاء (الأسد) والذي لولاهم لكان سقط تحت ضربات الثوار.

وتساءل عن مدى استعداد الروس للاستمرار في دعم (الأسد) للبقاء في السلطة وكذلك الاستعداد للحفاظ على القواعد العسكرية التي أقاموها في سوريا على الرغم من الإصابات المتزايدة في صفوف قواتهم المترافقة مع حالة عدم الرضا التي يشعر بها الروس من نتائج الحرب في سوريا كما طرح تساؤل عن مدى استعداد الأتراك لتحمل استياء الأمريكيين وخطر تورط القوات الأمريكية في دعم الأكراد، والتدابير الانتقامية التي من الممكن أن يقوم بها الأكراد في تركيا نفسها.

وأضاف أما بالنسبة للإيرانيين، فعليهم أن يأخذوا في الحسبان الضربات الإسرائيلية التي تستهدف الحد من نشاطهم في سوريا.

دوافع التدخل الإسرائيلي

وبحسب (آرنز) فمن بين كل الأطراف التي تتواجد في سوريا والتي لديها قدرة عسكرية كبيرة للعمل إسرائيل، التي ربما لديها الدافع الأكبر لإشراك قوتها العسكرية في سوريا.

بالنسبة للروس فإن مشاركتهم في سوريا قد تكون مهمة، إلا أنها أهميتها ثانوية ضمن محاولة لتوسيع النفوذ الروسي في المنطقة. حيث أن هذه المشاركة لا تتعلق بالمصالح الأمنية الأساسية لروسيا. أما الأتراك فهم حتماً يشعرون بالقلق إزاء الآثار الطويلة الأمد للمنطقة التي يسيطر عليها الأكراد على حدودهم، إلا أن أمن تركيا مضمون حتى لو حدث ذلك. حيث من المرجح أن يجد كلاهما حلاً لتواجد قواتهما المسلحة في المنطقة.

ويضيف أنه وبخلاف كل الأطراف المتواجدة، فلقد وضع الإيرانيون بالفعل موارد وقدرات عسكرية كبيرة للهيمنة على مساحة واسعة تمتد من العراق إلى سوريا ولبنان. ولكن وبحسب (آرنز)، إلى أي مدى الإيرانيون مستعدون للاستمرار بهذا المخطط إذا ما واجهوا معارضة إسرائيلية لأنشطتهم في سوريا؟.

ويرى أن الدافع الإسرائيلي لمنع النهج التي تتبعه إيران على الحدود الإسرائيلية مرتفع، خصوصاً مع القدرة العسكرية الكبيرة التي تمتلكها إسرائيل والتي قوتها العسكرية ودوافعها للتواجد في سوريا أكبر من دوافع كل الأطراف الأخرى المتواجدة في سوريا. 

ويختتم (آرنز) بالقول، أن إسرائيل أبدت استعدادها لاستخدام القوة لوقف التوسع الإيراني في المنطقة على أمل أن يكون ذلك كافيا لإبعاد الإيرانيين، بدون الحاجة لتصعيد القتال.

حاجة إسرائيل للقوات الأمريكية

وتعليقاً على زيارة (بنيامين نتنياهو) للولايات المتحدة، ضمن زيارة مدتها خمسة أيام. نشر السفير الأمريكي السابق في إسرائيل (دانيال شابيرو) مقالاً في "الفورن بولسي" بعنوان "حاجة نتنياهو لترامب لمواجهة إيران في سوريا" حيث اعتبر (شابيرو) أن تقييد طهران ينصب في مصلحة كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة.

وأشار (شابيرو) إلى عدة تصريحات من مسؤولين أمريكيين تشير إلى انعدام رغبة الولايات المتحدة في الانخراط بتدخل عسكري واسع النطاق في سوريا. منها تصريحات (ترامب) للصحافيين في 23 شباط الماضي تعليقاً على وجود القوات الأمريكية في سوريا حيث قال "نحن هناك لسبب واحد: محاربة داعش والتخلص منها والعودة إلى البلاد" وكذلك كملة الجنرال (جوزيف فوتيل) قائد القيادة المركزية الأمريكية، أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي في شباط عندما قال "مواجهة إيران ليست واحدة من مهام التحالف في سوريا". ويرى (شابيرو) أنه من المنصف القول إن ضعف شهية التدخل العسكري هذه كانت موجودة كذلك خلال فترة (باراك أوباما) وهي انعكاس لما يشعر به الشعب الأمريكي. مع ذلك يضيف (شابيرو) أن إسرائيل لا تحتاج ولا تسعى إلى استخدام القوة الأمريكية ردا على استفزازات إيران، على الأقل في هذه المرحلة. 

تقديم الدعم بدون الانخراط المباشر

ويرى (شابيرو) أن المطلوب من الولايات المتحدة تعزيز جهود إسرائيل في سوريا من خلال عدة خطوات، منها دعم الولايات المتحدة لما أسماه حرية إسرائيل في العمل ضمن سوريا، من خلال التأكيد على شرعية الغارات الجوية التي تقوم بها. لأن إسرائيل بذلك تكون تستجيب لتهديدات إيران وليست هي المعتدي، على حد تعبيره، خصوصاً أن إيران قد قامت بمهاجمة إسرائيل للمرة الأولى بشكل مباشر، وليس من خلال وكلاء. وشدد على أهمية أن تترافق الخطوات الأمريكية هذه مع جهود دبلوماسية من خلال الضغط على موسكو لفرض قيودا على الاستفزازات الإيرانية في سوريا. 

وفي لبنان الذي سيعاني كثيرا، إذا ما انضم حزب الله إلى المعركة التي ستخوضها إسرائيل، على حد تعبير (شابيرو) الذي يرى أنه يحب على الولايات المتحدة أن تؤكد على رسائل الردع الإسرائيلية هناك. ويضيف، أنه يجب على إيران أن تسمع، على الأقل بشكل غير مباشر عن طريق الحكومات الأوروبية، أن الولايات المتحدة ستحمل طهران المسؤولية عن أي هجمات تقوم بها ضد إسرائيل.

ويضيف، أنه يمكن للولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل، سواء الآن أو في حالة تصعيد كبير، من خلال تكثيف التعاون الاستخباراتي وتقاسم البيانات في الوقت الحقيقي. وشدد على أهمية الدفاع الصاروخي حيث يجري الآن نشر نظم الدفاع الصاروخي المتوسطة والطويلة المدى في إسرائيل وتشغيلها، إلا أنها لا وبحسب (شابيرو) لا تزال محدودة في التغطية التي تقدمها. ويضيف أن الإسراع في تسليم هذه الصواريخ لإسرائيل يساعدها في الدفاع عن نفسها بشكل أفضل في حال نشوب صراع شامل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات