هل تصمد اتفاقات تحييد القرى أم تخترقها الهيئة و"تحرير سوريا"؟

هل تصمد اتفاقات تحييد القرى أم تخترقها الهيئة و"تحرير سوريا"؟
في ظل المعارك المستمرة بين جبهة "تحرير سوريا" وهيئة "تحرير الشام" منذ ما يقارب 10 أيام والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين ونزوح عدد أخر في منطقة المخيمات بسبب المعارك التي تدور قرب المناطق الحدودية، قام عدد من الوجهاء والمجالس المحلية والفعاليات المدنية في كل قرية على حدى بإصدار مذكرة تفاهم بين فصائل البلدة نفسها، وذلك من خلال النأي عن النفس عن الاقتتال داخل هذه القرى، ولكن رغم هذا الاتفاق قامت الفصائل باختراق هذه الاتفاقات، من خلال تسيير أرتالهم داخل القرى المحيدة وحملة اعتقالات طالات عسكريين ومدنيين.

إنهاء الاقتتال عسكرياً

ويقول الناشط الصحفي أحمد نور لأورينت نت بأن الفعاليات المدنية كانت تسعى بشكل دائم في كل المدن والبلدات لتحييد نفسها أو أبنائها عن الصراع الدائر كون هذا الصراع لا يخدم إلا النظام وحلفائه، وكونه لا يجر إلا الويلات على هذه المناطق التي تسير فيها الارتال العسكرية.

مضيفاً بأن الفعاليات المدنية سعت طوال الفترة الاقتتال لتحييد البلدات ولكنها كانت دائما تصدم بتعنت الفصائل ومحاولتهم إنهاء الأمر عسكرياً من خلال فرض السيطرة بالقوة وعدم الرد على مبادرة الفعاليات، فكانت تسير الأرتال  العسكرية ضمن المدن والقرى في الاقتتال الأول والثاني بين هيئة التحرير وحركة أحرار الشام.

ويشير إلى أنه مع تصاعد الوعي الشعبي لمساوئ الاقتتال باتت الفصائل العسكرية في مواجهة مباشرة مع الفعاليات المدنية فسعت الفعاليات إلى توحيد كلمتها  كمجالس محلية أو وجهاء أو قادة عسكريين من أبناء البلدة مع ممثلي الفصائل العسكرية عن تحييد هذه القرى مع حرية القتال لأبناء القرية على جبهات أخرى.

تسليم الحواجز

وقد قام عدد من المدنيين في منطقة معرة الصين ومعرزيتا وكفرومة بريف إدلب الجنوبي بتدمير الحواجز في تلك البلدات وإزالة شعارات الفصائل من عليها من أجل عدم سيطرتهم عليها، واشتعال معارك جديدة في هذه المناطق، حيث تم تسليم هذه الحواجز إلى مسلحين من نفس تلك القرى لا يتبعون لفصائل عسكرية أبداً.

ويقول خالد أبو عمر وهو أحد المشاركين في الفعاليات المدنية لأورينت نت بأنه خلال القتال الأخير بين تحرير سوريا وتحرير الشام كان هناك تحييد لعدد كبير من القرى والمدن مثل معرة النعمان وسراقب وخان شيخون وحيش وكفرنبل وحاس، ولكن الفصائل للآن لم تلتزم بهذه البيانات الورقية رغم حضور ممثلي الفصائل وإجماع من كافة الأطراف.

ويشير إلى أن هذه المناطق باتت ورقة رابحة بيد الفصائل حيث أن الفصيل الذي لا يملك قوة في المنطقة يقوم عبر وسطاء أو مجلس شورى تتبع للفصيل بتحييد هذه القرى من أجل نقل قواته إلى مناطق أخرى ذات ثقل عسكري ومن ثم الانتقال إلى هذه المناطق المحيدة بقوة كبرى.

ويوضح بأنهم لاحظوا الكثير من هذه الاختراقات حيث أن الفصيل الذي يشعر بأن التحييد ليس في صالحه، يقوم بدخول القرى ويسير أرتاله فيها وكذلك يقوم بحملات اعتقال  بعد تحييدها وهذا جرى في معرة النعمان ومنطقة عقربات وقاح على الحدود التركية ومدينة معرة مصرين.

ويرفد بأنه لا يوجد أي آلية إلى التزام الأطراف فأحياناً يكون هناك فصيل قوي محيد عن الصراع كفيلق الشام له ثقل عسكري ويكون ضامن للتحييد حيث يقوم بالضغط بقوة العسكرية من أجل إبقاء التحييد في هذه المناطق دون خرقها من الفصائل المقتتلة.

من جهة أخرى يقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عبد الله الشحود لأورينت نت بأنه لا يعتقد بأن هذا الاقتتال الأخير سيكون كسابقاته خصوصاً بعد اتحاد عدة فصائل في جبهة تحرير سوريا، حيث أن كل طرف بات يوقن بأن هذه المعركة هي القاضية للطرف الأخر وخصوصاً في ظل شعور هيئة تحرير الشام بالاستهداف كونها رأس حربة في كل اقتتال بين الفصائل.

ويضيف بأن المعارك ستبقى بين  كر وفر وربما تدوم أكثر من المتوقع لأن المعركة متكافئة وهي بمثابة حياة أو موت للجهتين حيث أن هذه المعارك باتت معارك استنزاف للفصيلين، لذلك فإن هذا الاقتتال سينتهي بمذكرة تفاهم ترضي الطرفين أو يبقى التعنت سيد الموقف حتى فناء فصيل من الطرفين.

ويختتم القول بأن التحييد في ظل هذه الاقتتال ليس ناجعاً إنما الطرفين بحاجة لفرض قوات عسكرية من قبل الفصائل المحايدة تجبر الطرفين على منع تسيير الارتال العسكرية، وتجبرهم على الجلوس من أجل صيغة تفاهم تنهي حمام الدم الذي يتضرر منه قسم كبير من المدنيين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات