واعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع، قراراً يقضي بوقف الأعمال العسكرية في سوريا ورفع الحصار، المفروض من قبل قوات النظام، عن غوطة دمشق الشرقية وبقية المناطق الأخرى المأهولة بالسكان.
ونص القرار الذي أعدته الكويت والسويد على "وقف الأعمال العسكرية في سوريا، وفرض هدنة في جميع أنحاء البلاد، لإيصال المساعدات الإنسانية لجميع المدنيين". وأكد أن "وقف الأعمال العدائية لا يشمل تنظيمات داعش والقاعدة وجبهة النصرة، ولا جميع الأفراد أو المجموعات أو الكيانات المرتبطة فيهم".
وطالب القرار "جميع الأطراف باحترام وتنفيذ التزاماتها، بشأن اتفاقات وقف اطلاق النار، بما في ذلك التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2268".
ودعا "جميع الدول الأعضاء إلى استخدام نفوذها على الأطراف المعنية (في سوريا) لضمان التنفيذ الكامل لوقف الأعمال العدائية، والالتزام المطلق باتفاقات وقف إطلاق النار القائمة"، حسب الأناضول.
وأكد مندوب السويد (أولوف سكوغ) خلال جلسة التصويت أن المشروع يتضمن رفع الحصار عن الغوطة الشرقية.
بدورها قالت المندوبة الأمريكية (نيكي هيلي) بعد صدور القرار إن واشنطن تريد أن ترى قرار مجلس الأمن منفذا بشكل كامل في كل أرجاء سوريا، مضيفة أن روسيا وراء تأخير صدور قرار الهدنة في سوريا ولا يجب أن يموت السوريون انتظارا لتعليمات من موسكو، وفق تعبيرها.
وأشارت (هيلي) إلى أنها تشك في التزام بشار الأسد بقرار مجلس الأمن اليوم، حسب الأناضول.
من جانبه شدد المندوب الفرنسي على أنه من الضروري وضع حد فوري للقصف الحاصل في سوريا، مردفاً أن جرى التوصل لهذا الاتفاق لدواع إنسانية، وفق قوله.
كما قال المندوب الكويتي (منصور عياد العتيبي) إن "القرار 2401 هو حل مؤقت للمشكلة في سوريا والحل الدائم هو سياسي"، موضحاً أن "القرار 2401 يطالب بفتح الممرات أمام المساعدات الإنسانية والطبية".
كما أشار المندوب البريطاني خلال كلمته عقب التصويت على قرار الهدنة في سوريا، إلى أن الوضع في الغوطة الشرقية سيء جداً وأن النظام يقصف بطريقة همجية، وفق تعبيره. وأكد أن "الاستهداف المنتظم للمدنيين في سوريا يشكل جريمة حرب".
يذكر أن روسيا تسببت في تأجيل تصويت أعضاء مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار (كويتي سويدي) في وقت تشهد فيه الغوطة الشرقية حملة إبادة من النظام وحلفائه الروس لليوم السادس على التوالي.
وبحسب وكالة (رويترز) فإن التصويت تم تأجيله 24 ساعة، وذلك بعد خلافات في مفاوضات "اللحظة الأخيرة" على النص الذي اقترحته الكويت والسويد، حيث اقترح النظام وروسيا، التي تملك حق النقض (الفيتو) تعديلات جديدة. وأكد المصدر أن المحادثات تركزت على صيغة "فقرة واحدة" تطالب بوقف الأعمال القتالية لمدة 30 يوما للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وإجراء عمليات الإجلاء الطبي، حيث ينص التعديل على الفقرة بأن يبدأ وقف إطلاق النار بعد 72 ساعة من اعتماد القرار، ويأتي هذا التعديل تخفيفا لمطلب البدء "دون إبطاء" في محاولة لكسب تأييد روسيا.
وتتعرض الغوطة الشرقية لليوم السادس لحملة إبادة ممنهجة بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، تطورت اليوم إلى القصف بالفوسفور الأبيض والقنابل الحارقة.
وكان (رائد الصالح) مدير منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) قد قال لأورينت نت، إن ما يجري في الغوطة الشرقية التي تتعرض لحملة إبادة من نظام الأسد وحلفائه الروس "لا يمكن وصفه".
وأكد (الصالح) أن المحاصرين في الغوطة الشرقية يقطنون الملاجئ على مدار الساعة جراء كثافة القصف، وهم بأمس الحاجة لأدنى المقومات ليبقوا أحياء، موضحاً أن الدفاع المدني في الغوطة لا يستطيع حصر حصيلة محددة للضحايا حتى اللحظة، قائلاً "هناك الكثير من المصابين الذين تنقلهم فرق الدفاع إلى المستشفيات ثم يفارقون الحياة جراء الإصابات الحرجة" مشيراً إلى أن الأرقام الأولية تشير إلى مقتل أكثر من 500 مدني والحصيلة بارتفاع مستمر.
التعليقات (6)