كيف وصفت "صحف عالمية" المجازر في الغوطة؟

كيف وصفت "صحف عالمية" المجازر في الغوطة؟
تصدرت أخبار الغوطة الشرقية عناوين الصحف الأجنبية، بعد التصعيد الذي قامت به قوات (الأسد)، والاستهداف العشوائي الذي طال السكان المدنيين والبنى التحتية والمنشآت والنقاط الطبية في هجمة تعد الأعنف من نوعها منذ سنوات.

عنف هيستيري

صحيفة "الغارديان" البريطانية عنونت "إنها ليست حربا إنها المذبحة"، مشيرة إلى مقتل 200 مدني، نتيجة للغارات الجوية التي يشنها نظام (الأسد)، محذرة من وقوع كارثة إنسانية يمكنها أن تكون الأفظع خلال 7 سنوات الماضية من الحرب. كما حذرت الصحيفة، من الخطر الذي يحيط بالمدنيين المحاصرين، نتيجة للتوغل العسكري الذي يوشك النظام على القيام به في منطقة تضم 400 ألف مدني. 

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن "جرائم حرب صارخة" ترتكب في الغوطة الشرقية على "نطاق ملحمي". 

حيث تم قصف سبعة مستشفيات منذ صباح الإثنين في شرق الغوطة، التي تعاني من حصار امتد لسنوات. أحد أطباء العاملين بالغوطة، والذي حاورتهم "الغارديان" اعتبر ما يجري "مذبحة القرن الحادي والعشرين" مضيفاً "إذا كانت مجزرة التسعينيات هي سريبرينيتسا والمذابح التي حصلت في الثمانينيات هي حلبجة وصبرا وشاتيلا فان الغوطة الشرقية، الآن، هي مذبحة القرن".

 (أحمد الدبيس) مسؤول الأمن والسلامة في اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية والذي يدير عشرات المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها الثوار في سوريا، قال في حديث له مع الصحيفة أن ما يحدث هو "كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة. قتل جماعي يستهدف أشخاص، ليس لديهم أبسط مبادئ الحياة ".

 

وقال (مارك سنلبايشر)، مدير لجنة الإنقاذ الدولية في الشرق الأوسط "مرة أخرى نشهد مقتل المدنيين في سوريا بشكل عشوائي. ومرة أخرى نشهد هجوماً على المرافق الطبية. راودتنا مخاوف طويلة من أتعاد في الغوطة الشرقية المشاهد الرهيبة التي شهدها العالم خلال سقوط شرق حلب، ويبدو أن هذه المخاوف تستند إلى أسس سليمة". 

بينما وصفت (سونيا خوش)، المسؤولة عن منظمة انقاد الطفولة الوضع بانه "بغيض تماما" وأضافت "أن القصف لا هوادة فيه، والأطفال يموتون كل الساعة". وأضافت في إشارة لها للعوائل المدنية في الغوطة الشرقية المحاصرة "إن هؤلاء لا يوجد لديهم مكان يلجئون إليه، محاصرون، ويتعرضون للقصف ليلا ونهارا".

سنغيثكم بالزيت المغلي!

صحيفة "النيويورك تايمز" نقلت التهديدات الذي وجهها (سهيل الحسن) للمقيمين في الغوطة الشرقية حيث ظهر في فيديو وسط مجموعة من الميليشيات المتوجهة لاقتحام الغوطة قائلاً "لن تجدوا لكم مغيثاً. وإن استغثتم ستغاثون بالزيت المغلي. ستغاثون بالدم".

ونقلت الصحيفة، عن القصف الذي أودى بحياة عائلة كاملة من 5 أشخاص، سحبوا جميعهم من تحت الإنقاض. وكذلك مشاهد من العائلات التي اجتمعت في أحد الأقبية التي لجئوا إليها، والتي تم استهدافها بعد لحظات قليلة من وصول طاقم سيارة الإسعاف لانتشال الجرحى. 

وتصف الصحيفة الحملة الحالية، بأنها محاولة من النظام وحلفائه لإخضاع المنطقة التي يسيطر عليها الثوار والتي ظلت محاصرة منذ سنوات، حيث تجتمع القوات الموالية للنظام تحضيرا لوقوع هجوم برى وشيك. كما ووصف أحد المقيمين هناك التطورات الأخيرة بأنها "هجوم شامل" على المدنيين والبنية التحتية لإجبارهم على الاستسلام، وهو تكتيك استخدم في المعارك السابقة، بحسب الصحيفة، في جميع أنحاء سوريا. 

مناطق خفض التصعيد

وتساءلت صحيفة "التايمز" عن القصف الذي يطال المنطقة التي من المفترض أن تكون ضمن إحدى "مناطق خفض التصعيد" والتي اتفق عليها كل من الروس والإيرانيين الداعمين الرئيسيين للنظام. واعتبرت أن القصف الذي تتعرض لها المنطقة، هو الأشد منذ الهجوم الذي شنه النظام على حلب في أواخر 2016. 

وتصف الصحيفة، الغوطة الشرقية، بـ "حديقة دمشق" بسبب بساتينها وحقولها التي توفر خلفية خصبة للمدينة القديمة. إلا أنها ومثل العديد من الضواحي السورية الأخرى، أصبحت الآن كتلة من الأبنية الخرسانية المحطمة. وحيث أن الزراعة المحلية قد مكنتها من مقاومة النظام لفترة أطول من المناطق الأخرى، إلا أن القدرة على التكيف لم تؤد إلا إلى زيادة معاناة سكان. 

وأشارت الصحيفة إلى زملكا وعين ترما، والتي تعرضتا لهجوم بالغاز الكيميائي من قبل قوات (الأسد) في آب 2013. والذي أدى إلى مقتل ما يصل إلى 1400 شخص.

المعقل الأخير للثوار حول دمشق

صحيفة "الواشنطن بوست" وصفت يوم الثلاثاء بـ "اليوم الأكثر دموية" بعد أن تجمعت العائلات في الطوابق السفلية وغرف النوم، وتمسكوا ببعضهم البعض حتى لا يموتوا بمفردهم.

وأشارت الصحيفة، أن الحرب في معظم أنحاء سوريا قد تحولت إلى صراع للقوى الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران، التي تتعثر للتأثير وتتصادم في السماء وعلى الأرض. إلا أن الغوطة الشرقية، هي الجيب النهائي للأراضي التي يسيطر عليها الثوار حول دمشق، لذا، شددت الصحيفة أن ما يحصل هناك، هو محاولة من النظام التصادم مع معاقل المعارضة المسلحة في البلاد. على عكس ما يروجه وحلفاءه من أنها حرب تستهدف القضاء على تنظيمات متطرفة أو أن الحرب الحالية هي جزء من حرب إقليمية وتصارع دولي. 

الصحيفة ركزت على نشر الصور، التي نقلتها من قلب الأحداث في الغوطة الشرقية، كأقوى رسالة توجه لقرائها عن حقيقة ما يجري هناك.

ونقلت الصحيفة، التحديات الذي يواجها المدنيون المحاصرون للبقاء على قيد الحياة. فبالإضافة إلى القصف المستمر، إلا أنهم يعانون من نقص الغذاء والمياه النظيفة. ووفقا لمنظمة ريتش، المنظمة غير ربحية والتي تراقب الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية، فقد ارتفع سعر ربطة الخبز إلى 1500 ليرة سورية. على بعد أميال قليلة فقط، من العاصمة التي يسيطر عليها النظام حيث لا تتعدى تكلفة الربطة عتبة 100 ليرة.

" ندفن أجزاء متبقية من الأجسام في مقابر الجماعية. هذا كل شيء يمكننا القيام به" قال أحد المدنيين المقيمين للصحيفة، مشترطاً عدم الكشف عن هويته لأنه يخشى من انتقام النظام في حال سيطرته الكاملة على المنطقة.

وفي واشنطن، انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية (هيذر نويرت) "حصار الحكومة السورية وتكتيكاتها التي تهدف إلى التجويع" كمت دعت إلى وقف المعارك حتى يمكن تسليم المساعدات الإنسانية وإخلاء المدنيين.

تختم "الواشنطن بوست" موضوعها عن الغوطة الشرقية، ناقلة كلام أحد المتطوعين في جمعية غير ربحية، اشترط هو أيضاً عدم الكشف عن اسمه خوفاً على سلامة أسرته، قائلاً إنه لم يجرؤ على نقل أطفاله إلى القبو "قد نموت هنا ولكن على الأقل لن يكون الظلام".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات