محلل تركي يكشف الدور الذي تمارسه واشنطن في عفرين

محلل تركي يكشف الدور الذي تمارسه واشنطن في عفرين
في الوقت الذي يحاول فيه نظام الأسد الوصول إلى عفرين، وقطع الطريق أمام تركيا في طرد "الوحدات الكردية" من المنطقة بالتعاون مع الجيش السوري الحر، تحاول الولايات المتحدة نفي وجود  أي قوات لها في عفرين، أو تقديم أية تجهيزات أو معدات لأي مجموعة هناك، الأمر الذي أرجعه محللون لسعي أمريكا للتنصل من الاتهامات الموجهة إليها من أنقرة بدعم "الوحدات الكردية"، والتستّر كذلك على "أصابعها الخفية" في ما يجري بعفرين.

وأوضح الباحث السياسي التركي (باكير أتاجان) في تصريح لأورينت، أن هناك عدة أسباب تكمن وراء نفي واشنطن وجود قوات لها في عفرين، أولها "أن هناك أكثر من ألف شخص موجودين كخبراء إلى جانب القوات الأمريكية بالقرب من عفرين، من أجل تدريب الوحدات الكردية من أجل محاربة الإرهاب، بينما يوجد في منبج وباقي المناطق نحو 5 آلاف خبير أمريكي"، وفق قوله.

والثاني كما يضيف (أتاجان) أن "هناك في تقارير تقول بأن الأسلحة الأمريكية وصلت إلى يد المتطرفين في السوق السوداء بعد بيعها من قبل الوحدات الكردية في تلك الأسواق، وأنه يتم المتاجرة حالياً في تلك الأسلحة".

طلب أمريكي

ولفت إلى أن "محاولة دخول قوات النظام إلى عفرين هو طلب أمريكي أكثر من أي طرف آخر، والدليل أنه في الفترة الأخيرة يوجد تفاوض بين أمريكا والنظام منذ 6 أشهر وأن ما حصل ما بشار في حميميم كانت رسالة تحذير من روسيا للأسد بمعنى إن لم تكن معنا سنسحب من سوريا، وبعدها قام الأسد بزيارة سوتشي وشكر الضباط الروس للتأكيد على أنه مع الروس وليس الأمريكان".

وكانت وكالة (الأناضول) التركية نقلت (الثلاثاء) عن مصادر محلية موثوقة أن "مجموعات إرهابية موالية للنظام حاولت الوصول إلى المدينة، إلا أنها تراجعت بعد إطلاق المدفعية التركية رشقات تحذيرية" موضحةً أن تلك المجموعات انطلقت من مدينة "نبل" وبلدة "الزهراء"، جنوب منطقة عفرين،  موضحة أن الرتل ضم نحو 20 عربة، بينها عربات مدرعة وأخرى شاحنات تنقل مضادات طائرات من نوع "دوشكا"، وأنها توقفت على بعد 10 كلم من المدينة بسبب الرشقات التركية، مبتعدة عن حدود المدينة.

وحول إدعاء واشنطن على لسان الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت أن معلومات بلادها محدودة بشأن ما يجري في عفرين، قال (أتاجان)، "أن أمريكا تريد المصالحة مع تركيا، لأن أنقرة تتهم واشنطن بأنها وراء الإرهاب القادم من الوحدات الكردية، وبالتالي هي تحاول تبرأت نفسها، وفي حال خسر حزب الاتحاد الديمقراطي يعني خسارة أمريكا لأنها الداعم الأساسي".

لا اتفاق بين إيران وتركيا 

وأشار الباحث السياسي إلى أن هناك فجوة كبيرة بين تركيا وإيران، ومؤكداً أن "القوات التي حاولت الدخول إلى عفرين باسم النظام من طرف نبل والزهراء كانت تابعة ومدعومة لإيران ومن حزب الله، لأن العالم يدرك أن حزب الاتحاد الديمقراطي له علاقة مع ايران ولن يتغير شيء"، وفق تعبيره.

لا تقارب بين روسيا وتركيا 

وجول أبعاد دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي  لافروف تركيا للحوار المباشر مع نظام الأسد، اعتبر المحلل السياسي أن" هناك اختلاف جذري بين روسيا ونركيا، حيث كان تصريح من طرف لافروف دليل عن دعوة أنقرة للتخلي عن المعارضة والجيش الحر وتحسن علاقتها مع النظام، وهذا يعني مطاردة المطلوبين من النظام داخل تركيا، لذلك هذا مرفوض تماما وبالتالي روسيا وتركيا لا يمكن أن يتقاربان سوى تقارب نسبي، لأنها ستطالب بطرد 3 ونص مليون سوري كما يحصل في لبنان والأردن".

وتابع  أن حديث ورسيا عن مصالح أمنية لتركيا في سوريا، ما هو إلا محاولة "لإجبارها على الاعتراف وتحسين علاقتها مع النظام لخدمة الأسد في نهاية الأمر".

وكان وزير الدفاع التركي (نور الدين جانيكلي) نقل مؤخراً عن نظيره الأمريكي (جيمس ماتيس)، أن الأخير اقترح عليه استخدام "ي ب ك" في محاربة بي كي كي"، حيث اتسمت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، خلال لقائه مع نظيره التركي، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بالتضارب فيما يتعلق بـ "ب ي د" التابع لـ "بي كي كي"، حيث  قال ماتيس إن الولايات المتحدة لن تقدم أسلحة أو ذخائر إلى "ب ي د" و"ي ب ك" حالياً، حسب صحيفة (ديلي صباح)، على الرغم من اتهام أنقرة المتكرر لواشنطن بمواصلتها في تقديم الدعم العسكري والمالي لمليشيات "ي ب ك"، إضافة إلى التوضيحات والدلائل التي قدمتها تركيا للولايات المتحدة حول علاقة "ب ي د" بـ (بي كي كي).

يذكر أن الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) قال في وقت سابق "إنّ الولايات المتحدة الأمريكية قدّمت للوحدات الكردية في سوريا دعما ماديا يُقدّر بـ 550 مليون دولار، وهناك حديث عن احتمالية وصول هذا الرقم إلى 3 مليار دولار". وأوضح أنّه تمّ الكشف عن العديد من الممرات التي حُفرت من قبل "الوحدات الكردية" تحت الأرض وذلك سعيا لإيصالها تحت الحدود التركية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات